غضون
* في غير مرة وجه فخامة رئيس الجمهورية بإخلاء بعض المواقع في عدن من المعسكرات وتسليمها للسلطة المحلية بغرض استغلال تلك المساحات لإقامة مشاريع استثمارية وحدائق عامة، وإعادة المقرات التي تم السطو عليها إلى أصحابها في الثقافة والفنون والآثار.. وقد نفذ جزء من تلك التوجيهات فقط، بينما لم يأبه المعنيون بالجزء الأكبر منها لأسباب مفهومة ولكنها غير مقبولة.فعلى سبيل المثال تقرر تحويل معسكر طارق إلى أكبر حديقة عامة في عدن تخدم المواطن وتخدم قطاع السياحة والاستثمار، ومع ذلك فجزء كبير من الأرض التي كان عليها المعسكر لم تسلم للسلطة المحلية، لأن القاعدة الإدارية للمنطقة الجنوبية تصر على البقاء هناك، رغم أن القاعدة الإدارية العسكرية تستطيع أن تحصل لها على مكاتب إدارية في مكان آخر.. كيف تريد إقامة حديقة عامة كبرى في الوقت الذي تعجز فيه السلطة المحلية عن اقناع الآخرين بتسليم أرض الحديقة كاملة.. لماذا لا يحترم المعنيون تلك التوجيهات وينفذونها من تلقاء أنفسهم؟! هل على الرئيس أن يقوم بنفسه بإنهاء التفاصيل الصغيرة؟* جزء من حرم المجلس التشريعي وهو موقع تاريخي معروف في كريتر لا يزال بحوزة أطراف أخرى لا علاقة لها بالتاريخ والتشريع.. ومقر اتحاد الفنانين سطا عليه نافذ بعد حرب 1994م وتملكه ثم باعه بعشرات الملايين على شخص آخر وذهب في حال سبيله وترك الفنانين يندبون حظهم في العراء.. دور السينما في عدن دمرت كما دمرت مواقع أخرى لأسباب عدة.. وبقيت أعين المتربصين تحدق فيها.. إن السلطة المحلية في عدن باتت صاحبة القرارات المتعلقة بشؤون المحافظة وأبنائها، والمواطنون وفي مقدمتهم النخب الثقافية يعلقون عليها الآمال في إنفاذ توجيهات الرئيس وفي إنفاذ القانون.. ومن واجبها أن تعمل كل ما بوسعها لاستعادة المباني والمقرات المصادرة وتلك التي سطى عليها نافذون ثقيلو المال خفاف البصيرة. مساء الجمعة جلست استمع إلى أدباء وفنانين وإعلاميين في عدن وهم يشكون إلى المحافظ والشكوى: مقر الاتحاد سطا عليه فلان.. الفنان فلان قعيد الفراش.. الأديب فلتان مريض..و ..و.. كلهم يشكون وكلهم يطلبون من المحافظ أن يحل المشاكل ويداوي المريض ويستعيد المنهوب..* حسناً.. المحافظ وكل المديرين التنفيذيين معنيون بتلبية هذه المطالب وتحريركم من تلك المظالم، لكن ما هو دوركم أنتم..؟ الاتحادات الأدبية والفنية والإعلامية معنية بحماية حقوق منتسبيها ولو استدعى الأمر المرابطة ساعة في اليوم عند باب المقر الذي سطا عليه نافذ أو عند باب الأديب الراقد على فراش المرض!