قراءة سريعة للأوضاع السياسية في اليمن
قراءة صاغ مفرداتها/ سام عبد الله الغباري - عبد الفتاح علي البنوس ذمار / مكتب 14 أكتوبر / خاص :مثل السابع عشر من يوليو 1978م حدثا هاما في تاريخ بلادنا كونه أرسى دعائم الدولة اليمنية الفتية وذلك بتولي فخامة الأخ المشير علي عبد الله صالح مقاليد الحكم في البلاد بعد أن وصلت البلاد إلى أوضاع سياسية مضطربة شهدت صراعا محموما أودى بحياة الكثيرين ولمزيد من تسليط الضوء على مراحل الحكم في البلاد وتعاقب الرؤساء منذ اندلاع الثورة إلى اليوم والأحداث التي صاحبت هذه المراحل والإنجازات التي تحققت فإننا نقوم بعرض قراءة سريعة للتاريخ السياسي كمساهمة في خلق وعي سياسي أكثر وضوحا لدى القراء الأعزاء للأهمية التي اكتسبها الـ 17 من يوليو وسجل الإنجازات العملاقة التي تحققت للوطن في ظل قيادة الرئيس علي عبد الله صالح .[c1]رؤية تاريخية للأوضاع قبل الثورة [/c]رت اليمن وعلى امتداد فترات زمنية متباعدة بظروف سياسية حرجة أسهمت في تعقيد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فقد ظلت على مدار عقود من الزمن ترزح تحت وطأة العثمانيين في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب مما تسبب في زيادة المعاناة فانتشر الفقر وعم الجهل والمرض إلى أن تم طرد العثمانيين من المناطق الشمالية بهدف الخلاص من هذه الأوضاع ، إلا أن حكم الإمامة خاف حكم العثمانيين حيث عاش الشعب سنوات من التخلف والانحسار أحكم خلالها الأمام قبضته على كافة مناطق البلاد مستغلا واقع الشعب المزري وحالة البؤس والشقاء التي يعيشها وقام بفرض عزلة تامة وحاول أن يعزله عن العالم لما يعزز من ملكه ويمكنه من ترسيخ دعائم مملكته إلا أن مجموعة من الشباب الطموح الثائر والذين فروا من جبروت الإمامة إلى عدد من العواصم العربية التي كانت تشهد في حينه ثورات فكرية وحركات تحررية تسعى إلى دحر الاحتلال سرعان ما عاد هؤلاء الشباب وفي جعبتهم الكثير من الأفكار التحررية والخطوات الثورية على طريق الحرية حيث استطاعوا أن يؤثروا في واقع الشعب ويقلقوا سكينة وطمأنينة الإمام حيث قابلهم بكافة أشكال التعذيب والتنكيل فاعدم منهم الكثير وظل البقية يواصلون الدرب نحو الحرية من خلال محاولات جادة وعمليات متكررة هدفت إلى الإطاحة بنظام الإمامة وإقامة نظام جمهوري وهو ما تحقق فعلا صبيحة الخميس الموافق 26 سبتمبر 1962م .[c1]أهداف ومبادئ الثورة [/c]جاءت الثورة تحمل أهدافا ستة من شأنها العمل على التحرر من الاستبداد والاستعمار وإقامة حكم جمهوري عادل وإلغاء الفوارق والامتيازات بين الطبقات وبناء جيش وطني قوي ورفع مستوى الشعب في شتى مجالات الحياة وترسيخ المبدأ الديمقراطي والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية على طريق الوحدة العربية الشاملة واحترام المواثيق والقرارات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي ودعم السلام العالمي بين الشعوب .[c1]اليمن في عهد السلال والمشاركة المصرية في الدفاع عن الثورة [/c]بعد قيام الثورة كان لا بد من قيام حكومة تدير شؤون البلاد إلا أن ذلك لم يتأسس بسبب بقاء العديد من فلول الإمامة وقيامهم بحركات انفصاليه تخريبية في عدد من المناطق الأمر الذي استدعى تدخل القوات المسلحة المصرية وقامت بمشاركة إخوانهم في اليمن بالقضاء على هذه الحركات الأمامية وتثبيت الحكم الجمهوري للبلاد تحت قيادة المشير عبد الله السلال والذي استمر في الحكم حتى تمت إزاحته بعد انقلاب نوفمبر 1967م .