المكلا /مجدي بازياد : كعادتها السنوية تعيش المكلا. أجواءها الرمضانية الروحانية الخاصة بها منذ مئات السنين وتتميز مساءات المكلا بأجواء اجتماعية دينية تحتفل فيها المكلا على وجه الخصوص بعدد من (الختايم) لمساجدها المتعددة بدءاً بمسجد بايعشوت الذي يبدأ في الثامن من رمضان، وانتهاء بمسجد عمر في التاسع والعشرين من رمضان، وتعد ظاهرة (الختايم) بمحافظة حضرموت، إحدى ظواهر التكافل الاجتماعي التي تنشط في شهر رمضان الفضيل، كيف لا وهي تشهد التقاء القلوب والأحباب على موائد الإفطار لتصفو القلوب من الأدران، وتحلق في فضاءات الفضيلة والعمل الصالح، وتعلو البهجة والسرور وجوه الصغار والكبار.لكن مالفت الأنظار خلال شهر رمضان هذه السنة هو الانطلاقة السادسة لختم مسجد الفلاح بالمكلا، التي شهدت حضوراً جماهيرياً واسعاً، واحتضنت فيه مدينة المكلا مختلف أبناء مديريات حضرموت، من خلال السمعة الطيبة خلال المواسم الخمسة السابقة، التي سمعت أصداؤها في الداخل والخارج، وشهد الختم السادس تجديداً وتطوراً أشاد به الجميع، من خلال الاهتمام بالموروث الشعبي الأصيل، وإعادة الذكريات لماضي المكلا وحضرموت التليد.صحيفة 14 أكتوبر كانت حاضرة في موقع الحدث، في حفل ختم مسجد الفلاح في سنته السادسة ورصدت لقرائها مباهج الفرحة والسرور التي عمت مدينة المكلا خلال أيام الشهر الفضيل.. ففي أجواء فرائحية روحانية احتفى أبناء مدينة المكلا عصر ومساء الأحد التاسع من رمضان بختم القرآن السادس لمسجد الفلاح الذي تنظمه سنويا جمعية السلام الشبابية بالمكلا وتوافد على مدينة المكلا الزوار والسياح من كل حدب وصوب للإستمتاع بهذه التظاهرة الروحانية الدينية الإجتماعية التي تدخل سنتها السادسة بنجاح واقتدار. [c1]السلطة المحلية..تثمين.. وإشادة..ووعد[/c] ثمن محافظ حضرموت الأخ سالم أحمد الخنبشي جهود جمعية السلام الشبابية في الحفاظ على الموروث الشعبي والإرث الحضاري لمحافظة حضرموت ومدينة المكلا على وجه الخصوص.وهنأ الخنبشي أبناء حضرموت عموما والمكلا وخص منهم أبناء حي السلام بحلول شهر رمضان الفضيل , وقال لدى حضوره ختم القرآن السادس لمسجد الفلاح الذي تنظمه للعام السادس على التوالي جمعية السلام الشبابية بالمكلا إن الحفل الذي تنظمه الجمعية يمثل ظاهرة روحانية ودينية واجتماعية لأبناء مدينة المكلا تضاف إليها علامات الفرحة والبهجة التي ترتسم على محيا الصغار والكبار , , مضيفا أننا نشد على أياديهم وندعوهم لمواصلة هذه النجاحات خلال السنوات القادمة لتعريف الأجيال الجديدة بإرث وماضي اجدادهم مثنيا على مستوى التنظيم والاعداد والتحضير وحجم المشاركة الشعبية في هذه التظاهرة الرائعة متمنيا الحفاظ على هذه العادات والتقاليد وتطويرها لتصبح تقليدا سنويا راسخا وتشكل لوحة تعرض كل مايتعلق بتاريخ حضرموت وموروثها وحضارتها وإرثها الابداعي والثقافي .وكشف محافظ حضرموت النقاب عن سعي السلطة المحلية بالمحافظة لاستغلال هذه التظاهرة لتحويلها الى مهرجان فلكلوري كبير تتمكن من خلاله من عرض اكبر عدد من اللوحات الفنية والفلكلورية والشعبية في منطقة حي السلام التي تعد القلب النابض لمدينة المكلا .