أقواس
(لابد) كلمة موجزة كبرقية لكنها حاسمة ونهائية لاتعرف اليأس ولاتخضع لضيم تعبر عن درجة الالحاح المصمم الذي تكتنفه الارادة القوية والتصميم الحاسم على مشروعية المتابعة وعلى تكريس الجهد للسير بعزم اكيد وخطوات واثقة لاقتحام الدروب الصعبة نحو الغاية المرتجاة لتحقيق الحلم المستحيل هذه الكلمة التي اعتنقها اجدادنا (كعقيدة) لاتعرف النكوص بوسعها ان تصهر الحديد اذا ما اعترض انطلاقتها المصممة المسالك الشائكة والمدهش ان كلمة ( لابد ) المقاتلة التي تلتصق تحت جلودنا وتبرعم في دمائنا تنبثق عندما يعتري أمتنا العربية ( العجز والانكسار) ويعز النصير فتبزغ هادرة مدوية كالسيل الغاضب فيما يشبه الاعجاز المترع بالبطولة والفذاء لتحطم ( سد الصمت والعجز) كأنما تختزن تلك الكلمة في دمنا خميرة الثورات ، وبذور الحياة لتهديها إلى وطننا العربي الكبير نصراً ومجداً وكبرياء .ولكن كم كانت صعبة وقاسية هي الدرب إلى مدن الشمال الباهرة وكم كانت مضنية هي الدرب إلى مدن الجنوب الفاتنة .كم كان مؤلماً وموجعاً أن تكون عدن على مرمى ( حجر ) وصنعاء على مرمى ( صرخة) ولكنهما بعيدتان نائيتان محرم علينا دخولهما سوى بالحلم وبالتصاريح الغبية التي ما استطاعت قط ان تشفى حنيناً ولاتطفئ شوقاً ولاتحد من جموح المشاعر ولم تستطع ان تجعلنا نألف الجدران والحدود مهما مضت الاعوام وتوالت السنين ( انا حملنا الحزن اعواماً وما طلع الصباح ) والشوق ناراً لاتخمد الايام جذوتها . .لكن الحلم بالتوحد الذي كان غاية مستحيلة جعلته كلمة (لابد ) يقيناً ساطعاً شهدنا ميلاده وعداً يتحقق لتفتح كل المدن اليمنية اذرعها معانقة بعضها بكل شوق ولهفة بعد سنوات من الانتظار المر واللقاء الذي لايصدق فتعود الارض واحدة تركض كالريح عليها وتصير ( مهرجاناً وبساتين حياة ) ولاتخذلنا كلمة ( لابد ) بل تحقق الامنيات التي تأجلت سنيناً .لابد من صنعاء وان طال السفر لابد من عدن وان طال العناء لابد من الوحدة وان طال الفراق * شفاء ...