كوبنهاجن /14 أكتوبر/ رويترز :تجنبت محادثات المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة الانهيار الكامل يوم أمس من خلال الالتفاف على معارضة مريرة من جانب عدة دول لاتفاق يرعاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما وخمس اقتصاديات ناشئة من بينها الصين.وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون «أخيرا حصلنا على اتفاق.» وأضاف إن «اتفاق كوبنهاجن» قد لا يشمل كل شيء يأمل فيه كل شخص لكن هذا القرار ... بداية مهمة.»غير إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في محادثات مطولة شاركت فيها 193 دولة اكتفى بمجرد الإشارة إلى الاتفاق الجديد وهو اتفاق غير ملزم لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية تزعمته الولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.ولم تصل الدول المشاركة وعددها 193 إلى حد إقرار الخطة التي تضع هدفا بتحديد الزيادة في درجة حرارة الأرض عند حد أقصى يبلغ درجتين مئويتين على الفترة التي سبقت عصر الصناعة وتقديم مساعدات قيمتها 100 مليار دولار من عام 2020 للدول النامية.والخطة لا تحدد الخفض الذي هناك حاجة إليه من الغازات المنبعثة من الصوبات الزراعية لتحقيق هدف الدرجتين المئويتين اللتين ينظر إليهما على إنهما بداية للتغيرات الخطيرة مثل مواجهة مزيد من الفيضانات والجفاف والانهيارات الطينية والعواصف الرملية وارتفاع منسوب مياه البحار.وفي جلسة عاصفة طول الليل وصلت المحادثات إلى حافة الانهيار بعد إن اتحد السودان ونيكاراجوا وفنزويلا وبوليفيا للتنديد بالخطة التي تقودها الولايات المتحدة بعد إن غادر 120 من زعماء العالم القمة يوم الجمعة.وتستهدف محادثات الأمم المتحدة التوصل إلى اتفاق بالإجماع. وبموجب حل وسط يتجنب الانهيار يشمل الاتفاق قائمة بأسماء الدول التي أيدت الاتفاق وأسماء الدول التي اعترضت عليه.وقد تؤدي هذه النتيجة إلى مبادرة فيما يتعلق بصياغة سياسة خاصة بالمناخ العالمي للولايات المتحدة والصين وهما أكبر دولتين تنبعث منهما غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتؤكد في الوقت ذاته على أوجه القصور في عملية الأمم المتحدة التي تسودها الفوضى.والجلسة التي استمرت طوال الليل برئاسة رئيس وزراء الدنمرك لارس لوك راسموسن وصلت إلى نقطة الانهيار عندما قال مندوب سوداني إن الخطة في إفريقيا ستكون بمثابة محرقة.وأضاف المبعوث السوداني لومومبا ستانيسلوس دي أبينج إن الوثيقة عبارة عن «حل يعتمد في اعتقادنا على نفس المعايير التي أرسلت ستة ملايين شخص في أوروبا إلى المحارق.»وأضاف أنديرس تروسون كبير المفاوضين السويديين «الإشارة إلى محارق النازية في هذا المجال أمر بغيض.»وحثت دول أخرى بينها الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي واليابان وممثلون عن الاتحاد الإفريقي وتحالف دول الجزر الصغيرة المبعوثين على قبول الخطة كورقة عمل تابعة للأمم المتحدة من أجل مكافحة التغيرات المناخية.وأضاف محمد ناشيد رئيس جزر المالديف «هناك خطر حقيقي بأن تسير المحادثات الخاصة بالمناخ في نفس المسار الذي سارت عليه محادثات منظمة التجارة العالمية ومحادثات أخرى متعددة الجنسيات» وحث المبعوثين على دعم الخطة حتى لا تستمر العملية لسنوات.وأشارت الكثير من الدول إلى أن الاتفاق لم يرق حتى إلى تحقيق طموحات الأمم المتحدة من محادثات كوبنهاجن والتي كان المقصود منها أن تكون نقطة تحول لدفع الاقتصاد العالمي في اتجاه الطاقة المتجددة وبعيدا عن الوقود الاحفوري.وقبل المغادرة قال أوباما إن الاتفاق نقطة بداية مضيفا بعد محادثات مع رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو وزعماء الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل «هذا التقدم لم يأت بسهولة ونعرف أن هذا التقدم وحده غير كاف... قطعنا شوطا طويلا ولكن علينا الذهاب إلى مدى أبعد.»وأضاف شيه تشن هوا كبير المفاوضين الصينيين بشأن المناخ «الاجتماع كانت له نتيجة ايجابية ويجب أن يكون الجميع سعداء.»ووافق الاتحاد الأوروبي على مضض على الاتفاق الذي قلص بعض الأهداف التي ذكرت من قبل في مسودات نصوص مثل هدف خفض الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2050 .وكانت العديد من الدول الأوروبية تريد من أوباما أن يقدم عرضا بخفض أكبر للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2020 . ولكنه لم يتمكن ويرجع ذلك جزئيا إلى أن مجلس الشيوخ رفض التشريع الخاص بخفض انبعاثات الكربون. وأيدت واشنطن خطة بتقديم مئة مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة اعتبارا من عام 2020 .ويحدد الاتفاق نهاية يناير كانون الثاني عام 2010 كمهلة نهائية لكل الدول لتقديم خططها الخاصة بكبح الانبعاثات للأمم المتحدة. ويقترح نص منفصل تحديد نهاية عام 2010 كمهلة زمنية لمتابعة ما جرى الاتفاق عليه ولكنه تخلى عن خطة بضرورة التوصل لمعاهدة ملزمة قانونيا.
الأمم المتحدة تتجنب انهيار قمة المناخ «بالإشارة» إلى اتفاق جديد
أخبار متعلقة