سطور
معروف سالم بامرحول تعتبر المكتبة الوطنية واحدة من أهم المؤسسات والمراكز الثقافية في محافظة عدن والمرجعية الأدبية والثقافية للطلاب والباحثين والمثقفين في شتى مناحي وألوان الأدب والثقافة والفنون،وهي أقدم منشأه ثقافية يعود تاريخها إلى عام1981م وثمرة من ثمار التعاون الاقتصادي والثقافي بين اليمن ودولة الكويت الشقيقة.والمكتبة الوطنية الكائنة في قلب مدينة عدن ظلت ولسنوات طويلة ساحة مفتوحة للعديد من الفعاليات الثقافية الهامة التي شهدتها محافظة عدن وفي مناسبات عديدة مثل معارض الكتاب وإقامة الدورات وورش العمل الثقافي والندوات ولعل آخر تلك الفعاليات المعرض الثقافي بعنوان (آخر رجال القاموس) الذي نظمه ولمدة شهر كامل المجلس الثقافي البريطاني واختتم منذ أسبوع بعد أن شهد إقبالاً كبيراً من الزوار والمهتمين وأجهزة الإعلام.وتقام تلك الفعاليات الثقافية بالتعاون والتنسيق مع قيادة المكتبة ولا تمثل صالات المكتبة بالنسبة لرواد المكتبة أماكن للقراءة والاطلاع المعرفي بل مساحات وملتقيات للتعارف بين رواد المكتبة من الطلاب والباحثين...الأمر الذي شكل حافزاً لقيادة المكتبة وبدعم وتعاون أصدقاء المكتبة الذين تضافرت جهودهم وقدموا دعماً ومساندة للمكتبة لإنشاء وافتتاح(ملتقى الأسرة للإنترنت).هذا الملتقى الذي يمثل مزاراً يومياً هاماً لرواد المكتبة يقضون فيه أجمل وأروع اللحظات في البحث والاطلاع على كل جديد في الحياة العصرية التي تشهد تطورات عديدة بايقاع زمني متسارع ومذهل وترتبط المكتبة الوطنية بعلاقات تعاون ثقافي مع العديد من المؤسسات العلمية والثقافية لعل أبرزها تلك العلاقة المتميزة مع تلفزيون قناة (يمانية) الفضائية في عدن وقد سررت جداً بتكليفي بالعمل مدير إنتاج البرنامج التلفزيوني الدرامي (من أعلام الاغتراب اليمني).هذا البرنامج الرمضاني الذي يتناول أبرز نماذج رواد الثقافة والأدب اليمني الذين عاشوا جل حياتهم في المهجر أمثال (علي أحمد باكثير،محمد عبدالقادر بامطرف،الزبيري...الخ).وبعد التواصل اليومي مع قيادة المكتبة وفي مقدمتهم الأستاذة القديرة نعمة الغابري التي تحرص كل الحرص على مقتنيات المكتبة ومعها جميع الطاقم الوظيفي في المكتبة ويعملون بروح الانسجام ويتفانون في عملهم في الفترتين الصباحية والمسائية يهتمون باستقبال رواد المكتبة وتأمين كل سبل الراحة لتحقيق الاستفادة المثلى من مخزونات المكتبة بمختلف أقسامها الثقافية.ومنذ شهر ونحن نعمل للتحضير لإنجاز البرنامج التلفزيوني المذكور سلفاً ويتولى مخرج البرنامج الزميل العزيز جميل علي عبيد تحديد واختيار صالات ومواقع تصوير مشاهد حلقات العمل الدرامي التلفزيوني وفي ذروة ذلك النشاط المهني والإبداعي المبذول ليل نهار من طاقم البرنامج التلفزيوني وقيادة المكتبة فوجئت بذلك الاتصال (الصدمة) الذي استلمته عبر الموبايل من الأستاذة القديرة نعمة الغابري التي افادتني صباح أمس وكلها حسرة وألم.لموقف واستهتار إدارة المؤسسة العامة للكهرباء عدن التي قامت بقطع التيار الكهربائي عن المكتبة بحجة تراكم مديونية استهلاك الكهرباء وعدم اهتمام وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب أو المجلس المحلي بمحافظة عدن بمتابعة تسديد أقساط تلك المديونية بعد أن تمت جدولتها وتحديد أقساط الدفع منذ عام وهذه هي المرة العاشرة التي يتم فيها قطع التيار الكهربائي عن المكتبة وفي ذروة فصل الصيف المزعج في مدينة عدن الأمر الذي أضطر قيادة وعمال المكتبة الوطنية إلى مغادرتها والعودة إلى منازلهم في التاسعة صباحاً يوم أمس وحتى هذه اللحظة لا يزال التيار الكهربائي مقطوعاً والمكتبة مغلقة (حتى إشعار آخر)!!!؟فما هو رأيكم يا معالي وزير الثقافة؟؟ ويا معالي محافظ محافظة عدن؟؟وإلى متى يتم إغلاق المكتبة الوطنية هذه المنشأه الثقافية الحيوية والهامة والرائدة؟؟ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير[c1]* صحفي معد ومقدم برامج قناة يمانية الفضائية عدن[/c]