مؤخرا, وفي 2010/10/14، تحديداً خطت صحيفة 14 أكتوبر في خطوة متقدمة من خطواتها التي عودتنا عليها في الماضي والحاضر.. وهي إذ تصدر ملونة إضافة إلى زيادة في عدد الصفحات إنما يضاف ذلك إلى رصيدها الذي بدأ مشرقا ولا يزال.ولعل الشكل الخارجي, أوالإخراج الملون للصحيفة, كما بدت مؤخرا, يأتي بالتزامن وجنبا إلى جنب مع محتواها الثري الذي يطمئننا بتحمله للأداء الفكري والثقافي والصحفي الرائع المحترم للعقل والطامح نحو التقدم والأمل في محاكاة المستقبل بعيدا عن عقدة انغلاق الفكر والحنين إلى الماضي بسذاجة والتوقف عن مجرد التغني بالأمجاد والأطلال.ومن متابعتي لها, وفي أكثر من مناسبة, أرى هذه المطبوعة اليومية تقدم لنا كل يوم جديدا يذكر بل ويفخر به, ورأيتها تحيي مناسبات لرجالات فكرية عظيمة, وتقدم طرحا فكريا ثقافيا يقدس العقل ويدعو إلى اعتماد لغة المنطق والتفكير بالاتجاه الصحيح, ذلك الاتجاه شاءت بعض التيارات التي تدعي, اعتباطا, الإسلام أن تمحي آثار كل جميل فيه من على خريطة الواقع لحساب تكريس لغة الجهل والتخلف.وإنها لمناسبة أن أعرج هنا على ما يتعرض له رئيس تحرير هذه الصحيفة الأستاذ أحمد الحبيشي من حملة ضارية تستهدفه شخصيا, ليس لشيء, ولكن لأنه عقلية أبت إلا أن تمخر عباب هذا الظلام المدلهم لتعيد إلى العقل احترامه ومكانته وشخصيته واعتباره أمام أولئك الذين يريدوننا أن نبقى عند حدود الإنتاج الفكري البليد الذي يصدرونه ليل نهار من على منابر وأماكن لم يكونوا ليحصلوا عليها بهذه السهولة لولا تقلبات هذا الزمن, على أنني هنا أشدد وأكرر أنني أتحدث عن المعظم في ذاك الوسط وليس المجموع, إضافة إلى أن الحديث عن هذا الوسط المتمترس بالدين لا يعني بأي حال من الأحوال التعرض للدين أو لأي من مقدساته.ولنا أن نسأل هنا: هل من الإسلام أن تسعى إلى تهم كيدية وتحريضات بل وتكفير لهذا الشخص أو ذاك؛ لأنه لم يتفق معك, أم لأن له نهجه الفكري الخاص, أم لأنه لم يقبل الخنوع والطاعة؟ومنذ متى كان الإسلام محصورا على شخص أو جهة بعينها نراها تصدر فرامانات التكفير وشهادات الإيمان ومفاتيح الجنة لمن تريد ومتى ما تريد؟.إنني أعرف أن هذه الأسطر لن تفي هذه القضية حقها, ولكن لا بأس من التعريج عليها بمناسبة دخول صحيفة 14 أكتوبر تاريخا جديدا, وهي الصحيفة التي عودتنا دائما, على سيرها نحو النهج التقدمي الذي نحن بأمس الحاجة إليه حاضرا ومستقبلا حتى لا نقع في الشباك التي يحاول البعض وقف رسالة الإسلام السمحة عند حدودها الضيقة.وإذ لا يستطيع قلمي الوفاء شكرا وعرفانا لزميلنا الأستاذ أحمد الحبيشي وهيئة تحرير الصحيفة, فإنني أشدد على أمنيتي الكبيرة في أن تظل هذه الصحيفة على هذا النهج حاضرا ومستقبلا؛ حتى يجد الجيل الحاضر أو الأجيال التي تليه مشعل نور للفكر الخلاق الجدير بالاسترشاد به, والسير في نهجه.[c1][email protected][/c]
(14 أكتوبر).. الرصيد المشرف دائما
أخبار متعلقة