بقدر ما يمثله الاحتفاء بالعيد الوطني للوحدة اليمنية من أهمية للوقوف عند عظمة اللحظة الفارقة بين زمن التشطير والفرقة والصراع بين مكونات الجسد اليمني الواحد وبين ما بعد التوحد والدلوف إلى فضاءات المستقبل ومتطلباته عبر أرضية الوحدة، بالقدر نفسه يمثل العيد الوطني للوحدة اليمنية فرصة ثمينة دون غيرها لمختلف القوى السياسية سلطة ومعارضة مراجعة وظائفها الحقيقية المفترض أن تستند عليها وتنطلق من خلالها لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاه لوطنها دون التقوقع في بينونتها التي لم تستطع حتى اليوم للأسف الشديد التخلص منها فأصبحت مجرد ظواهر صوتية ليس إلا بل ذهبت للارتهان لأدوات هدامة وغير عقلانية حيث يراها كثير من المتابعين أنها بدايات النكوص عن الوحدة وأهدافها التي دافع من أجلها الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه ولذلك لم يعد من حق أحد استثمارها أو التصرف بها إلا بما يحقق تطلعات الشعب اليمني الذي عانى الكثير حتى تحقق حلم وحدته الذي ناضل من أجله قروناً طوالاً حتى تحقق يوم الثاني والعشرين من مايو العظيم.لذا فإن هذا المنجز هو أمانة في أعناق الجميع حكاماً ومحكومين أحزاباً ومنظمات، ولن يصبح في يوم من الأيام مغرماً كما يراه البعض من المتمصلحين الذين لا تتجاوز أهدافهم ذواتهم ولم يروا في الوحدة غير فرصة يجب استغلالها وفقاً لأهوائهم وإن لم يتحقق لهم ذلك فلتذهب الوحدة إلى الجحيم وإن كلفهم الارتماء بأحضان الحاقدين والمخربين وقطاع الطرق وقتلة الأبرياء.ان استمراء بعض القوى السياسية المكايدات والابتزاز السياسي لتحقيق مآرب ضيقة وعديمة الجدوى لاشك في أنها ستفضي إلى اللاشيء لأنها في حقيقة أهدافها ليست سوى كوابيس شيطانية لا تبدأ حتى تزول بصحوة المواطن اليمني الذي صار يستعيذ صباحاً ومساء من تلك المكايدات الغارقة بالأوهام الخارجة عن حقائق التاريخ اليمني وصفحاته .. مشتتة وعاجزة عن القيام بكل ما هو إيجابي وإنساني، وهذا لا يعني أننا ننكرها أو نفرغها من معانيها الوطنية .و يبقى الأمل أن تفيق تلك القوى من سبات نومها وأحلامها المزعجة للوطن أرضاً وإنساناً لتصحو ومعها أمل جديد في الوصول إلى اتفاق جدي ومسئول من أجل الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وليس من أجل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.. فهل ننتظر تلك الصحوة أم ستبقى في ما هي فيه؟ ,إن كان الأمر كذلك يفترض أن نعمل على إعادة النظر في التكوينات السياسية والحزبية القائمة وبما يحقق أمانينا وأحلامنا التي لا يمكن تحقيقها على أرضية غير أرضية الوحدة التي هي غاية وهدف وروح الشعب اليمني.ولكي يكون ابتهاجنا بالعيد الوحدوي ابتهاجاً أدائياً وهادفاً علينا منحه مقومات الخلود ولا نقف عند إنتاج الشعارات ومنح جل اهتمامنا للخوض في معمعات تأكيد الوحدة وما إن كانت وحدة سياسية أم وحدة جغرافيا؟! وهل كانت اليمن موحدة قبل 90م أو...أو...وإن وقفنا عند هذه المحطات الغوغائية فإننا لاشك سنتقوقع في حيز ضيق لا انفراج له..فما الداعي لأن نؤكد ما هو مؤكد ونحق ما هو حقيقة؟ افهموها وأدركوا حقيقة أدواركم الملقاة على أعناقكم.
تأكيد المؤكد..و الدور الغائب
أخبار متعلقة