هذا زمن ( الصغار – الكبار .. والأصفار – المترفة)
- كثر المنظرون السياسيون والمناضلون والمنجمون وأبطال “ الديجيتال” ، حتى فاق عددهم عدد الأزمات والمشاكل التي يتوالدون من رحمها وتتوالد بهم- في أكبر عملية “تفقيس“ وتناسل فيروسي يهدد حياتنا حاضراً ومستقبلاً !- لم تكن البطولة يوماً بهذا الرخص وبهذه السهولة والمجانية المتاحة لكل عابر سبيل ، والتنافس على أشده بين طامع وأطمع.. بين قاطع طريق وأقطع .. بين جامع غباء ووباء وأجمع ، وبين فاسد وأفسد .. جاهل وأجهل .. قاتل وأقتل.- وحده الشعب المسكين والمسالم لم يعد بطلاًً ، فالبطولة محجوزة سلفاً باسم النهابة ، والنصابة وقطاع الطرق ، وزعماء العصابات ، وتجار الشنطة ، وسراق الزيت ، ومن في حكمهم وعلى شاكلتهم .- هذا زمن الصغار - الكبار والأصفار المترفة ، وأمراء الجاهلية ، وشيوخ الهجامة ، وبقايا اللعنات التي تناوبت على نهش ونهب اليمن و اليمنيين طوال القرن الماضي ، من السلطنات إلى الإمارات إلى المشيخات إلى الإمامة إلى الاستعمار إلى الأحزاب إلى العشائر والقبائل والعصبيات وسراق الثورات وباعة الأوطان وسماسرة المراحل والشعارات جميعها!- التقوا في سوق واحدة ووقت واحد ، فتباً له من ملتقى ، وتباً لهم من قراصنة، وتباً لهذا الزمن من مسرح رخيص وتافه وبلا هوية أو انتماء! .- يمسي الرجل قاطع طريق ويصبح مناضلاً، يصبح نصف الرجل نصاباً نهاباً ويمسي رجلاً مهاباً وشيخاً مجاباً ، ويبدأ الواحد يومه فقيراً فلا ينتصف النهار حتى يملك الدار والعقار والجوار والجدار ويعلن على رؤوس الملأ بكل فجاجة وفجور قائلاً بأعلى كذبه ودجله : “ هذا من فضل ربي “!!- “يقصفكم ربي”كم أنتم أذكيا ء، أغبياء، حذاق ـ دجالون ، ومناضلون ...بلا نضال وبلا قضية وبلا مشروع سوى مشروع الكروش والقروش والعروش القروية والعشائرية المقبورة في النسيان والذل والهوان. سيدي الشعب .. المعذرة .. المفجوع .. الموجوع والعظيم. معذرة إليك من كل هذا الغثاء والغباء والبلاء والوباء معذرة إليك من الفسدة المردة الجحدة والعمد الممددة سيدي الشعب: صمتك .. نار موقدة.!!فأين منك يذهبون ؟!