استعداداً لإعلانها عاصمة للثقافة الإسلامية .. عدد من المعنيين وأبناء مدينة تريم لـ ( 14 أكتوبر ) :
مدينة تريم
تريم / سمير الصلوي لم يتبق سوى أيام قليلة تفصلنا عن إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ، التي لم يكن الحظ هو ما ساعد على اختيارها بل ما تتميز به من تراث ثقافي وحضاري تاريخي وما يميز أبناءها من شغف بتلقي العلوم الإسلامية التي تنتشر في جميع مساجد المدينة المختلفة وأربطتها منذ مئات السنين ، والتي لا تزال متوارثة حتى اليوم وبفضلها نشر أبناء تريم الدين الإسلامي في أصقاع الأرض . صحيفة 14 أكتوبر التقت بعدد من الجهات المعنية بهذا الحدث وعدد من المواطنين لمعرفة ابرز ما أنجز حتى الآن وما هي المتطلبات المتبقية وشعورهم بهذه المناسبة ... فإلى التفاصيل.[c1]استعداداً للافتتاح [/c]
معاذ الشهابي
معاذ الشهابي رئيس المكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية قال: إن الاستعدادات تجري بوتيرة عالية ، في مرحلتها الأخيرة وذلك لجهود ومتابعة معالي وزير الثقافة واللجنة الفنية والإشرافية والمكتب التنفيذي لتريم الذين عملوا على تنفيذ عدد من المشاريع المتعلقة بفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية ومن اجل الترويج لمدينة تريم ومعالمها التاريخية والثقافية التي تتميز بها عن كثير من المحافظات . وأضاف أنه يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة لكل ما يتعلق بفعل تدشين الفعاليات والافتتاح الرسمي الذي سيدشن في السابع من الشهر الحالي بحضور عدد من المسؤولين والعلماء والفنانين والمبدعين من اليمن ومن جميع البلدان العربية والإسلامية وبعد ذلك تتواصل فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية حيث من المقرر أن يقدم مساء اليوم الأول من الافتتاح اوبريت “ تريم جنة الدنيا” وهو عبارة عن ملحمة فنية وتاريخية عن عدد من اللوحات التاريخية والفنية الإنشادية التي تتحدث عن تاريخ مدينة تريم ودور أبنائها وعلمائها في إثراء تاريخ اليمن والحضارة اليمنية والعربية والإسلامية بشكل عام ودورهم في نشر الإسلام في جنوب وشرق آسيا وأفريقيا وعن دورهم الكبير في نشر الإسلام والسلام ومحاربتهم لحمل السلاح بأنواعه وعدم دخوله إلى مدينتهم. كما سينظم مهرجان المحبة والسلام والنصرة في الفترة (12-8) مارس ويشارك فيه عدد من المنشدين العرب واليمنيين، كما سيقام خلال العام عدد من المشاريع والأسابيع الثقافية أبرزها أسابيع كل من ماليزيا وتركيا واندونيسيا إضافة إلى مشاركة عدد من الدول العربية وتتضمن عدداً من الأنشطة والفعاليات منها معارض فنية ومعارض للصور والوثائق التاريخية لمدينة تريم واليمن ومعارض تشكيلية ومعارض للتراث والفلكلور الشعبي وكذا مهرجانات وملتقيات دولية ومحلية وندوات علمية.[c1]تاريخ حضاري وإسلامي[/c]
محمد حامد الكاف
المهندس محمد حامد الكاف رئيس وحدة البنية التحتية التابعة لصندوق إعمار محافظة حضرموت تحدث قائلاً: تتميز محافظة حضرموت بشكل عام ومدينة تريم بشكل خاص بالعمارة الطينية وهو ما يثبته ما نشاهده من مبان صامدة مئات السنين وأهم ما يميز الطين أنه مادة طبيعية الجميع قادرون على البناء بها وأن عمره الافتراضي يفوق الأعمار الافتراضية لمواد البناء الاخرىأضعافاً مضاعفة فالأسمنت عمره الافتراضي 70 عاماً فقط والكثير من المباني الطبيعية تجاوز وعمرها (400) عام ولا تزال صامدة وثابتة وما يميز البناء الطيني جمالية التشكيل الممتازة بالبساطة وتمتاز تريم باحتضان عدد من المعالم الأثرية من الحصون والقصور المتعددة في المدينة كما أن فيها معالم ريفية قديمة يزيد عمرها على (800) عام منها قبة أبو مزيم، ورباط تريم الذي يزيد عمره على (125) عاماً ودار المصطفى وأضاف إن إجمالي ما تم إنجازه استعداداً لهذه المناسبة بلغ أكثر من 95 % من خطة المرحلة الأولى ونحن بصدد تشطيب ما تبقى من مشاريع وتبلغ كلفة المشاريع مليار ريال.[c1]تراث[/c]