ودعا المحافظ الخنبشي شباب مدينة المكلا الى الاتجاه الى عبادة الله وقراءة القرآن والاستزادة من اعمال الخير والطاعة , وشغل اوقاتهم بما ينفع والابتعاد عن كل ما من شأنه تعكير صفو أمن وسلامة المكلا وحضرموت كما دعاهم الى الاهتمام بالاعمال التراثية والابداعية كالتي قدمت خلال الختم السادس لمسجد الفلاح , وعدم الإنجرار وراء أية دعوات تضر بالأمن والطمأنينة العامة , مشددا على ضرورة احترام شهر رمضان الفضيل ورفض كل من شأنه التأثير على روحانية الشهر الذي له خصوصيته في قلوب ابناء المكلا في إشارة من قبل الخنبشي الى ماشهدته مدينة المكلا قبل ليال من مسيرة شبابية .ووجه محافظ حضرموت الدعوة لأبناء حضرموت لتقديم المساعدات العينية والمادية والمساهمات الانسانية للمنكوبين في محافظتي صعدة وعمران مشيرا في هذا الخصوص الى ان السلطة المحلية بالمحافظة ستسيّر في الرابع والعشرين من رمضان قافلة اغاثة الى صعدة وعمران , كرد للدّين الذي قدم لحضرموت في نكبتها بكارثة الامطار والسيول في العام الماضي .[c1] تظاهرة كرنفالية في أجواء روحانية [/c] توافد الكثير من المواطنين من المناطق المجاورة للمكلا للمشاركة في المهرجان والتظاهرة الكرنفالية لمسجد الفلاح بالمكلا وتخللت المهرجان الذي حضره وكيل وزارة الادارة المحلية عمر العكبري والمدير العام لمديرية المكلا سالم صالح عبد الحق تظاهرة شبابية انطلقت من الشارع الثالث بحي السلام تتقدمهم الجمال التي يقودها مجموعة من الشباب متزينين بالملابس المشقاصية البدوية , وهم يرددون الموشحات والاهازيج والاغاني والاناشيد الرمضانية التي كانت ترتل في الختايم منذ القدم , كما كانت تردد فقرات الشريط الرمضاني الجديد الذي أنتج بالمناسبة والذي نفذته الجمعية بمشاركة عدد من الشباب وأطفال حي السلام.وشهد الختم حضورا ومشاركة فاعلة من قبل الزائرين الذين اصطحبوا اطفالهم لتعريفهم بإرث وحضارة وعادات الأجداد كما كان للسياح حضورهم وإعجابهم بما شاهدوه من مهرجان وتظاهرات جميلة رائعة , وتفنن شباب حي السلام في إعادة ذكريات الأيام الخوالي للموروث الشعبي والاحتفالات السنوية لمساجد مدينة المكلا التي تقام بعد صلاة العصر وحتى ساعة متأخرة من الليل وجددوا الصورة الجميلة التي تؤرخ لعادات أسرية حميمة يتبادل فيها الأهالي الزيارات والمآدب الرمضانية , وخرج أبناء حي السلام في موكب وعرس جماعي حاملين الفوانيس القديمة في رحلة مصغرة جابت شوارع الحي , مرورا بمسجد بازرعة نزولا الى قبة المحجوب والشارع العام وسط حضور جماهيري كبير ومقطوعات انشادية دينية في اصرار عجيب من قبل المشاركين في الختم رغم الاجواء الحارة التي رافقت مسيرتهم على إحياء الذكرى التي تعيد الى الاذهان العادات والتقاليد لأهل حضرموت والمكلا مرتدين الثياب البيضاء والشالات الخضراء التي تحاكي الفكر الصوفي الذي اشتهرت به حضرموت آنذاك كما أكسبت مشاركة الجمال في مقدمة المسيرة الشبابية لونا من الوان ارتباط الأجداد بهذا الحيوان في أسفارهم وتم طلاء المنازل بالنورة البيضاء وتعليق سعف النخيل على جانبي الطريق ونصب مجسم على شكل هلال في الطريق المؤدي إلى المسجد. [c1] الخيمة التراثية .. إرث الأجداد[/c] نصبت إدارة جمعية السلام الشبابية كعادتها خيمة رمضانية تراثية, تم فرشها بخوص النخيل المشهور بالسلق , وعلقت عليها المسارف والقفف ووضعت في مداخلها الاواني المستخدمة قديما في بيوت المكلا كالزير والعجلة والمرهاة الخاصة بطحن الحبوب والمدق وأكواب الفخار وبعض الصناديق الخاصة بحفظ الحلي والنقود وغيرها من الادوات المستخدمة قديما واستقطبت الخيمة التراثية العديد من الزوار والسياح الذين أبدو أعجابهم بمكونات المطبخ الحضرمي المتنوع خلال شهر رمضان , وكان للطفولة البريئة حضورها الفاعل من خلال تقديم العديد من الزهرات وهن مرتديات الملابس الحضرمية البدوية المطرزة بالفضة وممسكات بقناطر البخور التي فاحت رائحتها معطرة المكان .