[c1]القاضي الأرياني و المشائخ [/c]بعد أحداث 1967م آلت الرئاسة للقاضي عبد الرحمن الأرياني والذي كان يحظى بقبول واسع في أوساط الثوار ورجال الدولة والعلماء والقضاة على امتداد الوطن واستطاع بحكمته واعتداله أن يخلق نوعا من التوازن السياسي في إدارة شؤون البلاد ولكنه لم يستمر طويلا حيث ظلت سلطة المشائخ تقف حائلا دون قيامه بصلاحياته كرئيس للجمهورية الأمر الذي دفع بالعديد من المتآمرين ضد البلاد على استغلال هذه القضية في الأضرار بالنظام الجمهوري وإدخاله في بوتقة الصراع مع النظام الاشتراكي في الجنوب مما أدخل البلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي الأمر الذي دفع بالقاضي الأرياني إلى تقديم استقالته في 13 يونيو 1974م ومغادرة الوطن للاستقرار بالعاصمة السورية دمشق إلى أن توفاه الأجل .[c1]الحمدي رئيسا لليمن [/c]وفي مثل هكذا أوضاع سياسية مضطربة تولى رئاسة البلاد شاب طموح وعسكري فذ فاجأ الجميع بطموحاته وتطلعاته الوطنية التي كانت تهدف إلى الارتقاء بأوضاع الشعب نحو الأفضل إنما المقدم إبراهيم الحمدي الذي ما أن تسلم زمام الأمور حتى انقلب على سلطة المشائخ وخلق بينه وبين أبناء الشعب قنوات تواصل أكسبته حب وتقدير كافة فئات الشعب قاطبة ولكن سرعان ما بدأت المؤامرات تحاك ضده حيث سقط قتيلا مع شقيقه عبد الله في حادثة لقت سخطا واستهجانا شعبيا واسعا .[c1]الغشمي والحقيبة المفخخة [/c]بعد مقتل الحمدي أسندت مهام الرئاسة إلى أحمد حسين الغشمي الذي أصبح رئيسا لمجلس قيادة الثورة والذي اتهم بتورطه في اغتيال الرئيس الحمدي وقد قوبل قرار تعيين الغشمي رئيسا للبلاد معارضة من قبل المشائخ في بداية الأمر ولكنهم سرعان ما عدلوا عن معارضتهم ورأوا فيه فيما بعد أنه الأنسب لتولي هذه المهمة واستمر في حادثة الحقيبة الدبلوماسية المشهورة التي وصلت من الجنوب كهدية مزقت جسده إلى أشلاء الأمر الذي أصاب الشارع اليمني والحياة السياسية بالذهول وأصبح كرسي الرئاسة أشبه بتذكرة سفر إلى مقبرة خزيمة الأمر الذي دفع بالكثير من الطامعين للرئاسة العدول عن ذلك .[c1]حدث باركه القدر وقضى على الاضطرابات السياسية [/c]استمرت البلاد تعيش حالة من الفوضى والفراغ الدستوري وسط أوضاع متردية سادتها الفوضى وعدم الاستقرار السياسي حتى السابع عشر من يوليو 1978م عندما تقلد العقيد علي عبد الله صالح مهام الرئاسة بعد اختياره من قبل مجلس الشعب التأسيسي فكان اليمن على موعد مع المجد والتاريخ والاستقرار حيث كان علي عبد الله صالح عند مستوى المسؤولية فحمل على راحتيه غير مكترث بكرسي الرئاسة المفخخ الذي تمكن بحكمته وشجاعته واقتداره من ترويضه وتمكن خلال فترة وجيزة من أن يحقق نوعا من الاستقرار السياسي وحظي بدعم ومساندة وتأييد كافة التيارات السياسية في البلاد على خلاف ما عمله سابقوه فأسهم ذلك في تثبيت دعائم الدولة اليمنية الفتيه وبرؤية ثاقبة وحس قيادي رفيع تمكن من أن يؤسس كيانا تنظيميا يضم في جنباته كافة الفصائل والفئات المختلفة من أبناء الشعب وهو المؤتمر الشعبي العام عام 1982م وأعقبه صياغة مبادئ الميثاق الوطني الذي حمل البرنامج العام للسياسة العامة للبلاد واحتوت على الثوابت والأسس التي ستسير عليها ، الأمر الذي عزز من موقفه وزاد من شعبيته حيث انتقلت البلاد بعد ذلك نقلة نوعيه مشهودة وخصوصا عقب اكتشاف البترول في العام 1984م حيث بدأت عملية البناء والتشييد في شتى قطاعات الحياة المختلفة في ظل انتهاج البلاد سياسة ديناميكية في الداخل والخارج أكسبتها احترام وتقدير دول العالم والمنظمات والهيئات الدولية وعززت من مكانة اليمن عالميا علاوة على ذلك فقد ظلت الوحدة اليمنية هاجسه الذي ما فتئ يتابع بخطى حثيثة لتحقيقها من خلال جملة من الاتفاقيات واللقاءات الثنائية إلى أن توج ذلك بإعلان الوحدة المباركة في 22مايو 1990م .