شرم الشيخ (مصر) / 14 أكتوبر / رويترز:قال قادة أوروبيون وقادة عرب محافظون يوم أمس الأحد إن إسرائيل والفلسطينيين يتعين أن يحولوا وقف إطلاق النار الهش في غزة إلى سلام دائم يمنع أي تكرار للعنف.وقال الرئيس المصري حسني مبارك مضيف القمة في منتجع شرم الشيخ إن ثلاثة أسابيع من القتال في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل أظهرت الحاجة إلى اتفاق شامل.وقال في مؤتمر صحفي ختامي “إننا إذ نتطلع لنهاية هذه الصفحة الحزينة.. علينا ألا نفقد الأمل في السلام..وعلينا ان نعمل معا على دفع مسيرته بجهود جادة وعلى نحو عاجل.. فالسلام العادل والشامل هو الضمانة الحقيقية لأمن شعوب المنطقة.”وقال الملك عبدالله عاهل الأردن إن مبادرة عربية للسلام تعود إلى عام 2002 يتعين أن تظل حية. وأضاف “ما لم نفعل ذلك في العام الحالي فسوف نعود إلى الاجتماع مرة أخرى في المستقبل القريب جدا.”وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن العنف في غزة هو جزء من صراع عالمي واقترح عقد مؤتمر “لوضع أسس السلام خلال الأسابيع المقبلة”.ودعا مبارك القادة إلى شرم الشيخ كما أعلنت إسرائيل وحماس انتهاء حرب غزة التي قتل فيها أكثر من 1300 فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية. وقتل عشرة جنود إسرائيليين وثلاثة من المدنيين بصواريخ أطلقت من غزة.وقال دبلوماسيون إن الهدف هو استكشاف سبل تعزيز وقف إطلاق النار الهش بمعالجة مطالب الطرفين.ويعرض الأوروبيون مساعدة عسكرية وفنية للحيلولة دون تلقي حماس أسلحة من خلال التهريب إلى غزة وهو واحد من ابرز مطالب إسرائيل طوال محادثات الهدنة.كذلك تعهد المشاركون وهم قادة بريطانيا وجمهورية التشيك ومصر وفرنسا وألمانيا وايطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية واسبانيا وتركيا إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أن يضغطوا من اجل إنهاء الحصار الذي فرضته مصر وإسرائيل على غزة منذ يونيو حزيران 2007. ومنذ ذلك الحين سيطرت إسرائيل على غالبية الإمدادات إلى غزة كما رفضت مصر فتح الحدود للمرور العادي خشية أن تتخلى إسرائيل عن كل مسؤولياتها تجاه القطاع الفقير ذي الكثافة السكانية العالية.واعتبر عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن النقاط التي أثيرت حول التهريب سببها عملية “الخنق” الذي تعرضت له غزة وتساءل قائلا “ماذا يفعلون الا أن يحاولوا الحصول على أي شيء يحصلون عليه عن كل طريق يمكنهم التوصل إليه”.وأكد موسى أن موضوع التهريب ووقف التهريب يجب ان يرتبط بفتح المعابر ووقف الحصار معربا عن أمله أن يشهد عام 2009 عملية سلام جادة.وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون “هذا فشل للإرادة السياسية على مستوى الشعوب والقيادة. المجتمع الدولي بأكمله ولاسيما الدول العربية يتعين عليها أن تدعم هذه العملية دعما كاملا.”وقال بان انه يخطط لإرسال فريق لتقييم الاحتياجات الإنسانية إلى غزة لمعرفة ما تحتاج اليه.وعرض العديد من المشاركين من بينهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا إرسال سفن حربية إلى الشرق الأوسط للحيلولة دون تلقي حماس لشحنات أسلحة.وقال دبلوماسي إن هذا في حد ذاته تغيير في السياسة من جانب الأوروبيين الذين امتنعوا في السابق عن استعمال قواتهم المسلحة في مساعدة أي من الطرفين.وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون للصحفيين في طريقه إلى شرم الشيخ إن البحرية البريطانية ستنظم دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن لمنع تهريب السلاح.لكن مصر التي تعرضت لكثير من الانتقادات في العالم العربي بدعوى تعاونها مع الحصار الإسرائيلي لغزة خلال الأشهر الستة الماضية رفضت السماح بوجود قوات أجنبية في أراضيها كجزء من جهد لمكافحة التهريب.ومن ناحية ثانية قال مسؤولون إسرائيليون يوم أمس الأحد إن إسرائيل تدرس اقتراحا لمصر بزيادة عدد حراسها على الحدود مع قطاع غزة كجزء من الجهود المكثفة لمنع حماس من إعادة التسلح.وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت إلى ترتيبات أمنية جديدة مع مصر كسبب لوقف العمليات العسكرية في غزة من جانب واحد بعد هجوم استمر 22 يوما ولكنه لم يتطرق إلى تفاصيل.ورفضت إسرائيل طويلا زيادة قوة حرس الحدود المصرية على أساس أن ذلك يخالف اتفاق السلام المبرم في عام 1979 بين مصر وإسرائيل. وزاد اتفاق بين إسرائيل ومصر عدد حرس الحدود المصريين إلى 750 ولكن مسؤولين إسرائيل قالوا إن القاهرة اقترحت مضاعفة العدد إلى 1500.وقالت مصر إنها لن تسمح لقوات أجنبية أن تقوم بدوريات على جانبها من حدود غزة.وقال مسؤولون اسرائيليون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم إن قضية زيادة حرس الحدود المصريين أثيرت مع إسرائيل في محادثات بشأن انهاء الهجوم العسكري على غزة. وقال مسؤول “القضية لم تمثل مشكلة في المحادثات”.وقال دبلوماسيون إن واشنطن شككت في جلسات خاصة في رفض إسرائيل لمطالب مصر بزيادة القوات قائلة إن 750 من حرس الحدود المسموح بهم في ظل معاهدة 1979 ليس بالعدد الكافي للقيام بالمهمة.وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي “لن يكون امرأ استثنائيا لإسرائيل أن توافق (على زيادة) في الوقت الحالي على الرغم من أن التنفيذ سيمثل مشاكل فيما يتعلق بالإبقاء على ذلك التغيير بمنأى عن المعاهدة التي تحدد عدد القوات.”ولم يتسن الحصول على تعليق مسؤولين مصريين في الحال.وتريد إسرائيل من حرس الحدود المصريين أن يمنعوا الصواريخ والأسلحة الأخرى من الوصول إلى قطاع غزة.
عرب وأوروبيون يسعون لتحويل الهدنة في غزة إلى سلام دائم
أخبار متعلقة