عجوز تدلي بصوتها في الانتخابات البرلمانية المولدوفية
كيشيناو /14 أكتوبر/ رويترز :أدلى الناخبون في مولدوفا بأصواتهم يوم أمس الأحد في ثالث انتخابات برلمانية في ما يزيد قليلا على 18 شهرا ليختاروا إما البقاء على المسار المؤيد لاوروبا او دعم علاقات اوثق مع روسيا.وحاول الناخبون جهدهم للادلاء باصواتهم باستخدام بطاقات اقتراع يصل طول الوحدة منها 94 سنتيمترا مما يعكس العدد الكبير للاحزاب المشاركة والبالغ 20 حزبا في انتخابات استهدفت كسر الجمود السياسي الذي اعاق الاصلاح في الجمهورية السوفيتية السابقة. وسعى ائتلاف التحالف من اجل التكامل الاوروبي المكون من اربعة احزاب خلال الشهور الخمسة عشر الماضية الى دفع مولدوفا احدى افقر دول اوروبا نحو الاتحاد الاوروبي بعد ثماني سنوات من حكم الحزب الشيوعي. لكن المعارضة الشيوعية القوية تحبط دائما جهود الائتلاف لفرض سيطرة كاملة على البلاد من خلال عرقلة الجهود لاختيار رئيس يصوت عليه البرلمان. ويبقي هذا بدوره مولدوفا الطامحة لعضوية الاتحاد الاوروبي بعيدا عن الاصلاحات التي يقول الاتحاد انها لازمة للانضمام اليه. وتشمل هذه الاصلاحات القضاء على الفساد واصلاح مؤسسات مثل القضاء والشرطة وفق معايير الاتحاد الاوروبي وتشجيع نمو وسائل اعلام جماهيرية مستقلة. وتتنافس رومانيا عضو الاتحاد الاوروبي وروسيا منذ فترة طويلة على النفوذ في مولدوفا وهي دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة. وتدعم رومانيا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي الى حد بعيد طريق الاصلاح الذي يتبناه الائتلاف الحاكم لكن روسيا ربما تكون تعول على ظهور ائتلاف ليسار الوسط يضم الشيوعيين لانهاء تدهور تدريجي في العلاقات منذ وصول التحالف من اجل التكامل الاوروبي الى السلطة. وعشية الانتخابات تبادل قادة الائتلاف الحاكم والشيوعيون الاتهامات وكل توقع الفوز لنفسه. لكن اغلب المحللين قالوا ان من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات في ظل احتدام التنافس بين الجانبين. وقد تعمق النتيجة المأزق الحالي بين الاحزاب لكن من غير المستبعد ان يؤدي صعود الشيوعيين الى تشكيل حكومة تمثل يسار الوسط. وتحظى احزاب الائتلاف بتأييد قوي في المدن لكن الحنين الشديد للعهد السوفيتي يقوي موقف الشيوعيين في المناطق الريفية. واطلق فوز الشيوعيين في انتخابات اجريت في ابريل نيسان 2009 شرارة احتجاجات كبيرة في شوارع كيشيناو نهب خلالها شبان مكتب الرئيس ومبنى البرلمان. وخسر الشيوعيون أمام احزاب التحالف في انتخابات مبكرة في يوليو تموز. وقال رئيس الوزراء فلاد فيلات لرويترز «الفرصة الحقيقية الوحيدة لمواصلة الاصلاحات هي التي بدأت والتي يدعمها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. لا يمكننا السماح بعودة مولدوفا الى الماضي.ولا يتوقع ان تتجاوز سوى اربعة احزاب -الشيوعيون وثلاثة احزاب من الائتلاف الحاكم- حاجز الاربعة في المئة من التمثيل في البرلمان لكن من غير المرجح ان يحصل اي منها في ما يبدو على نسبة الخمسين في المئة اللازمة لتشكيل حكومة. ورغم تعزيز الشيوعيين وضعهم في انتخابات يوليو 2009 كأكبر حزب بمفرده بعد حصولهم على 48 مقعدا الا ان الائتلاف حشد القوى لينتزع السلطة بعد حصوله على 53 مقعدا. لكن ذلك لم يمنح الائتلاف اغلبية كبيرة في المجلس المكون من 101 مقعد تكفي لضمان اختياره للرئيس. ويقوم حاليا ميهاي تشيمبو بأعمال الرئيس.