أضواء
مبارك محمد الهاجريأعتقد أن هناك شيئاً ينقص بعض أعضاء مجلس الأمة بعدما جربوا كل الوسائل المتاحة من عنتريات، وصراخ، وبلبلة، وتشويش، وثرثرة، وتصريحات، وسلاطة لسان ليس لها أول ولا تالي.وهذا الشيء الناقص من وجهة نظري وبصري هو ممارسة «الكاراتيه» في حل قضايا الأمة لعلها تنفس عما في نفوسهم من كبت غير طبيعي! ما الضير من ممارسة «الكاراتيه» في المجلس؟ فقد رأيت نواباً في البرلمان التايواني وهم يستعملون لغة «الكاراتيه» في تعاملهم مع زملائهم الذين يخالفونهم الرأي! وهي اللغة السائدة هناك فلا يكاد يمر أسبوع دون أن تحدث معركة حامية أشبه بحرب أهلية، لا تعرف عدوك من صديقك فيها، فالكل يضرب بعضه بعضاً في مشهد كوميدي يجعلك تستلقي على قفاك ضحكاً مما يفعله القوم في تايوان! تذكرت الأحداث هناك، وأنا أرى ما وصلت إليه الأمور هنا من احتقان ينذر بما لا تحمد عقباه، من يدري فقد يلجأ البعض إلى اللغة التايوانية المتخصصة في حل المشاكل والأزمات! الأجواء لدينا متوترة ومشحونة إلى درجة الانفجار في أي لحظة، وهنا يتضح لنا مدى الورطة التي حشرت الحكومة بها نفسها بحيث أصبح الخروج منها بالغ الصعوبة، ومرد ذلك إلى عدم التناغم والانسجام بين أعضاء الحكومة، وخصوصاً من قبل الوزراء المحسوبين على التيارات الممثلة في مجلس الأمة، فبدلاً من أن يكون لهم دور في التهدئة، إذ هم يلتزمون الصمت المطبق تجاه ما يحدث من أزمات حادة ومفتعلة من قبل تياراتهم، وتحديداً التيارات المتأسلمة، ويشير بذات الوقت إلى عدم فاعليتهم، هذا إلى جانب تقصيرهم وتقاعسهم الواضح في أداء مهامهم الوزارية، وهو ما جلب، ودون مبالغة، المشاكل التي انصبت على الحكومة كالسيل المنهمر دون انقطاع، وهنا تثار علامات استفهام عن دور بعض الوزراء في تحريك وإثارة الأزمات عن بعد![c1] صحيفة «الراي» الكويتية[/c]