يعيش السلفيون حالة غيبوبة مرقدة في تابوت محنط محكم الإغلاق لايرى سوى الظلام الذي يعبدونه من دون الله! ويحملون السيف على أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) من الذين لايرون مذهبهم بل وينتقدون عقدهم وتخلفهم .. وهم يخشون كل حقيقة لأنها تضادهم .فمثلاً العلوم العصرية يراها السلفيون عدواً لدوداً لأفكارهم وعقائدهم البليدة! ولو كان لهم الأمر لما تعلم مسلم في بلاد منشئهم شيئاً من علوم العصر النافعة والمفيدة، لذلك فهم يرون مسالة دوران الأرض المحسومة علمياً كفراً بواحاً(!).. ويرى ابن باز كما ستعرف بعد قليل أن القائل بدوران الأرض أو معتقده كافر يستحق القتل وماله لبيت المسلمين ولا يرث أهله ولا يرثهم لكفره بالقول بدوران الأرض أو حتى كرويتها(!!!!).وهذا كتاب لواحد من كبار دعاتهم وعلمائهم المدعو عبدالكريم بن صالح الحميد اسم هذا الكتاب (هداية الحيران في مسألة الدوران) طبع طباعة فاخرة بمطبعة السفير بالرياض يقول (ص 10): (فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من اعدائهم الدهرية المعطلة!).ثم ذكر من هذه العلوم فقال: علوم مفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة! وقد وصل المؤلف هذا القول تحت عنوان: القول بدوران الأرض يفضي إلى التعطيل!! (ص13) . وفي ص ( 111 - 112 ) من كتاب هداية الحيران في مسألة الدوران أورد المؤلف عبدالكريم الحميد قصيدة بليدة في دوران الأرض أعرض أبياتاً مقتضبة منها ليكون القارئ على بينة من مبلغ علم هؤلاء الجهلة والمحنطين ! يقول : [c1]ومن العجائب إن عجبت ، مقالة الله يعلم أنها البهتان [/c]إلى أن قال : [c1]فلذا استجابوا للمعطل عندما زعم الضلال وواضح البطلانمن قوله أن البسيطة طبعها ليس الثبات وإنما الدورانكذب المعطل والذي خلق النوى ما دارت الأرض على القطبان !والله لو دارت لأصبح شغلهم طول الصياح مخافة الرجفان !أو ليس تعتبر الزلازل نقمة كم هدمت من شامخ البنيانكيف البسيطة ( الأرض ) لو تحرك كلها بعداً لعقل تائه حيران !![/c]وهكذا يصف السلفيون العلماء بالمعطلين ، ويصفون العقل المفكر بالتائه الحيران. فخذ بذا وكفى به دليلاً على فساد عقولهم وأطروحاتهم والحمد لله الذي كشف حالهم وأوضح بجلاء سخفهم وباطلهم !! . وهذه فتوى للشيخ عبدالعزيز بن باز نشرتها الرئاسة العامة عام 76م قال: ان القول بأن الشمس ثابتة، وان الأرض دائرة (أي تدور) هو قول شنيع منكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر، ويجب ان يُستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين!!!!.وأضاف في فتاوى أخرى له: ( إن كثيراً من مدرسي علوم الفلك ذهبوا إلى القول بثبوت الشمس ودوران الأرض، وهذا كفر وضلال وتكذيب بالكتاب والسنة وأقوال السلف ) (!!!) . وهذا التعريج يسوقه السلفيون منذ القرون الأولى إلى اليوم وهم كما ترى ـ عزيزي القارئ الكريم ـ يرفعون سيوف التكفير والتفسيق والخروج من الدين والتكذيب بالقرآن والسنة وزادوا عليهما أقوال السلف (!) . ومقصد بن باز ومعه القوم بجريان الشمس ليس الدوران المعروف والثابت علمياً لا ( سلفياً ) حول نفسها في ( مستقرها ) الثابت وهو المشار إليه في قوله تعالى من سورة - يس - : (( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )) .. وإنما يقصدون بهذا الجريان ما تضمنته رواية منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ان هذه الشمس