الزواج القسري يشكل مأساة انسانية تعيشها مئات الفتيات الاسيويات في بريطانيا كل عام اطلقت بريطانيا في الآونة الاخيرة حملة واسعة النطاق ضد الزيجات القسرية التي تشكل مأساة يعشنها كل سنة مئات الفتيات والمراهقات والشابات في هذا البلد.وضحايا هذا النوع من الزيجات غالبا ما ينتمين الى اقليات تقيم في بريطانيا وهن يجبرن على العودة الى بلدهن الام.وفي بعض الحالات، تؤدي هذه الزيجات الى انتحار الضحية او الى "جرائم شرف".وفي اطار حملتها الوقائية، مولت الحكومة البريطانية العديد من الاعلانات التي تبثها الاذاعات والمحطات وتعرض على اللوحات الاعلانية مع شعار "لك حق الاختيار".وبحسب احصاءات "وحدة مكافحة الزيجات القسرية" التي انشاتها وزارة الداخلية في العام 2000، يتم تسجيل نحو 250 حالة من هذه الزيجات كمعدل سنوي.لكن الحالات على ارض الواقع اكثر بكثير.والجاليات المعنية في المرتبة الاولى بهذه الزيجات هي الجاليات الآسيوية ولا سيما الفيليبينية والباكستانية والبنغالية والسريلانكية.واثناء اطلاق الحملة في 16 آذار/مارس، قالت سكرتيرة الدولة في وزارة الداخلية باتريشيا سكوتلاند ان الزيجات القسرية "لا تعني فقط الجاليات الآسيوية"، موضحة ان الوزارة "احصت ايضا ضحايا من الشرق الاوسط والبلقان وافريقيا".ونددت بهذا "الشكل من اشكال العنف المنزلي والانتهاك لحقوق الانسان".وكانت جاسفيندر سانغيرا على وشك ان تصبح من احدى هؤلاء الضحايا. وبعد ان افلتت من زواج قسري، اسست في ديربيو (وسط انكلترا) ملجأ "كارما نيرفانا".وثلثا الاتصالات بهذا المركز هي من فتيات يواجهن مشكلة الزواج القسري.وتقول سانغيرا ان "الشابات من اصل آسيوي يشوهن انفسهن وينتحرن بمعدل يوازي ضعف لا بل ثلاثة اضعاف المعدل الوطني".وتضيف ان العائلات "غالبا ما تفضل" زوجا من خارج بريطانيا.وتشدد على ضرورة تنبيه الاطفال في المدرسة، قبل ان يبلغوا العمر الذي يبدأوا فيه بالخضوع للضغوط العائلية.كانت سانغيرا تبلغ 14 عاما حين اظهرت لها عائلتها للمرة الاولى صورة "عريسها".وتقول "قالت لي عائلتي 'تزوجيه والا اصبحت ميتة بالنسبة لنا'. لقد سلبوا مني حريتي وعانيت من تعد جسدي وعاطفي، فهربت".وتضيف انه بعد ذلك "شعرت بالذنب والكآبة والعزلة الشديدة، لاني خسرت عائلتي بين ليلة وضحاها، وتحولت انا الضحية الى مذنبة" بنظر الاقارب.ما شيبا، فاجبرت عن عمر 18 سنة على الصعود الى طائرة تعيدها الى بلدها بنغلادش.واصابها الياس لدرجة انها سلمت مضيفة الطائرة رسالة استغاثة كتبتها على منديل.ووصلت هذه الرسالة الى صديقها سفيان ميا، الذي اصبح بعد ذلك زوجها.وروى سفيان انه بحث عنها في كل مكان حتى انه رفع شكوى الى القضاء في بنغلادش.وقامت ميرا سيال، وهي ممثلة بريطانية من اصل آسيوي معروفة جدا في بريطانيا، بتقديم دعمها لهذه الحملة ضد الزيجات القسرية. وهي تشدد على "الفرق الشاسع بين الزيجات المدبرة والزيجات القسرية".وبحسب ارقام "وحدة مكافحة الزيجات القسرية" 85 من الضحايا هم من الاناث، اصغرهن كانت فتاة تبلغ من العمر 11 سنة.وخلال خمس سنوات، سمح تحرك "وحدة المكافحة" بمنع 75 ترحيلا.حتى الساعة، تعارض لندن وضع قانون خاص تعتبر بموجبه الزيجات القسرية جريمة.وتوضح باتريشيا سكوتلاند ان هذه المعارضة نابعة من حرص على "عدم جعل الامور اكثر صعوبة بالنسبة للضحايا".
|
ومجتمع
حملة ضد الزواج القسري في بريطانيا
أخبار متعلقة