[c1]جمعية السلام الشبابية .. ستة أعوام من الإبداع والتميزرئيس جمعية السلام الشبابية وسيم حسين النهدي قال لـ14 أكتوبر ان الهدف من اقامة الختم السنوي الرمضاني لمسجد الفلاح يتمثل في الحفاظ على الموروث الشعبي والإرث الحضاري والابداعي لمدينة المكلا واظهارها في قالب فني جميل ومتميز يضم العديد من الالعاب الشعبية والاهازيج والاناشيد والعادات الرمضانية الجميلة وأضاف أنه وبعد نجاحات الخمسة الاعوام السابقة أبت جمعية السلام الا البقاء في القمة والتحليق في فضاءات الابداع والتميز , وعقدت العزم على اظهار الختم السادس في صورة متجددة مشيرا في هذا الصدد الى أن الجمعية نظمت أمسية شعرية وإنشادية كرمت فيها المواليد في التاسع من رمضان للخمس السنوات الماضية واصدرت شريط (كاسيت) رمضانياً خاصاً بالمناسبة يحتوي العديد من الاغاني والاهازيج الدينية مبديا استعداد الجمعية لاستقبال اية مقترحات من شانها التجديد والتطوير لاحتفالات مسجد الفلاح القادمة , شاكرا ابناء مدينة المكلا على تفاعلهم مع هذه التظاهرة التي نظمت لأجل إدخال الفرحة عليهم صغارا وكبارا داعيا الجميع الى إحياء تراث الاجداد .والاستفادة منه كما شكر كل من أسهم في انجاح الاحتفالات الستة لجمعية السلام الشبابية وفي مقدمتهم محافظ حضرموت والمدير العام لمديرية مدينة المكلا وفريق العمل في الجمعية وأبناء حي السلام بشكل عام كما شكر مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي قامت بدور فاعل في ربط اهلنا المغتربين في دول الخليج وكافة دول العالم بأهلهم في المكلا وتعريفهم بما يعتمل من نشاطات وفعاليات في مدينة المكلا خلال ايام شهر رمضان الفضيل .[c1]تكريم المواليد والمساهمين [/c] وكرم وكيل وزارة الإدارة المحلية عمر سالم العكبري ورئيس جمعية السلام الشبابية وسيم حسين النهدي مساء أمس الأول المشاركين والداعمين والمساهمين والجهات الإعلامية الذين شاركوا في إنجاح فعاليات الختم وكما تم تكريم الأطفال المولودين في التاسع من رمضان للخمسة الأعوام الماضية بمبلغ مائة دولار.. جاء ذلك في الحفل الإنشادي الساهر الذي أحيته فرقتا المسرات بالشحر والمسحرات بالمكلا كما قدمت فقرات إنشادية ومشهد مسرحي وقصيدة شعرية نالت إستحسان الحاضرين وأعلن في الحفل عن دعم مادي مقدم من محافظ حضرموت والمدير العام لمديرية مدينة المكلا الأخ سالم صالح بن عبدالحق.وكان المصلون قد قرأوا بعد أن انقضت صلاة التراويح، في مسجد الفلاح دعاء ختم القرآن وخرجوا متوجهين نزولاً إلى قبة الشيخ المحجوب وهم يحملون الفوانيس القديمة، مرددين الأهازيج والأناشيد الدينية القديمة، بعد ذلك عادوا إلى ساحة الخيمة التراثية ليتم بعدها تدشين الحفل الساهر الذي تخللته عدد من الأناشيد الدينية التي شنفت الأذان، واستمتع بها الحاضرون، قدمتها فرقة المسرات بالشحر، كما قدمت فرقة برمة الكوميدية فقرات مسرحية كوميدية، ضجت لها الساحة ضحكاً في جو فرائحي روحاني امتازت به هذه المناسبة. وعاشت المكلا ليلة رمضانية مسائية فرائحية حتى ساعات الفجر الأولى.