تجري إلى مستقرها تحت العرش تستقر فيه فتظل كذلك حتى يؤذن لها بالطلوع من المشرق ؟! أخرجه مسلم حديث ( 159 ) . وهذا الحديث المنسوب للنبي وإن كان في مسلم إلا أنه مصادم للعلم وللحقائق الكونية المسلم بها ما يحتم نقله من خانة الصحة على خانة الضعيف المشكوك نسبته إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ولا يقول إلا حقاً - صلى الله عليه وسلم - . إن الوهابيين السفليين يخشون من حقيقة دوران الأرض لأنها سوف تهدم عقائد التشبيه لديهم! .. كما صرح أحدهم في بعض مساجد عدن قائلاً: لو صح القول بكروية الأرض ودورانها واختلاف المواقيت فإن الهدف من هذا ( الدجل العلمي ) هو إنكار إن الله ينزل عند الثلث الأخير لكل ليلة إلى السماء الدنيا .. وبالتالي فإنهم يريدون القول أن هذا الثلث الأخير مستمر على مدار الساعة يخرج منه بلد ويدخل فيه آخر وبالتالي فإن الله يبقى دائماً في السماء الدنيا وهذا يناقضه أكثر الأحاديث المروية انه في السماء السابعة!!إذن صاحبنا يعترف باصطدام عقائد السلفية مع حقائق العلم ثم يتهرب إلى اللاوعي كملجأ آمن لهذه الخرافات الكارثية في أدغال غبائهم ! وهو يجهل بغباء فاضح ان المواقيت تختلف!! نعم تختلف المواقيت في كل بلاد الدنيا في الوقت الواحد والزمن الواحد ولكن السلفيين لايفقهون!!إن هذه الفضائح والجرائم العقلية والعلمية تطبع في بلاد الإسلام وتقدم كعلم بينما العالم غير الإسلامي قد تقدم من حوالينا اضعاف اضعاف .. وفينا من لايزال يفتي ان القول بدوران الأرض كفر، والتنبؤ بسقوط المطر ودرجات الحرارة كفر، والقول بثبوت الشمس المكاني وجريانها فيه كفر والقول بكروية الأرض كفر وقد ألف بعضهم مؤخراً كتاباً أسماه : « تحذير الدارس من مخالفات المدارس» رعته ورخصته بإيداع رسمي وزارة الثقافة اليمنية وهيئة الكتاب يشتم فيه العلم والتربية الوطنية والعلم الوطني والنشيد الوطني والثورة والجمهورية والوحدة ! .. مما يضع علامات استفهام جديدة : كيف يحاكم صحفيون وناشطون وكتاب صحف بتهمة التعدي على الثوابت الوطنية بينما السلفيون مغفور لهم وكأن لسان حال السلطة يقول لهم : اعملوا ما شئتم وكفروا من الثوابت الوطنية ما بدا لكم فقد غفرنا لكم (!!!).هذا التناقض المريب والمزعج في توجه الحكم في اليمن ينبغي ان يوضع له حد قبل ان يستفحل الداء ويعم البلاء وتنهض السلطة يوماً فلا تجد وقتاً كافياً لاحتواء الاخطاء القاتلة التي للأسف تتم رعايتها بأياد رسمية وموجهة ومخططة كما أزعم تهدف إلى خلق جيل فاشل ومأزوم وإفساد الثوابت وذبذبة افكار الشباب وضياعهم في جحيم الاضطراب الذي تستعد القاعدة على ابوابه لالتقاطهم وتهيئتهم للانتحار طمعاً في النعيم الموهوم والجنة الموعودة ! زعموا .والآن ترى عزيزي القارئ الكريم بأي دالة يتأهل هؤلاء لحكم العالم، وتحدي المستقبل وينادون بالخلافة ؟وإذا كانوا ينادون: الإسلام هو الحل (!) فعن أي اسلام يتحدثون؟ الإسلام الإخواني؟ أم الإسلام السلفي؟ وأي الإسلام السلفي: القاعدي أم المدخلي، أم الحجوري، أم الحسني، أم السروري، أم، أم، أم (؟)، أم الإسلام الجمعاوي، أم الإسلام الصوفي؟ أم الإسلام الشيعي؟ واي الإسلام الشيعي: الزيدي، أم الاثنا عشري، أم الاسماعيلي، أم الجارودي، أم، أم أم (؟) .. عندها اترك الإجابة للقارئ الحصيف الباحث عن الحقيقة دائماً من بين هذا الركام الكئيب!!.
السلفية .. إعدام العلم وإحياء الجهل !!
أخبار متعلقة