من اعمال الترميم والصيانة في مدينة تريم
الأخ أحمد محمد السري رئيس مركز الإبداع للدراسات وخدمة التراث بتريم تحدث بقوله إننا جميعاً في مدينة تريم ننتظر الحدث المهم وهو إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م، وما صاحب الاستعدادات لهذه الفعالية من اهتمام عمراني وإنشائي لا يرقى إلى مستوى الحدث الكبير وندعو الجهات المعنية إلى بذل المزيد من الجهود للارتقاء بهذه المدينة كما ندعو المواطنين إلى الحفاظ على ما أنجز من مشاريع وندعو كل من يقومون بأعمال الصيانة من جهات هندسية وعاملين إلى وضع التخطيطات الهندسية الملائمة ووضع اللمسات المعمارية في موضعها الصحيح حتى تعود المدينة إلى ما كانت عليه.وأضاف يجب أن تجد هذه المدينة عناية أكبرهما هو حاصل وأن ينظر إلى البنية التحتية الثقافية الموجودة والتي تتطلب توفير قاعات مؤتمرات ومكتبة ومركز ثقافي، كما نطمح إلى وجود مطبعة كما يجب أن تحظى المراكز الثقافية ومراكز النشر والمنتديات الثقافية برعاية خاصة من حيث التأهيل للكادر وتفعيل بنيتها التحتية، وعلينا في هذه المناسبة أن نري الزائر لتريم صفات أهلها الحسنة.[c1]علوم وعلماء[/c]وفي رباط تريم لتدريس العلوم الدينية والعربية التقينا بالشيخ عبدالقادر محمد المهدي المدير التنفيذي للرباط الذي قال: إن رباط تريم لتدريس العلوم الدينية تأسس قبل 126عاماً لخدمة طلاب العلم في ذلك الوقت وتوفير السكن والغذاء للطلاب الوافدين بتعاون عدد من أهل الخير والعلماء وأهم العلوم التي تدرس في الرباط هي الفقه واللغة العربية ويبلغ عدد المتواجدين في الرباط (1500) طالب منهم أكثر من (300) طالب وافدون من عدد من دول شرق آسيا وأفريقيا.وأضاف: إن أبناء تريم ورثوا العلم عن آبائهم وجعلوا العلم همهم الأول كما يتحلى أبناء تريم بدماثة الأخلاق وحبهم للعلم وانتشار الأربطة والمدارس العلمية وحرص الجميع على الاستفادة وتعلم العلوم الشرعية، ولهذا اختيرت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية لما فيها من معالم دينية وعلماء وأبناء نشروا الإسلام في بقاع الأرض.[c1]مخطوطات نادرة[/c]
حسين عمر الهادي
وفي زيارتنا لمكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم وهي أحد الصروح العلمية الثقافية في اليمن التقينا بالأخ حسين عمر الهادي أمين عام مكتبة الأحقاف للمخطوطات الذي قال: التكوين الأساسي للمكتبة كان في عام 87م باتحاد مجموعة من المكتبات الأهلية لعدد من الشخصيات والعلماء وتحتوي المكتبة على (6200) مخطوطة و (1600) مطبوع، وتهدف المكتبة إلى خدمة الباحثين الذين يقدمون إليها من عدد من الجامعات اليمنية إلى جانب التعريف بالتراث الثقافي اليمني وإسهام اليمن في الحضارة الإنسانية وذلك بتعريف الوفود السياحية بما تحويه المكتبة من تراث ثقافي بدأ من القرن الخامس الهجري.وأضاف أن المكتبة تضم عدداً من العناوين الفريدة أبرزها نسخة من كتاب البيان في تفسير القرآن، وكتاب القانون في الطب لابن سيناء وغيرها من المخطوطات الصحية. وفي مناسبة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية أدعو الجهات المعنية إلى إيجاد مبنى للمكتبة والقيام بصيانة المخطوطات المعرضة للتلف وتوفير المستلزمات الضرورية.