ذكرني زميل الحرف والنغم الرائع عصام خليدي في إتصال عبر (المستقبل) بحلول الذكرى الثانية لرحيل صديقنا الإعلامي عبدالقادر خضر الى الرفيق الأعلى وابلغني بأنه كان الوحيد الذي أحيا ذكراه الأولى بجهود ذاتية كتابية وإنسانية أما هذه الذكرى فسوف يشاركه فيها اصدقاء وزملاء ومحبو الفقيد من أرباب القلم والفكر والفن والمبرز .وطلب مني ان أشارك في المناسبة بحكم علاقتي بالفقيد من البعيد .. وكأنني كنت أنتظر مثل هذه المبادرة التي لايقوم بها سوى المخلصين والاصدقاء الاوفياء في زمن الجحود.فماذا اكتب عن الراحل الوجه التلفزيوني والصحفي والصديق مع كوكبة الأوفياء الذين تذكروه حزناً والماً لفراقه الاليم .. بعد الدعوات له بأن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه وأهله الصبر والسلوان .. دعوة صادقة من أرض الله من جدة حيث بيته العتيق .اتذكر آخر إتصال تم بيننا ويطلب فيه مني ان أشارك في الكتابة بالعدد الخاص الذي يعده من مجلته الفنية عن اليوم الوطني لبلاده .. وتطرقت فيه الى الكتابة عن الاغاني الوطنية التي ساهمت في الاستقلال المجيد الى جانب الكفاح المسلح والنار والحديد ودور فنان الشعب الكبير محمد مرشد ناجي وأغانيه الخالدة في هذا المجال .وحوارنا الحضاري ونقاشنا الاخوي واختلافنا في الرأي الذي لم يكن يفسد للود قضية .. وضحكته القلبية للمواقف التي كان يصادفها في برامجه .و أحدثكم عن دوره الريادي في الحياة الفنية العدنية واليمنية بصفة عامة .. وحرصه على دعم شباب الفن واهتمامه بالرموز ومكتبة التلفزيون التي كان يثريها باعماله ومقابلاته وسهراته كل خميس ومناسبة .ومن المحزن ان يرحل عنا فجأة في منتصف العُمر .. ولازالت في جعبته الكثير من الاعمال والطموحات .. ولم يلق بعد عامين من الغياب المُر التقدير الذي يستحقه من بيته الأول (التلفزيون) أو الصحافة المقروءة وزملاء الحرف الفني .. وكان بمثابة استاذهم أو من الفنانين من الجنسين الذين قدمهم للساحة الفنية في بداياتهم وساهم في شهرتهم وعملهم وتقديمهم للجمهور .نم قرير العين .. فلازال الخير في الطيبين الذين لازالوا يتذكرون أعمالك ويقدرون الدور الطلائعي الذي قمت به على إمتداد سنوات طويلة من العمل والعطاء .. أخذت الكثير من وقتك وصحتك .. ومن يقدم ماقدمت من تحايا واعمال لاينسى بسهولة .. فلا زالت ذكراك خضراء .. لك الرحمة ولكل محُبيك الصبر والذكرى .. ونعيش ونفتكر .[c1]* ناشر ورئيس تحرير مجلة (العقارية)عضو هيئة الصحفيين السعوديين[/c]
