باكستان تتجه إلى تنفيذ خطة “طريق النجاة” في وزيرستان
مأساة الحرب بادية على طفل باكستاني فر من ساحات القتال
كوتا (باكستان)/14 أكتوبر/رويترز: أعلن مسئولون عسكريون أن القوات الباكستانية قتلت أكثر من 50 متشددا خلال يومين من القتال في منطقة لور دير.وذكر الجيش في بيان أن قوات الأمن قامت بعملية تفتيش وتطويق في عدة قرى في لور دير يومي 19 و20 يوليو ضد متشددين فروا من هجوم عسكري في وادي سوات المجاور .وذكر البيان الذي أصدرته قوات فرق الحدود شبه العسكرية في ساعة متأخرة ليل الاثنين “قتل أكثر من 50 متشددا وأصيب العديد منهم خلال العملية.”والجيش الباكستاني حاليا في آخر مراحل عملية شنت قبل شهرين في سوات.ويقول الجيش انه قتل أكثر من 1700 متشدد ولكن منتقدين يقولون انه لم يتم القضاء إلا على عدد قليل من قادة المتمردين. ولم يتسن الحصول على تقديرات مستقلة لعدد الضحايا.وسلط العنف في شمال غرب باكستان وامتداد نفوذ طالبان الضوء على القلق بشأن انعدام الأمن في باكستان المسلحة نوويا وهي حليف أساسي في مهمة الغرب لتحقيق الاستقرار في أفغانستان وتدمير القاعدة.في غضون ذلك مر أكثر من شهر منذ أعلنت باكستان خططها بشن هجوم على معقل طالبان في وزيرستان لكن محللين أمنيين يشكون في ما إذا كانت إسلام أباد على وشك شن هجوم شامل مثلما يعتقد كثيرون.ويأمل متفائلون أن تظهر العملية التي أطلق عليها اسم “طريق النجاة” عزم باكستان صد انتشار التشدد الإسلامي في أنحاء الشمال الغربي وما بعده بالتخلص من العدو العلني الأول لباكستان وهو بيت الله محسود.ويختبئ محسود زعيم حركة طالبان في باكستان وحليف تنظيم القاعدة في المنطقة القبلية بوزيرستان الجنوبية مع ما يقدر بما بين 20 و30 ألف مقاتل.ومنطقة محسود عبارة عن متاهة من التلال المسننة ومجاري الأنهار والجداول الجافة ما يجعلها مثالية لحرب العصابات.وسبق أن توجه الجيش إلى هذه المنطقة لكنه لم يحقق سوى نجاح محدود.ونفذت حملة عام 2005 أطلقت عليها مجلة باكستانية اسم “عملية الفشل المستمر” حيث أدت تكتيكات القبضة الحديدية إلى تنفير القبائل المتمردة ولحقت بالجيش خسائر كبيرة وانتهى به الأمر إلى توقيع اتفاقات سلام مع المتشددين.وسيكون إخلاء وزيرستان أكثر صعوبة من سوات الذي هو واد أوسع يقع في أقصى الشرق حيث يقاتل الجيش منذ أواخر ابريل ضد عدو يقدر قوام قواته بما لا يزيد على ألفين من المقاتلين الأشداء بعد أن اختفى المجرمون الانتهازيون الذين تجمعوا حول طالبان بسرعة.بالنسبة للوقت الحالي حرك الجيش بعض القوات إلى مواقع أكثر تقدما وسعى إلى إغلاق الطرق بينما تشن طائرات حربية غارات من وقت لأخر وفي بعض الأحيان تقصف المدفعية المتوسطة المدى مواقع للمتشددين على التلال.وقال البريجادير محمود شاه الضابط المتقاعد والقائد الأمني السابق للمناطق القبلية “في الوقت الحالي لا أرى أي استعدادات على نطاق كبير تشير إلى أن العملية وشيكة.”وأشار ضابط امن بارز لا يزال في الخدمة إلى أنه لابد لأي عملية كاملة النطاق أن تنتظر. وأضاف “الإستراتيجية الأساسية هي خنقهم ومواصلة قصف مواقعهم عندما تتاح معلومات مخابرات.”الجيش الذي لا يزال ينهي العملية في سوات حيث يوجد نحو 20 ألف جندي لا يريد أن ينهك أكثر من اللازم أو يجازف بإثارة عش دبابير في الحزام القبلي.ويقول رحيم الله يوسفضاي المحلل المرموق المتخصص في المناطق القبلية “الحكومة لا تريد فتح جبهات كثيرة للغاية مع المتشددين وربما يكون هذا هو السبب في تأجيل عملية وزيرستان.”ومن بين القيود الأخرى التي يعاني منها الجيش الإحجام عن سحب قوات من الحدود الشرقية المواجهة للهند والاضطرار لمساعدة حملة أمريكية في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان عبر نشر قوات إضافية في بلوخستان.ورحلت أسر كثيرة من قبيلة محسود من أراضيها القبلية تحسبا لان يكون المستقبل يحمل الأسوأ. ونقل نور علام محسود أحد أفراد القبيلة أسرته إلى ديرة إسماعيل خان وهي أقرب مدينة حيث توجد ثكنات للجيش.وقال “الطائرات العسكرية قصفت أراضينا كثيرا. لهذا فررت إلى هنا لأنهم إذا قاموا بعملية ستغلق كل الطرق ولن استطيع إخراج أسرتي.”لكن رجلا آخر يدعى رؤوف محسود يرى أنه كلما انتظر الجيش قلت احتمالات شن حملة وقال “لا أتوقع القيام بأي عملية. لو كانوا جادين لكانوا قد نفذوها الآن.”ومن بين العوامل التي قد تكف يد الجيش الخوف من أن تقوم فصائل أخرى من طالبان في وزيرستان بتمرد مفتوح إذا تم شن حملة عسكرية كاملة ضد محسود.وعلى الرغم من أن أراضي محسود ليست متاخمة للحدود الأفغانية فان مقاتليه لديهم ممر عبر الأراضي التي تسيطر عليها قبيلة رئيسية أخرى في المنطقة وهي قبيلة وزير متى يريدون الذهاب لقتال القوات الغربية والأفغانية.وخلافا للكثير من فصائل طالبان في وزيرستان التي تدعم التمرد في أفغانستان تركز نشاط محسود ضد دولة باكستان.وينحى باللائمة على محسود في موجة من الهجمات الانتحارية ضد ساسة وقوات أمنية منذ عام 2007. ويقال أن أشهر ضحاياه كانت بينظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة وزوجة الرئيس آصف علي زرداري الراحلة.وقد أظهر محسود ما يمكن أن يحدث للمتشددين الذين يقفون في صف الحكومة. ففي الشهر الماضي قتل بالرصاص قارئ زين الدين المتشدد الذي ندد بمحسود بوصفه عدوا لباكستان بعد ذلك بأيام في ديرة إسماعيل خان.