واشنطن/14 أكتوبر/أندرو جراي وروس كولفين: نفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوة تقريرا بريطانيا نشر جاء فيه أن صورا لإساءات تعرض لها سجناء عراقيون تتضمن مشاهد اغتصاب فيما يبدو وانتهاكات جنسية هي من بين الصور التي تحاول واشنطن منع نشرها.وفي انتقاد لاذع على غير العادة هاجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقرير صحفية ديلي تليجراف البريطانية بينما ذهب البيت الأبيض الأمريكي إلى حد التشكيك في الصحافة البريطانية بشكل عام.ونقلت ديلي تليجراف في عددها الصادر الخميس عن الضابط المتقاعد من الجيش الأمريكي الميجر جنرال أنطونيو تاجوبا الذي أجرى تحقيقا عام 2004 في الإساءات في سجن أبو غريب العراقي قوله أن الصور تتضمن مشاهد «تعذيب وإساءة واغتصاب وكل سلوك شائن.»وذكر برايان ويتمان المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين أن الصحيفة أثبتت «عدم قدرتها على الحصول على الوقائع الصحيحة».وأضاف ويتمان قائلا «هذه المؤسسة الإخبارية حرفت محتوى الصور تماما. لا يظهر في أي من الصور المعنية المشاهد التي وصفت في المقال.»وذهب روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أبعد من هذا.ونوه جيبز «اعتقد انه إذا أجريت بحثا متواضعا على جوجل لن تجد في هذه الصحف الكثير من الحقائق التي تجمع عليها أكثر من 25 كلمة».وأضاف «دعوني أقول انه إذا أردت قراءة مجمل لأداء فريق مانشستر يونايتيد الليلة (قبل) الماضية في الدوري الانجليزي لكرة القدم قد أفتح صحيفة بريطانية. لكن إذا كنت أبحث عن شيء يدخل في إطار الأنباء الصادقة قد لا أكون واثقا تماما من أن هذا سيكون اختياري الأول.»وذكرت الصحيفة البريطانية أن صورة واحدة على الأقل تظهر جنديا أمريكيا يغتصب فيما يبدو سجينة وأن صورة أخرى يقال أنها تظهر مترجما رجلا يغتصب سجينا ذكرا.وأشارت الصحيفة أن صورا أخرى تتضمن اعتداءات جنسية بأشياء منها عصا وسلك وأنبوب لونه فوسفوري.ونقل عن تاجوبا قوله خلال مقابلة صحفية مع مجلة نيويوركر نشرت عام 2007 انه شاهد شريطا مصورا لجندي أمريكي في زي رسمي يغتصب سجينة من الخلف.وألحقت صور للانتهاكات في السجن الواقع خارج بغداد ونشرت عام 2004 ضررا بصورة الولايات المتحدة بينما كانت تخوض حربا متصاعدة مع مسلحين في العراق وأثارت استياء اً عميقا في أنحاء العالم الإسلامي.وقال ويتمان انه لا يعلم ما إذا كانت الصحيفة نقلت أقوال تاجوبا بدقة. لكنه لا يعلم باكتشاف أي صور مماثلة أثناء التحقيق بخصوص أبو غريب أو الانتهاكات بسجون أخرى.وأردف أن صحيفة تليجراف أخطأت أيضا عندما ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري أن بعض الصور التي يحاول أوباما منع نشرها عرضها التلفزيون الاسترالي من قبل.وأضاف للصحفيين «أدعوكم إلى توخي الحذر عندما ترون قصة تالية عن الصور في هذه الصحيفة بالتحديد. لقد أثبتوا الآن في مناسبتين على الأقل عدم القدرة على الحصول على الوقائع الصحيحة.»وضمن تاجوبا الذي أحيل إلى التقاعد في يناير عام 2007 تقريره مزاعم عن وقائع اغتصاب وانتهاكات جنسية.وتراجعت إدارة أوباما في وقت سابق هذا الشهر وقررت محاولة منع نشر الصور التي يسعى اتحاد الحقوق المدنية الأمريكي إلى الحصول عليها عن طريق إجراء قانوني.وقالت الإدارة في ابريل أنها ستلتزم بأمر محكمة بنشر الصور. لكن أوباما غير موقفه بعد أن حذر قادة عسكريين من رد فعل في العراق وأفغانستان قد يزيد المخاطر التي تواجه القوات الأمريكية.ونقلت تليجراف عن تاجوبا قوله انه يؤيد قرار اوباما عدم نشر الصور.وأفاد قائلا «لا أدرى ما الغرض الذي سيحققه نشرها سوى الغرض القانوني. وستكون العاقبة تعريض قواتنا للخطر وهم حماة سياستنا الخارجية في وقت تشتد فيه حاجتنا إليهم والقوات البريطانية التي تحاول بناء الأمن في أفغانستان.»وأضاف «مجرد وصف هذه الصور يكفي لتصوير الفظائع.»