كتب / إقبال علي عبدالله- لعمري لم أشاهد ما شاهدته أمس من بحرٍ بل محيط من الجماهير يتدفق حباً صادقاً لقائدٍ نسج حياته وروحه من هذا الحب..- كان المشهد في ميدان السبعين قبل ظهر أمس تاريخياً بكل المعاني والأوصاف .. الملايين من كل أنحاء الوطن حملوا قلوبهم قبل أجسادهم وعبروا المسافات الطويلة من قراهم ومن فوق الجبال ومن بطون الوديان.. لم يأبهوا بشيء، متحدين حرارة الشمس وبرودة الليل وثعابين المساء.. كان همهم وهدفهم واحداً.. هو أن يبقى الرجل الذي سكن قلوبهم وحدقات أعينهم، قائداً لهم.. قائداً للوطن.. أن يبقى الرمز المناضل علي عبد الله صالح رئيساً للجمهورية.- مشهد السبعين أمس كان تماما يشبه مشهد يوم تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م حين انطلقت الجماهير من كل أنحاء الوطن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً متخطية الحواجز الوهمية والاصطناعية لتلتف حول هذا القائد محقق حلم الأحلام في وهج النهار.. فتبادل الوفاء بالوفاء وفاء شعب بوفاء قائد.. وبدأت مسيرة العطاء رغم الصعاب والتحديات التي - وأقسم على ذلك - أنّ رجلاً مثل علي عبد الله صالح لم يستطع أن يواجه مثل هذه الصعاب والتحديات ويقود سفينة الوطن وسط الرياح العاتية والأمواج التي كانت في كثيرٍ من المنعطفات تعلو علو الجبال محاولة إغراق السفينة، يقودها حتى وصلت اليوم قرب شواطئ الأمن والأمان.. إنّه ربان حكيم لم تلد اليمن مثله بعد. ونقولها بملء الفم انّه هدية الله العلي القدير لشعبنا ليكون منقذاً وبلسماً يشفي جروح الوطن وأخطرها فتكاً جرح التمزق والمرض والجوع والفقر.. فوحد الوطن وحارب الثالوث الخبيث المرض والجوع والفقر والحمد لله على ما نحن عليه اليوم.- أربعة أيام .. كانت أيدينا على قلوبنا خوفاً وقلقاً على وطن خرج من الظلمات إلى النور.. أربعة أيام لم تتوقف قلوبنا عن الدعاء لله المستجيب للدعاء بأنّ يحفظ هذا الوطن ويثني قائده عن قراره الشخصي بعدم رغبته في مواصلة مشوار قيادة الوطن.. أربعة أيام وعيوننا لم تكف عن ذرف الدموع والقلوب لم تتوقف عن الخوف والخفقان.. بكت الرجال قبل النساء .. حتى السماء فوق بعض المناطق بكت.. خوفاً على مستقبل هذا الوطن لو ابتعد عن قيادته فخامة الرئيس علي عبد الله صالح.- أدرك القائد وهو الحكيم الذي ولد وترعرع وشب من بين أوساط الفقراء عاشقي الأرض الحالمين بالغد المشرق المزدهر، أدرك حاجة الوطن والمواطنين له فتحمل بكبرياء لا توصف كل معاناته من الثعابين والمسطولين والفاسدين الذين حاولوا إعاقة نجاح قيادته للوطن.. تحمل كل ذلك وأكثر واستجاب لإرادة الشعب وأعلن أمس في مشهد تاريخي لم يشهده الوطن من قبل منذ مشهد لحظة ميلاد الوطن الجديد في الثاني والعشرين من مايو 1990م في مدينة عدن الباسلة مدينة الوحدة والتوحد.. أعلن أنّه تحت إمرة هذا الشعب.. فكانت الفرحة بهذا الإعلان تعانق السماء.. وتنفست الجماهير الصعداء وغنّت ورقصت فاليوم عيد.. عيد جديد لميلاد وطن يقوده الرئيس علي عبد الله صالح.- فشكراً لك يا فخامة الرئيس.. فقرارك الحكيم أنحنت له هاماتنا حباً وعهداً لك بأننا لن نخذلك ومعك بانكمل المشوار.. خلفك وإلى جانبك سنكون جنوداً في معركتك القادمة التي أعلنتها أمس أمام المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام.. معركة كشف ملفات الفساد ومحاربة الفاسدين مهما كان موقعهم وحجم مسؤوليتهم في الدولة.. معركة تأسيس دولة النظام والقانون التي شابها في الفترة السابقة كثير من المعوقات والتحديات.. نعم نحن أبناؤك في كل أنحاء الوطن سنكون سلاحك في معركتك القادمة ولن نخذلك كما خذلناك دون مدركين حجم ما تعانيه في الفترة السابقة.- عهدٌ جديدٌ يتأسس اليوم فالوطن يشهد ميلاده الثاني بعد الوحدة بإعلان فخامة الرئيس علي عبد الله صالح قبول ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة في سبتمبر القادم.