[c1]الصراع في الجنوب وقحطان الشعبي [/c]وفي جنوب الوطن وعقب تحريره من الاحتلال البريطاني البغيض في 30نوفمبر 1967م أسندت الجبهة القومية لمقاومة الاحتلال مهمة قيادة البلاد إلى قحطان الشعبي أحد كبار الأعضاء سنا في الجبهة والذي لم يستمر في الحكم أكثر من عامين تم بعدها إزاحته عن الحكم في يونيو 1969م وذلك نتيجة لتأثر بعض رفاقه في الجبهة بالمعسكر الشرقي وتأثرهم بالتجربة اليسارية الماركسية حيث تم اعتقاله وسجنه ونال أصنافا من التعذيب فارق الحياة على إثرها في السجن .[c1]سلطات سالم ربيع علي [/c]جاء سالم ربيع علي إلى سدة الحكم في جنوب اليمن عقب مقتل قحطان الشعبي وقد حظي بتأييد واسع في صفوف المواطنين وظل متربعا على كرسي السلطة نحو تسع سنوات قبل أن ينقلب على سياسته بعض رفاقه في اليسار بحجة عدم تلبية رغباتهم وتطلعاتهم خلال فترة حكمه وتمكنوا من إلقاء القبض عليه وإعدامه في 26 يونيو 1978م .[c1]دولة عبدالفتاح إسماعيل [/c]أسندت مهام رئاسة البلاد عقب الإطاحة بسالم ربيع علي إلى عبد الفتاح إسماعيل والذي جاء وصوله إلى سدة الحكم متزامنا مع بداية انهيار المعسكر الاشتراكي ، لم يسعفه رفاقه في الاستمرار طويلا في قيادة البلاد فحالوا دون استمراره واتهموه بالمناطقية الأمر الذي إلى إزاحته عن السلطة في أبريل عام 1980م .[c1]علي ناصر محمد والأوضاع في عهده [/c]بعد إزاحة عبد الفتاح إسماعيل أسندت مهمة قيادة البلاد إلى الرئيس علي ناصر محمد والذي استطاع أن يوجد نوعا من الاستقرار السياسي طوال خمس سنوات قبل أن يترك السلطة عقب اندلاع أحداث 13 يناير 1986م الدامية .[c1]أحداث 13 يناير 1986م [/c]كانت أحداث يناير 1986م مأسوية للغاية حيث خلف رفاق اليسار وراءهم ألاف من القتلى والجرحى وألحقوا أضرارا مادية واقتصادية وعسكرية تسبب فيها احتدام الصراع بين الحزب وأنصار الرئيس علي ناصر محمد الأمر الذي أفضى في الأخير لإسناد مهمة قيادة البلاد إلى علي سالم البيض والذي استمر رئيسا للجنوب حتى قيام الوحدة اليمنية المباركة لتبدأ اليمن مرحلة جديدة وعهد جديد حافل بالعديد من الإنجازات والتطورات العملاقة في ظل دولة الوحدة ذلكم العلم الذي ظل يراود مخيلة وأفكار اليمنيين قاطبة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .[c1]الوحدة الحدث الأبرز في تاريخ اليمن الحديث [/c]بعد مراحل عديدة ولقاءات تمهيدية متواصلة بين الأشقاء أبناء الجسد الواحد في شمال اليمن وجنوبه لإعادة اللحمة اليمنية إلى الالتحام في جسد واحد لتحقيق الوحدة المباركة وبعد جهود مضنية وبعد استكمال كافة الجزئيات والاستعدادات شهدت مدينة عدن الباسلة وثغر اليمن الباسم صبيحة الثلاثاء 22مايو 1990 الحدث الأهم والأبرز في تاريخ اليمن المعاصر على الإطلاق عندما بارك القدر إعلان الوحدة اليمنية المباركة برفع القائد الرئيس علي عبد الله صالح علم الوحدة بيمناه وسط فرحة جماهيرية واسعة شهدتها كافة محافظات الجمهورية أعلن معها القضاء على ماضي التشطير البغيض وخرج الملايين من أبناء الشعب في المدن