المشرفة الاجتماعية بمعهد النور للمكفوفين م/ عدن لــ 14اكتوبر :
يعتبر معهد النور للمكفوفين بمحافظة عدن من أقدم المعاهد التي تعني بشؤون المعاق/ الكفيف في الجزيرة العربية تم إفتتاحه في عام 1960م وكان عند الإفتتاح يقتصر نشاطه على جانبين تربوي/ مهني.. وفي بداية السبعينيات من القرن الماضي شهد المعهد نشاطاً كبيراً وأدخلت إليه الأشغال اليدوية إذ كان المكفوفون يقومون بعمل السلال والطاولات من مادة الخيزران ومواد أخرى يتم استيرادها من الخارج وتم تدريب معظم المكفوفين في المعهد على كابينة الهاتف لتوصيل المكالمات إلى المكاتب التي كانت تستخدم في القرن الماضي والتحق كثير منهم بهذا العمل.14 أكتوبر التقت الأخت أسماء محسن الإخصائية الاجتماعية بالمعهد.يقتصر نشاط المعهد على الجانب التربوي تقول الإخصائية الاجتماعية أن نشاط المعهد في الوقت الحاضر ولظروف معينة يقتصر على الجانب التربوي عندما يصل إلينا أولياء أمور المكفوفين ويتم قبولهم للأسف لا يوجد لدينا مسح ميداني عن المكفوفين بحيث يحدد المناطق التي يتواجد فيها فاقد البصر في مديريات محافظة عدن وللعلم نحن نستقبل طلاباً من محافظات أخرى ولكننا لا نستطيع أن نقوم بتسكينهم وكان عندنا سكن داخلي ولكنه أغلق لأسباب مادية لأن وجود سكن داخلي يلزم توفير أشياء كثيرة مثل الوجبات الثلاث والمواصلات والفرشان والمربيات المناوبات..إلخ.. ولكن نحن وبتعاون صندوق الشؤون الاجتماعية ركزنا كل اهتماماتنا على الجانب التربوي فقط لأن الأطفال المكفوفين لايجدوا فرصتهم من التعليم في المدارس المنتشرة في البلاد ونحن نقوم بتعليمهم ونحميهم من التسول في الشوارع ولدينا حالياً 22 نزيلاً يتم تعليمهم حتى الصف الخامس وبعدما تتم عملية الدمج يذهب الطالب لتأدية الإمتحانات مع الطلاب المبصرين ويتم التعامل معه بطريقة (برايل) وبعدها ينتقل مع الطلاب المبصرين لمواصلة التعليم الثانوي.مطلوب دور تربويوتضيف الأخت أسماء بأنه يتوجب على إدارة التربية بعدن أن تلعب دوراً في ذلك بما يسمى بقسم التربية الشامل يعني أنا عندي طلاب وأريد أن أدمجهم على حسب القرار من صنعاء بحيث أدمجهم في مدارس المبصرين، فنحن كمعهد أو كإدارة في المعهد لابد أن نوفر إحتياجات هذا الطفل الكفيف يعني توفير مطبعة طريقة برايل والأوراق الخاصة بطريقة برايل وإعطاؤه مسجلة (آلة تسجيل) مع الكاسيت لتسجيل المحاضرات بعد سماعها وإذا كان يعرف أن يطبع فالمطبعة تكون لديه، فعملية الدمج تمثل جانباً إيجابياً للطفل الكفيف فهي تخفف من الحساسية لديه وتقلل من الشعور بالنقص الذي يولد لديه وذلك باختلاطه بأقرانه المبصرين وذلك يعطيه شعور بأنه قادر على العطاء كأي طفل آخر وتخفف من حدة الإنزواء التي لديه.ولكن لكي تبدأ المسألة أو العملية بالشكل الصحيح والمدروس لابد أن أهيئ المدرسة يعني لابد أن أهيئ الدرسين داخل المدارس كيف سيتعاملوا مع هذا الطفل الكفيف وكيف سيتم استقباله إضافة إلى تهيئة الطلاب في هذه المدرسة على استقبال مثل هؤلاء الطلاب، وأيضاً أن تكون هناك عملية تنسيق بين المدرسة والمعهد وأيضاً التعاون فيما بينهم على حل مشاكل الطلاب الكفيفين وتذليل الصعوبات التي تواجههم ورفع الوعي الاجتماعي لدى المدرسين والطلاب على حد سواء ليعرفوا كيفية التعامل مع الكفيف. المسح الميداني ضروريوتقول الأخت أسماء : نطالب الجهات المعنية بعمل مسح ميداني لمعرفة الفئة العمرية بالنسبة للكفيفين حيث يوجد هناك أطفال وكبار في السن تصل أعمارهم إلى 30 سنة وهذه الفئة العمرية تحتاج إلى صفوف لمحو الأمية ومساعدتهم على أن يكون لهم دور فعال في المجتمع ويكونون قادرين على مساعدة أنفسهم وليس عبئاً على أسرهم والمجتمع.