جنود باكستانيون يحاولون تفريق مظاهرة في سوات
سيدو شريف (باكستان)/14 أكتوبر/ذي شأن حيدر: أكد قائد في الجيش الباكستاني أمس الأربعاء إن السلطات تستعد لعودة السكان إلى البلدة الرئيسية في وادي سوات ولكن الانتصار الحاسم على طالبان لن يتحقق إلا عندما يقتل زعماؤها. وبدأ الجيش محاربة طالبان في المنطقة في أواخر ابريل بعد هجوم للجيش في منطقة تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من العاصمة مما أثار مخاوف في الداخل والخارج من أن باكستان ربما تسقط في أيدي المتشددين. وأمن الجيش بلدة مينجورا الرئيسية وأخرج المتشددين من الكثير من الأجزاء الأخرى من الوادي الذي اشتهر حتى وقت قريب بمنحدراته التي تمارس عليها رياضة التزلج ولكن القتال أجبر أيضا نحو مليوني شخص على النزوح من ديارهم. ولا توجد تقديرات لعدد القتلى من جهة مستقلة ولكن الجيش يقول إن أكثر من 1230 متشددا قتلوا في حين أنه فقد أكثر من 90 فردا. ولكن زعماء طالبان في سوات لم يمسهم سوء فيما يبدو حتى الآن. ونوه الميجر جنرال إعجاز أوان وهو قائد للجيش في سوات إن الانتصار الحاسم لن يتحقق إلا عندما يقتلون. وأشار أوان لمجموعة من الصحفيين نقلهم الجيش جوا إلى سوات اليوم “موتهم ضروري للقضاء على أسطورتهم” وأشادت الولايات المتحدة بالهجوم الذي تشنه القوات الباكستانية. وكانت واشنطن قد انتقدت اتفاق سلام تم التوصل إليه في فبراير شباط مع طالبان في سوات ووصفته بأنه يصل إلى حد الإذعان للمتشددين. ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك إلى باكستان في وقت لاحق اليوم لتقييم جهود الإغاثة لمساعدة النازحين. وتحتاج الولايات المتحدة مساعدة باكستان في هزيمة القاعدة والقضاء على طالبان في أفغانستان. وفي حين أن سوات لا يقع على الحدود مع أفغانستان إلا أنه كان هناك خطر من أن يصبح معقلا للمتشددين الذين يقومون بعمليات في أنحاء المنطقة. وفرض حظر التجول على بلدة مينجورا وهي البلدة الرئيسية في سوات خلال معظم الأسابيع الثلاثة الماضية وبدت وكأنها مهجورة تماما من الجو. ولم تظهر مؤشرات على دمار واسع النطاق. وتغطي الحقول الخضراء والحدائق أغلب أجزاء وادي سوات الذي يقطعه نهر سوات. وقال اوان مطلعا الصحفيين على أحدث التطورات في نقطة عسكرية تقع على تلة فوق بلدة سيدو شريف المتاخمة لمينجورا إن الجيش أمر بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة أو الضربات الجوية في مينجورا للحد من الخسائر المادية. ومضى يقول إن الضحايا من المدنيين “قليلون للغاية”. وأضاف اوان أن ما بين 35 ألفا و40 ألفا من إجمالي 350 ألف نسمة بقوا في مينجورا. وينقل الجيش المساعدات الغذائية وغيرها من الإمدادات لهؤلاء الذين بقوا في المنطقة. وذكر اوان إنه من وجهة النظر العسكرية فإن المدنيين النازحين من الممكن أن يبدأوا في العودة لديارهم ولكن لابد من إعادة إمدادات المياه والكهرباء في البلدة وإن هذا سيستغرق أسبوعين، وتابع أن من المتوقع أن يبدأ النازحون اعتبارا من 17 يونيو حزيران العودة. وسوف تقوم السلطات بالتحقق من العائدين للقضاء على أي متشددين يحاولون العودة مجددا. وأوضح اوان “أولا سنطلب من الناس من البلدات والقرى الصغيرة العودة ثم من البلدات الرئيسية بما في ذلك مينجورا.” ومضى يقول إن الحكومة تسعى لتشكيل قوة شرطة أهلية لمساعدتها في تحقيق الأمن. واختفى الكثير من أفراد الشرطة الذين لا يتوفر لهم ما يكفي من المعدات والتدريب في مواجهة طالبان. ونوه اوان “سوف تقدم لهم أسلحة مرخصة وسوف يحرسون مناطقهم ليلا.” ولكن اوان قال إن الجيش سيبقى في الوادي لمدة سنة على الأقل حتى إذا تم تطهير المنطقة بأسرها من المتشددين. وأخرج الجيش المتشددين من الوادي بهجوم في أواخر عام 2007 ولكن طالبان عادت مجددا عند انسحاب الجيش، وقال إن هذا لن يحدث مرة أخرى، وأضاف “الجيش كقوة سيبقى هنا.”