والقرى والجزر وفي الجبال والسهول في مسيرات تأييد مليونية إبتاهجا بهذا الحدث والمنجز اليمني الخالد لتبدأ اليمن مرحلة جديدة وهامة مرحلة شعارها البناء والتشييد في ظل دولة الوحدة دولة النظام والقانون حيث تم تشكيل مجلس للرئاسة برئاسة الرئيس القائد علي عبد الله صالح وعضوية أربعة آخرين كما تم تشكيل حكومة ائتلاف بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي استمرت حتى الـ 27من أبريل 1993م عندما شهدت البلاد أول انتخابات برلمانية في عهدها وأسفرت نتائج الانتخابات عن تكوين ائتلاف ثلاثي بعد صعود حزب التجمع اليمني للإصلاح وحصوله على ثقل في البرلمان الأمر الذي أثار حفيظة الحزب الاشتراكي وبدأ أعضاؤه من القياديين بإثارة القلاقل ومحاولة العبث والتلاعب بأمن واستقرار البلاد وتهديد وحدته والمساس بثوابته الوطنية وعلى الرغم من سعة صدر القيادة السياسية وحرصه الدائم على معالجة الأمور بحكمة وتعقل من خلال محاولاته إثناء القيادة الاشتراكية في حينها العودة إلى جادة الحق والصواب من خلال قنوات الحوار الأخوي وتدخل بعض الأشقاء العرب وفي مقدمتهم الملك الراحل الحسين بن طلال ملك الأردن رحمه الله والتي توجت بالتوقيع على اتفاقية عمان والتي كانت كفيلة بمعالجة أوجه التباين التي طغت على المشهد السياسي ورغم هذه الجهود إلا أن البيض ورفاقه استمروا في غيهم وأشعلوا فتيل الحرب في الرابع من مايو 1994م وهي الحرب التي كبدت الاقتصاد الوطني خسائر مادية باهظة وخلفت ألاف الضحايا من أبناء اليمن السعيد .[c1]حرب الانفصال وانتصار قوات الشريعة [/c]أشعل الانفصاليون شرارة الحرب الأولى من عمران وتبعتها مدينة ذمار من خلال المعسكرات التابعة لهم لتمتد بعد ذلك الموجهات لتشمل الأجزاء الجنوبية من الوطن الغالي وخصوصا بعد أن أعلن البيض الانفصال وتشكيل حكومة ، الأمر الذي قوبل بالرفض والاستهجان من كل فئات الشعب في الشمال والجنوب ودخلت البلاد في أتون حرب أصطف فيها الشعب إلى جانب القيادة السياسية وأبطال قواتنا المسلحة الذين خاضوا معارك عنيفة من أجل الوحدة رافعين شعار الوحدة أو الموت في وقت كان الانفصاليون يضربون العاصمة صنعاء بصواريخ اسكود مخلفة العشرات من المدنيين الأبرياء وكانت طياراتهم تقصف وتدمر محطات الكهرباء والمنشآت الحكومية ولكن ذلك لم يثني أبطال القوات المسلحة الوطنية فخاضوا المعركة باقتدار وتمكنوا من قهر قوى الانفصال في السابع من يوليو 1994م وفر الانفصاليون الخونة إلى خارج البلاد تاركين ورائهم الذل والمهانة والعار بعد أن تكبدت البلاد خسائر باهظة خسرت فيها خيرة رجالها الشرفاء وتكبدت فيها ملايين الدولارات في حرب جر البلاد أليها شرذمة من المتمصلحين الذين هان عليهم الوطن ووحدته مقابل حفنة من الدولارات دفعت لهم لتنفيذ هذا المخطط والعمل المشين الذي سجله التاريخ في صفحاتهم السوداء سواد قلوبهم وحقدهم على الوطن .لتدخل البلاد بعد ذلك مرحلة حرجة وتمر بظروف اقتصادية متردية زاد من تعقيدها مخلفات حرب الخليج الثانية لتدخل القيادة السياسية في اختبار جديد ، وكما هو معهود بها فقد تمكنت القيادة السياسية بقيادة حكيم اليمن علي عبد الله صالح من تجاوز هذه المحنة وعمل بحكمه على معالجة أثار الحرب واستطاع معالجة الأمر الاقتصادي بشكل تدريجي . وعلى الصعيد السياسي فقد دخل المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح في ائتلاف ثنائي اقترحه الرئيس القائد للمضي بالبلاد نحو أفاق واسعة من البناء والعطاء واستمر الائتلاف حتى موعد الانتخابات البرلمانية الثانية في 27 أبريل 1997م والتي استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يظفر فيها بالأغلبية الساحقة وهو الأمر الذي مكنه من تشكيل حكومة مؤتمريه صرفه ، ليبدأ الوطن بذلك مرحلة جديدة من العمل السياسي على طريق البناء والنهوض والتنمية الشاملة تحت قيادة ربان السفينة اليمنية الظافرة صانع الوحدة وباني نهضة اليمن الحديث الزعيم علي عبد الله صالح .