تلقت تهديدات بالقتل بعد نشر صور لها تتلذذ فيها بإذلال الأسرى الفلسطينيين
صورتان نشرتهما المجندة الإسرائيلية على صفحتها بالفيس بوك وهي تتلذذ بإذلال الأسرى الفلسطينيين
القدس / متابعات : ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن المجندة الإسرائيلية التي نشرت صوراً لها على صفحتها بـ”الفيسبوك “ وهي تتلذذ بوجودها قرب أسرى ومحتجزين فلسطينيين وهم مكبلو الأيادي ومعصوبو الأعين وهي تبتسم وتضحك تلقت آلاف التهديدات بالقتل من كل أنحاء العالم عبر تلفونها المحمول وعبر حسابها الخاص بصفحتها الإلكترونية على موقع “الفيس بوك”.من جانبها قالت المجندة الإسرائيلية إيدن أبرجيل لصحيفة “ يديعوت أحرونوت “ الإسرائيلية : “تلقيت آلاف الاتصالات وهددونى بالقتل بعد نشر صوري على الفيس بوك “، مضيفة “أنا لا أعرف من أين حصل آلاف الأشخاص على رقم هاتفي وهددوني بالقتل، أنا اليوم أعيش فى كابوس”.وكانت المجندة الإسرائيلية السابقة التي انتهت خدمتها في الجيش الاسرائيلي قبل عامين قد دافعت عن صورها التي نشرت على صفحتها على موقع فيسبوك وتظهر فيها ضاحكة إلى جانب موقوفين فلسطينيين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين عند أحد الحواجز الأمنية، قائلة إنها “لم ترتكب أي خطأ” وأن تصرفاتها “لا تختلف عن وسائل الإعلام التي تصور السجناء العرب دون إذنهم.”وقالت ابرجيل (26 عاما) ان الصور التي كانت التقطت في العام 2008 بالقرب من قطاع غزة لا تحمل اية معان للعنف او عدم احترام الآخرين ولم اكن اقصد حين التقطت لي ان أسيء لأي شخص كان.ولكن تصريحات المجندة إيدن أبرجيل استدعت رداً غاضباً من معلق الشؤون العسكرية، روني دانيال، الذي قال إنه يشعر بالأسف الشديد لأنها لم تستوعب بعد فداحة الخطأ الذي اقترفته، ومدى عدم اتفاقه مع أخلاقيات الجيش، علماً أنها وضعت الصور تحت عنوان “الجيش الإسرائيلي - أجمل أوقات حياتي.”وقالت المجندة أبرجيل، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي: “ما قمت به كان مجرد تجربة عسكرية.. ووسائل الإعلام تقوم بالأمر عينه، وأنا أريد أن أسأل وسائل الإعلام: عندما تلتقطون صور السجناء العرب وهم مقيدو الأيدي فهل تطلبون إذنهم أولاً؟.. لا أفهم ما الخطأ فيما قمت به.”وأضافت أبرغيل: “لقد اعتذرت لكل الأشخاص الذين طالهم الأذى بسبب ما قمت به، وهذه الصور لا تحمل أي خلفيات سياسية.” ، لكنها عادت لتؤكد أنها لا ترى أي وجه خطأ في سلوكها، وتراجعت عن الاعتذار بقولها لصحيفة “هآرتس”: “لا أعتذر عن شيء... لم أقم بأي شيء يمس أي إنسان والصور التي نشرتها لا تظهر أي إشكال أو عنف أو ازدراء أو ضرب... كل من يخدم في المناطق (الفلسطينية المحتلة) يلتقط مثل هذه الصور”.وفي مقابلة اخرى، رفضت ابرجيل رد الفعل الغاضب على نشر صورها على موقع الفيسبوك، كما رفضت مقارنة صورها بتلك الصور التي تم تسريبها من سجن ابو غريب العام 2003 حيث تم عرض صور لسجناء عراقيين تحت التعذيب والاهانة من جانب جنود اميركيين. وأضافت أنها التقطت الصور للتذكير بتجربتها في الجيش الإسرائيلي وليس لأغراض سياسية وقالت إن السجناء تلقوا معاملة حسنة .وقالت أبيرجيل إنه لم يخطر ببالها أن نشر الصور سيسبب مشكلات، وأوضحت أن ما حدث هو ظهور السجناء في خلفية الصور عند التقاطها.وكانت إيدن ابيرجيل قد وضعت الصور في صفحتها على الفيسبوك تحت عنوان “الجيش: أحلى أيام حياتي”.ولكن لاحقا تمت إزالة الصور من الصفحة العامة للمجندة والتي تتيح مشاهدتها لجميع مستخدمي الموقع.وقد وصف مسؤولون في الجيش الإسرائيلي تصرف ابيرجيل بأنه “مخز ، وأفادت أنباء بأنه سيتم تحويل جميع تفاصيل هذه الواقعة إلى القيادة التي كانت مسؤولة عنها “للبحث فيها”.وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي ادرعي لبي بي سي إن الصور “لا تمثل أخلاق الجيش وقيمه وإنه لا يمكن محاكمة المجندة السابقة,كونها أنهت خدمتها العسكرية”.وقد نشرت منظمة شوفريم شتيكا (كسر الصمت)صورا لجنود اسرائيليين بجانب معتقلين وجثث لفلسطينيين قتلوا خلال عمليات شارك فيها هؤلاء الجنود.وتقول المنظمة التي اسسها جنود سابقون في خدمة الاحتياط بهدف رصد “انتهاكات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية” إن نشرها الصور هو رد على ادعاءات الجيش الاسرائيلي بأن مسالة التقاط الصور هي قضية فردية وليست ظاهرة في صفوف الجنود.فيما قالت السلطة الفلسطينية إنها تظهر عقلية “المحتل الفخور بإذلال الفلسطينيين”.وقال غسان الخطيب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في رام الله “الاحتلال جائر، غير أخلاقي، ومفسد كما تظهر هذه الصور”.وانتقد يشاي مينوحيم رئيس لجنة مكافحة التعذيب الإسرائيلية الصور قائلا إن “ما حدث يعكس سلوكا أصبح عادياً ويتمثل في معاملة الفلسطينيين كأشياء لا بشر”.وكانت الجندية قد نشرت مجموعة صور عن فترة خدمتها العسكرية تحت عنوان “الجيش الإسرائيلي - أجمل أوقات حياتي”، ظهرت فيه صورة وهي تجلس ضاحكة على قاطع أسمنتي إلى جانب فلسطيني مكبل اليدين ومعصوب العينين.وفي صورة ثانية، تظهر الجندية ضاحكة من جديد، وفي الخلفية ثلاثة فلسطينيين معصوبي الأعين ومقيدين.وعلق أحد أصدقاء إيدن على الصورة قائلا: “تبدو الأمور مثيرة جداً لك،” فردت الجندية عليه بالقول: “هل يا ترى لديه صفحة على فيسبوك؟ سيكون علي إضافته إلى الصورة” في إشارة ساخرة إلى الفلسطيني الموقوف.