الأن في محافظة أبين يوجد معهد للمكفوفين ولكن لسوء الحظ محافظة لحج لم تلقى حظها من الاهتمام بهذا الجانب على الرغم من أن المكفوفين في محافظة لحج عددهم كبير جداً، وتوجد هناك منطقة تسمى بمنطقة الفيوش نسبة الكفيفين فيها عالية جداً وذلك نظراً لزواج الأقارب فتجد ثلاثة أو أربعة داخل الأسرة كفيفين ولكن نظراً لوجود الجمعيات الكثيرة مع احترامي ومكتب المحافظ في محافظة لحج يمكن أن يجدوا حلول حتى وإن كانت مؤقتة وليس يقتصر على المبنى فقط، فإذا وجدت توجهات لتعليم مثل هؤلاء حتى في مكان معين ولمدة ثلاثة أيام في الأسبوع فتأكد ذلك سيسعدهم وسيشعرهم بأهميتهم في الحياة، ولكن لسوء الحظ محافظة لحج لم يقدم لهذه الفئات أي شيء، لأن يوجد هناك تنسيق بين المعهد ومحافظة لحج حيث أن مديرة المعهد ذهبت إلى هناك لتقابل المحافظ وترى ما هي إمكانيات المحافظ وما الذي يستطيع أن يقدمه لهؤلاء الأطفال الغير مبصرين وهل هناك إمكانية لاستقطابهم إلى هنا وتعليمهم والعودة في نفس اليوم وتوفير لهم المواصلات للذهاب والعودة، كما نلاحظ أن المعهد لا يلاقي الدعم الكافي في محافظة عدن ولا من أي جهة كانت في المحافظة، وكأنهم لا يهمهم أمر هذا الطفل الكفيف فهذا الطفل الكفيف ممكن أن يتعرض لإنتهاكات كثيرة، وتعرضهم للإغتصاب أو في يد عصابة للمتسولين وإجباره على التسول والذهاب به إلى محافظة أخرى فلابد أن يكون هناك توعية للأسر والأمهات بالتحديد وذلك بالمتابعة الدائمة له، وهذا يتطلب برنامج توعوي يكون مشترك فيه ومدعوم من قبل إدارة التربية والتعليم.شهادات المكفوفينأما عن الشهادات التي يمنحها المعهد للطلاب فهي تعطي لهم من قبل إدارة التربية والتعليم فالمعهد يخضع تربوياً لإدارة التربية والتعليم، كما أننا نخضع لنفس المنهج التربوي إلا أن الكفيف يعفى من مادة الرياضيات.مع العلم أن الطفل الكفيف لديه مهارات وقدرات تحتاج إلى من ينميها ويهتم بها إلا أنه مع الأسف نحن في اليمن لا نولي لهذه الفئات أي اهتمام ولا نستغل مالديهم من ذكاء ومهارات.وكان المنهج الدراسي يعملوها هم لحالهم وذلك يستغرق وقت ومجهود أكبر لكن بالتنسيق مع جمعية الأمان للكفيفات بصنعاء فهم معهم مطبعة لطباعة المناهج بطريقة برايل فيقوموا بطباعتها لنا وتوزيعها وذلك بالتعاون مع صندوق التنمية الاجتماعي الذي يساعد على دفع المبالغ، كما توجد هناك نشاطات خاصة يقوم بها الطلاب في المعهد بما يسمى بالتدريب المهني كصناعة السلال وأشياء أخرى كما اسلفنا سابقاً وكانت تروج وكانوا يأتوا ناس إلى المعهد لشرائها ولكن نظراً لعدم توفر المواد الخام (الخيزران) والذي تقوم بجلبة من سنغافورة غالي ولهذا أوقف.دعم أمريكي للمعهدتقول الأخت أسماء الاخصائية الاجتماعية : أما عند زيارة السفير الأمريكي للمعهد وذلك لتقديم الدعم وذلك بواسطة جمعية جديدة أفتتحت وهي جمعية مكافحة العمى وقد أفتتحتها الأخت هيفاء البيض في عدن وهي اخصائية عيون فقاموا بالتنسيق معنا وقاموا بالزيارة للمعهد وقاموا بعمل عدد من الإصلاحات داخل المعهد منها باب للورشة وقاموا بتغيير للحمامات في المعهد ومازلنا على تواصل معهم وقد وعدونا بتقديم الدعم اللازم للمعهد.نتمنى أن يتم استقطاب جديد للمعهد للذين لم يتلقوا حصتهم من التعليم وخصوصاً في المديريات الأخرى.كما أشجع أولياء الأمور المبصرين على تعلم طريقة برايل ليستطيعوا أن يساعدوا أبنائهم غير المبصرين على مراجعة دروسهم في المنازل فمثلاً الأم المبصرة تستطيع أن تقوم بإملاء الدرس لأبنها الكفيف لكنها لا تعرف ما الذي قام بكتابته أبنها الكفيف فياريت أن يقوموا أولياء الأمور بتعلم هذه الطريقة من أجل أبنائهم ليستطيعوا متابعتهم وحتى يستطيعوا التواصل معهم. مع العلم أن تعلمها سهل وبسيط ولا نحتاج وقت كبير لتعلمها.مطالبتعمم في المدارس برايل بالإضافة إلى لغة الإشارة بالنسبة للصم والبكم ويجب أن تدرج من ضمن المناهج الأخرى ليقوم كافة الطلاب بتعلمها.. فإذا كان الكفيف لا يستطيع أن يأتي إلينا فلنذهب نحن له وذلك عن طريق تعلم لغته وبذلك نتواصل معه بشكل أفضل.وفي الأخير نطلب من خلال صحيفتكم أن تقوم الجهات المعنية بتقديم الدعم الكافي للمعهد والاهتمام بمثل هذه الفئات في المجتمع وذلك بتوفير لها فرص العمل المناسبة لها وبما يتناسب مع وضعها.وفي الأخير أيضاً نقدم لكم شكرنا الجزيل ونشكر الصحيفة على ما تقوم به من جهود ملموسة.