مل الرئيس علي عبد الله صالح خلال فترة حكمه منذ العام 1978م وحتى اليوم لليمنيين قاطبة ، الشخصية الكازمية التي أسست اللبنات الأولى للدولة اليمنية الفتية من خلال التحولات والقفزات النوعية والطفرة الحضارية والإنمائية التي وصلت أليها البلاد وهذه الإنجازات التي تمثل خير شاهد على حكمة وحنكة واقتدار هذا الزعيم هي التي دفعت جموع الشعب قاطبة بمختلف ألوان طيفهم السياسي إلى الإجماع على ترشيحه رئيسا للبلاد ومواصلة مسيرة البناء والتطوير والتحديث في أول انتخابات رئاسية عرفتها اليمن في ابريل 1999م وحظي حينها بثقة جماهيرية واسعة عكست حب الشعب لقائد منحه كل ما يملك وسخر له كل ما بوسعه من أجل تقدمه ورفعته وتطوره فواصل المشوار وقاد البلاد إلى بر الأمان فعمل على معالجة أوجه القصور في مستوى أداء بعض الأجهزة الحكومية وعزز مبدأ سيادة النظام والقانون في ظل رعايته للبناء المؤسسي لكافة قطاعات وأجهزة ووحدات الدولة المختلفة .* تجاوز المحن التي مرت بها البلاد وتحمل المسؤولية حيالها باقتدار حيث تعامل مع قضية الاحتلال الارتيري لجزر حنيش بحكمة وعقلانية ولجأ إلى مجلس الأمن لأنه يعلم أن البلاد ليست مهيئة للدخول في حرب جديدة في وقت ما تزال أثار حرب صيف 1994م واضحة للعيان كل ذلك وسط اتهامات من قبل البعض للقيادات السياسية ببيع الجزيرة وغير ذلك من التفاهات التي تقولها البعض من على المنابر وعبر أشرطة الكاسيت وفي المقايل والصحف إلى أن صدرت قرارات التحكيم الدولية بأحقية اليمن بأرخبيل جزر حنيش وانسحاب القوات الأرتيرية منها دون أن تراق قطرة دم واحدة فيها .* استطاع بدبلوماسيه السياسي المحنك في أن يغلق ملفات الخلافات الحدودية مع الأشقاء في عمان والسعودية وواصل مسار تعميق وتوطيد العلاقات الأخوية معهما حتى غدت هي الأنموذج بين دول المنطقة .* أرسى دعائم النظام الديمقراطي من خلال انتهاج الديمقراطية سلوكا وممارسة وأداة للحكم بإقرار الانتخابات البرلمانية وأعقبها انتخابات رئيس الجمهورية وتلى ذلك قرار نظام السلطة المحلية القائم على حكم الشعب لنفسه بنفسه من خلال انتخابات أعضاء المجالس المحلية هذه التجربة الرائدة على طريق القضاء على المركزية الإدارية والتي تعززت بإعلان الرئيس القائد عن انتخاب المحافظين ومدراء المديريات كما عمل على ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وحرص على أن يرعى هذه التجربة بنفسه من خلال إعلانه عدم الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة وإصراره على ذلك ورفضه القبول برغبة أعضاء حزبه المؤتمر الشعبي العام الأمر الذي قابله كل أبناء الشعب بالرفض الشديد وخرجوا في مسيرات حاشدة ونظموا الاعتصامات ورفعوا برقيات المناشدات للعدول عن قراره ولكنه ظل مصرا على رأيه عندما أحس أبناء الشعب بحجم الكارثة المحتملة إذا ما أصر الرئيس عل قراره الأمر الذي دفع بهم إلى الخروج والتوجه صوب ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء