محمد رجب أبو رجببعد أن دخل العدوان الصهيوني يومه الثاني عشر ولم يبقِ فيه جيش الاحتلال قرية أو مدينة في جنوب لبنان وشماله ووسطه إلا وقصفها بطيرانه وبارجاته الحربية ومدفعيته حتى أن البعض منها قد دمر تماماًَ، بحجة ملاحقته وتدميره لمقرات (حزب الله)، في حين أثبت (حزب الله) وخلال هذه الايام قدرته على الصمود والرد على العدوان بتكتيك وكفاءة عالية تمكن من خلالها أن يطول بصورايخه المدن في قلب فلسطين، صفد، الناصرة، حيفا، وغيرها من الأماكن التي لم تستطع جيوش العرب في الوصول إليها في كل الحروب مع إسرائيل. والحاق خسائر بشرية ومادية عالية بالكيان الصهيوني، كل هذا يدفع بقيادات الاحتلال وبعد ان عجزوا على حسم المعركة وبعد أن بات يتفضح أمرهم يوماً بعد يوم دفع بهم للتحضير لاحتلال أراضٍ من جنوب لبنان وخلق وقائع جديدة على الأرض قبل عقد المؤتمر الذي يجري الحديث عنه في ايطاليا الاربعاء القادم.وهذا القرار قرار احتلال الجنوب أمريكي الصنع لأن المعركة وكما قلنا أصلاً أميركية بأداة اسرائيلية والهدف منها المساومة على مستقبل (حزب الله) بحيث يجري ترتيب الأمور وفق التصور الأميركي الصهيوني وها نحن نسمع رايس تتحدث عن شرق أوسط جديد، فإذا كنا قادرين على معرفة الأهداف التي تسعى لها اسرائيل ومن خلفها فكيف لنا ان نتصرف نحن العرب خصوصاً من كان يعتقد أن المسألة تتعلق بأسيرين ماذا عساهم فاعلون؟ وماعسى المجتمع الدولي الذي يلجأ إليه هؤلاء فاعل؟ وما عسى عرب أميركا ان يطلبوا من أميركا، وما عسى اتفاقات السلام التي وقعت مع اسرائيل فاعلة؟.. وهل يرى هؤلاء جميعاً أن عقد قمة عربية قبل يوم الأربعاء أصبحت ملحة، قمة عربية لا تفكر بالاستنكار، ولا بالإدانة، ولكن بأخذ قرارات تساند المقاومة، بقرارات تمنع التقدم الاسرائيلي البري واحتلال الجنوب، بقرار بقطع العلاقات مع اسرائيل ويسحب السفراء، بقرار تستخدم فيه كل الإمكانيات والثروات العربية للضغط على أمريكا حتى تكف عن التأمر على أمتنا العربية.هل سيفعل الأشقاء العرب ذلك؟يقول بوش واولمرت أن (حزب الله) سرطان ويجب اجتثاثه، إذا كان (حزب الله) سرطاناً فماذا تكون اسرائيل المزروعة في الجسم العربي منذ عام 1917م بقرار دولي وباغتصاب أعطى الشرعية الدولية.سنترك كل هذا للجماهير العربية ولأمتنا الإسلامية لتقرره .