عبدا لله مهيوب محمدلما كانت المخدرات هي آفة رهيبة تهدد كثيراً من المجتمعات المعاصرة فان إدمانها يستثري بين أفراد طبقات اجتماعية متباينة ويكاد يفتك بالكثيرين..وعلى الجانب الآخر فان الاتجار الدولي غير المشروع في المخدرات قد اخذ في الاتساع بسبب مايجلبة من أرباح طائلة للعاملين فيه.. والذين بدورهم ازدادوا ضراوة ووحشية وعبثاً بكافة القيم والمقدرات الإنسانية أن مشكلة الإدمان وانتشارها في اغلب دول العالم تتطلب من المختصين والمثقفين والمفكرين في المجتمع العربي بصفة خاصة دراسة العوامل التي أدت إلى الزيادة في ارتفاع معدلات الإدمان في دول العالم.فبالرغم من اشتراك رجال المكافحة في عمليات المطاردة ومكافحة التهريب والاتجار بالمخدرات وعلى الرغم من حملات التوعية المستمرة فان المشكلة لم تعد مشكلة فرد أو أسرة أو بلد دون غيره بل أصبحت مشكلة دولية تؤرق المجتمع الدولي ككل..أن في العالم اليوم مايقرب من أثنى عشر مليوناً من المدمنين على المخدرات الخطيرة ومتعاطي الأنواع الآخرى ونصفهم تقريباً يدمنون مخدرات الكوكايين الذي يهاجم الدماغ مباشرة والرئتين والكبد ويلحق أضرار بالغة بالجيوب الأنفية..أن تعاطي المخدرات قد غدا مشكلة تهدد المجتمعات البشرية انطلاقاً من تهديدها لحياة الفرد والتقارير التي تتحدث عن هذه الآفة ترجع التعاطي إلى حالة لضياع التي تسود المجتمعات في أزمنة الحرب والمآسي أو الغربة الجامعة تحت تأثيرت نفسية ووهمية في الانعتاق من المعاناة النفسية التي تعززها ظروف اجتماعية واقتصادية معينة.والنتيجة التي يريدها معاً المتعاطي في النهاية هي عملية الانسلاخ عن الواقع الذي يعيشه.. أن مشكلة المخدرات في الوطن العربي لايمكن فصلها عن حركة هذه المشكلة الخطيرة في العالم اجمع.. ولاشك أن الوطن العربي يعتبر من مناطق العالم التي تتأثر وهو يعتبر سوقاً استهلاكياً في حدود ضيقة نسبياُ وان اليمن تعتبر من أولى الدول التي قامت بمحاربة المخدرات وسن العقوبات التشريعية ضد مهربي ومستقبلي ومروجي ومتعاطي المخدرات والقيام بحملات وقائية ضد المخدرات لإبعاد أفراد المجتمع عن تلك الآفة..