تجمعوا منذ مساء السبت 24 / 6 / 2006م من كل محافظات الجمهورية نحروا الإبل والمواشي لإثناء الرئيس عن قراره احتشدوا صباحا في الميدان في مسيرة فاق عدد المشاركين فيها المليون والنصف مواطن ومواطنه رفضوا مغادرة الميدان تحملوا حرارة الشمس وازدحام المكان وأصروا على أن يعود الرئيس القائد لمواصلة قيادة البلاد فكانت ساعة الحسم ولحظات الوفاء والعرفان من قائد حكيم قائد وفي لشعب وفي فبادلهم الوفاء بالوفاء وأعلن عدوله عن قراره نزولا عند رغبة الشعب وليس حبا في السلطة وسط لحظات فرائحيه وأجواء مفعمة بالبهجة والسرور وعمت كافة ربوع الوطن .* عرف عنه سماحته واعتداله وسعة صدره ومعالجة كافة القضايا والمشاكل بحكمة لما فيه مصلحة الوطن وتعميق مبدأ الوحدة الوطنية يشهد له في ذلك قرارات العفو التي أصدرها في حق قائمة الـ 16 من الانفصاليين والقوى المغرر بها عقب حرب صيف 94م وكذا العفو عن المتمردين الذين أشعلوا الفتنة في جبال مران بصعده وغير ذلك من المواقف التي لا يتسع المجال لذكرها .* منح اليمن مكانة مرموقة عربيا وعالميا وجعل منها رقما صعبا بين الدول من خلال مواقفه الثابتة ورؤيته الثاقبة للأحداث وصراحته المشهودة والتي عكست صلابته ورباطة جأشه في مواجهة مدلهمات الأحداث .* منح فسحات واسعة لحرية الرأي والتعبير والصحافة وفتح الباب على مصراعيه لإنشاء الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي تمارس عملها بحرية مطلقة ودون أي قيود .* بنى جيش وطني قوي للذود عن حمى الوطن وعزز من قدرته القتالية وعمل على تزويده بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية البرية والبحرية والجوية أنعكس ذلك على مستوى أدائها المتميز في مواقع البطولة والتضحية والصمود .* أهتم بالشباب وحظوا بجزء كبير من اهتماماته من خلال الجوائز السنوية التي يمنحها للمبرزين في شتى مجالات العلوم المختلفة ووجه بصرف مساحات من الأراضي للاستفادة منها واستصلاحها لخدمة الشباب .* سخر كل وقته وجهده وبذل زهرة شبابه من أجل رفعة الوطن وتقدمة يتابع يوميا أغلب محافظات الجمهورية لمعرفة المشاكل أو القضايا التي تشهدها بغية إيجاد الحلول لها .* يدين له كافة أبناء الشعب بالفضل بعد المولى عز وجل في إعادة تحقيق الحدة المباركة والحفاظ عليها وترسيخها والذود عن حماها حيث تعد أحد أهم وأبرز الإنجازات التاريخية العملاقة التي حققها الرئيس صالح لأبناء الشعب اليمني ودخل بها سجل التاريخ من أوسع أبوابه وكتب أسمه بأحرف من ذهب في سير الخالدين والعظماء . ونحن اليوم إذ نحتفل بمرور الذكرى الـ 28 لتولي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح مقاليد الحكم في البلاد فإننا نحتفي بتلكم الإنجازات العملاقة والمشاريع الإنمائية والخدمية المنتشرة على امتداد ربوع الطن والتي تحققت في عهده الميمون وتحت قيادته الحكيمة والتي يشهد له بها الجميع العدو قبل الصديق . وأجدها مناسبة لتجديد الثقة لفخامته لمواصلة قيادة دفة سفينة اليمن إلى بر الأمان زعيما وقائدا متطلعين نحو المزيد من أوجه التقدم والتطور في شتى مجالات الحياة المختلفة ومحاربة الفساد والقضاء على أوجه الخلل ومكامن القصور داخل الدوائر والمصالح الحكومية وتفعيل مبدأ الحساب والعقاب والحفاظ على المال العام وانتهاج أسلوب التقشف في عمل الحكومة والمضي بالبلاد نحو مستقبل أكثر إشراقا وحياة أكثر استقرارا . وكل عام والوطن والقائد والشعب بألف خير .