فيما ندا سلطان معلمة الموسيقى تقود ثورة الإصلاحيين بعد مقتلها برصاص الباسيج
الإيرانية ندا سلطان معلمة الموسيقى
طهران/ متابعات :أعلن متحدث باسم مجلس صيانة الدستور أن إعادة الفرز العشوائي لأقل من 10% من صناديق الاقتراع في 50 مركزاً انتخابياً أشارت إلى حدوث تزوير بثلاثة ملايين صوت لصالح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وبنسبة 100% من إجمالي أصوات الناخبين المسجلين في كشوفات القوائم الانتخابية، مشيراً إلى أن هذه النسبة قد ترتفع عند استكمال الفرز العشوائي لنسبة 10% من صناديق الاقتراع التي وجه بمراجعتها آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
لحظة إسعافها من طلقة في القلب
وفور إعلان هذا التصريح أصدر الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي بياناً جديداً إلى أنصاره طالبهم فيه بمواصلة الاحتجاج السلمي على تزوير الانتخابات، مشيراً إلى أنه إذا كانت مراجعة أقل من 10% من صناديق الاقتراع كشفت حدوث تزوير بنسبة 100% وبواقع ثلاثة ملايين صوت إضافية غير شرعية، فإن احتجاجنا لم يكن افتراءً ولن يتوقف حتى نستعيد الأصوات المسروقة ونطهر انتخاباتنا من الأصوات المزورة ونحمي الجمهورية الإسلامية من الكذابين والمرائين.إلى ذلك قامت قوات مكافحة الشغب الإيرانية بتفريق مظاهرة نظمتها المعارضة في ساحة «هفت تير» في وسط طهران إحياء لذكرى الفتاة الإيرانية ندا أغا سلطان التي قتلت برصاصة في صدرها، بالهراوات والغازات المسيلة للدموع.وانتهت المظاهرة التي تناقل الإيرانيون دعوة للمشاركة فيها عبر موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت «تويتر»، وضمت نحو ألف من أنصار موسوي، بعد حوالي ساعتين على بدئها. وكان حوالي 500 عنصر من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج انتشروا في ساحة هفت تير، التي ظلت مفتوحة أمام حركة السير.وقد حول الاصطلاحيون الإيرانيون مقتل «ندا» الفتاة ذات السبعة وعشرين ربيعا، والتي لا يزال قبرها مجهولا، إلى رمز لحركة الاحتجاج التي اندلعت عقب إعلان فوز الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي يطعنون فيها بالتزوير.وكانت مواقع الانترنت تناقلت اللقطات التي سجلتها كاميرا هاتف محمول للحظات اغتيال «ندا» برصاصة وجهها رجل من الباسيج مباشرة إلى صدرها، بينما كانت تقف رفقة والدها على جانب من إحدى الطرق في العاصمة «طهران» تراقب الاحتجاجات والمظاهرات.وتتضمن اللقطات تفاصيل لحظة قتل ندا أغا سلطان من البداية إلى النهاية يوم 20 يونيو عندما كانت تقف بجانب معلمة الموسيقى تشارك في مسيرة احتجاجية في طريق كارجار بمدينة طهران.وتظهر لقطة فيديو غير معروف تاريخ التقاطها، الفتاة ندا لحظة تلقيها الرصاصة في صدرها، وقد حملت هذه اللقطة على موقعي فيس بوك واليوتيوب، ثم انتشرت بسرعة عبر كثير من مواقع الشبكة العنكبوتية.وصاحبت اللقطة رسالة من شخص مجهول يقول إنه كان حاضرا عندما تم التقاطها. في الساعة السابعة و5 دقائق من مساء السيت 20 يونيو في طريق كارجار، وفي ركن يقطع شارعي خسرافي وصالحي، كانت الفتاة الصغيرة «ندا» تقف بجانب والدها، عندما استهدفها رجل «الباسيج» – قوات التعبئة - من سطح أحد المنازل.وأوضح الرجل الذي تضمن الفيديو رسالته يالقول : «الواضح أن القاتل استهدف توجيه رصاصته لقلبها مباشرة، ومن ثم لا يمكن أن يكون قد أخطأ هدفه. أنا طبيب ولذلك اندفعت بسرعة إليها في محاولة لانقاذها، ولكن دون جدوى لأن الرصاصة اخترقت بعمق صدرها، فماتت خلال دقيقتين.ويضيف: هذه اللقطة أخذها صديق لي كان يقف بجانبي، قائلا: من فضلك دع العالم يعرف عن هذه الضحية.ورغم أن الإعلام الحكومي الإيراني لم يذكر شيئا عن مقتل ندا، لكنها صارت خبرا في الإعلام العالمي، وعرضت قنوات فضائية لقطة الفيديو عدة مرات والدم ينزف من فمها وأنفها. واستخدمت صورة ندا أغا سلطان المولودة عام 1982 في تظاهرات نظمت الأحد 21-6-2009 في عدد من المدن مثل لوس انجليس واسطنبول، وكتب تحتها «هذه هي الديمقراطية الإسلامية».وفي حين لم يتسن التأكد من هوية الفتاة وعمرها من مصادر مستقلة، فإن الإيرانيين الإصلاحيين حولوها إلى أغنية فلكلورية لما يقولون إنها قصة لثورة ولأبرياء قتلوا في سبيلها.وبينما تحظر السلطات الإيرانية على وسائل الإعلام الأجنبية نقل أخبار المظاهرات والمواجهات الدامية، فإنها لم تستطع عزل إيران عن العالم، إذ صارت لقطة من كاميرا هاتف محمول قادرة على اختراق السياج الحديدية والوصول إلى أقصى مكان من العالم في جزء من الثانية عبر تويتر وفيس بوك واليوتيوب ومواقع أخرى.ويحكي أشخاص إيرانيون قصصا مصورة لما يحدث في بلادهم، وذلك عبر مقاطع فيديو مصحوبة بموسيقى وصور فوتوغرافية وشعارات وطنية، حتى يتابع العالم ما يقومون به وما يواجهونه.