في المسرحية ذائعة الصيت «مدرسة المشاغبين» لبطلها عادل إمام، مشهد رائع ومعروف، حينها كان يقوم بدور الزعيم بهجت الأباصيري وينادي زملاءه الطلبة المشاغبين بأنه «نظرا لخطورة الموقف فإنه يدعو للاجتماع على مستوى القاعدة». تذكرت هذا المشهد وأنا أقرأ عن دعوة أيمن الظواهري القيادي البارز في تنظيم «القاعدة» الإرهابي لمؤتمر صحفي عالمي على شبكة الإنترنت للتحاور والمساءلة معه في مواضيع الساعة. وتنظيم «القاعدة» الإرهابي يخمد قليلا ومن ثم يعاود الظهور بشكل مدمر وخطير.المؤتمر الصحفي المنتظر ليس هو فرصة لمعرفة الأفكار والمبادئ والأهداف التي بني عليها تنظيم «القاعدة»، ومعرفة توجهات التنظيم وقراءته للأحداث والوقائع السياسية على الأرض، ولكنه فرصة جديدة للترويج وحصد العشرات من الشباب لضمهم لصفوفه وأرتال القتلى الذين تذهب أرواحهم زهاء الوعود السياسية والترويج الأجوف للشعارات الدينية المضللة حتى يكتب المجد للتنظيم ومن معه، وحتى تستمر عجلة الآلة الكبرى لهم في الدوران.هل هناك شيء يستحق المعرفة عن تنظيم «القاعدة» مجددا؟ سؤال يبدو ساذجا ولكنه حتما بديهي وإلا كيف من الممكن تفسير استمرار «حجم» المساحة الهائلة المتاحة لتصريحات وتعليقات وآراء الظواهري على كل صغيرة وكبيرة في الشأن السياسي العالمي (مثله مثل زعماء الدول، بل أكثر من الكثير منهم)؟ هذه التغطية الإعلامية المريبة والعجيبة، كانت وما زالت سببا مباشرا في تغذية العناصر الداعمة لفكر التنظيم وقنوات مساندته، فهي تقدم الحجة والبرهان والدليل الدامغ بأن التنظيم بات «قوة عظمى» يستمع إليها والى آرائها، وهي باتت مؤثرة على القرارات السياسية في العالم، بالرغم من أن ذلك بعيد تماما عن أرض الواقع وأن الشحن العاطفي للتنظيم الذي كان له نصيب كبير منذ سنوات مضت، فقد الكثير من بريقه اللامع بسبب الأضرار الهائلة التي تسبب فيها التنظيم في الكثير من مواقع تأييده، وقتله لأرتال من الناس الذين لا علاقة لهم أبدا بالأحداث والأسباب التي تبناها التنظيم وروج لها.السماح لأيمن الظواهري ومن على شاكلته ليس له علاقة أبدا بمفهوم ومبدأ حرية الرأي، لأن حرية الرأي تنتهي حين يتضرر بسببها ويتم التعدي على الآخرين، ولكن السماح له بالظهور والتواصل معه هو تزكية لعقلية مسمومة لا تقبل إلا الدم والقتل كلغة حوار، والأدلة المؤكدة لذلك تملأ المكان ويبقى الناكرون لهذه المسألة مثل الحمار الذي يحمل أثقالا.مؤتمر صحفي بالإنترنت لأيمن الظواهري؟ سيكون خبرا أجمل لو قيل بعد ذلك كتعليق مصاحب إنه لم يحضر أحد.[c1]* نقلا /عن الشرق الاوسط[/c]
مؤتمر صحفي على «مستوى القاعدة»!
أخبار متعلقة