[c1]الدراما الخليجية.. بين البكائيات والمعالجة الاجتماعية الهادفة[/c]عاشت الدراما الخليجية مرحلة نشطة من مراحل نجاحها خاصة في شهر رمضان المنصرم بعد ان سيطرت بشكل كبير على المشاهد الخليجي إن لم يكن العربي، حيث عرضت التلفزيونات ما يقرب من 20 عملاً درامياً تم إنتاجها في كل من الكويت والسعودية والبحرين والإمارات وقطر.إلا أن ما يأخذه البعض على هذه المسلسلات هو تكرارها لمواضيع زوايا التأثير الدرامي فيها معتمدة بشكل أساسي على ظلم المجتمع للمرأة ومنظر الدموع المتناثرة في كل حلقة، حتى انه ـ كما يقال ـ اصبح مسار القصة في هذه الأعمال واضحاً ومخمناً والنهاية معروفة للمشاهد. فهل اصبحت هذه الدراما ناجحة أكثر من الدراما المصرية؟ وما دور ذلك في معالجة القضايا الخليجية من الداخل بثقافتها ولغتها؟ هل نجحت في رصد بعض الظواهر الاجتماعية أم مازالت قاصرة؟ وما دور الرقابة في ذلك؟ أم ان البكائيات الرمضانية على الشاشة الخليجية ليس لها ما يبررها اجتماعياً كما يرى البعض؟.الفنانة الكويتية سعاد عبدالله تعتقد ان الفن من أهم الوسائل التي تلعب دوراً مؤثراً في خدمة القضايا الإنسانية، مشيرة إلى أن الدراما الخليجية انصفت المرأة ولكنها بحاجة إلى مزيد من الجرأة، وأضافت فن التمثيل هو الوسيلة الأقرب التي تلامس هموم الناس ومشاعرهم وتطرح قضاياهم، مبينة انه مع الاعتراف بالدور الكبير الذي تلعبه الفنون الأخرى كالموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها إلا أن فن التمثيل يغوص في أعماق النفس البشرية ليوصل الفكرة إلى الناس. وعبرت الفنانة الكويتية عن رضاها عن صورة المرأة الخليجية في الدراما مؤكدة ان الدراما الخليجية قدمت أعمالاً على مستوى متميز في السنوات الأخيرة وطرحت من خلالها قضايا المرأة بشكل جرئ ومنها مسلسل "حكم البشر" الذي قدمته قبل عامين وناضلت فيه المرأة للحصول على حقوقها كاملة. إلا أنها طالبت بالمزيد من الحرية في مناقشة القضايا الاجتماعية درامياً والتعمق في طرح هذه القضايا بدلاً من تهميشها، مشيرة إلى أن غياب القوانين خاصة تلك التي تحدد حقوق الطفل العربي، يعد من الامور السلبية التي تحتاج إلى جهود كبيرة لاستصدار مثل هذه القوانين التي تحفظ للطفل العربي حقوقه وتمنع ظاهرة الاعتداءات بحق الأطفال. من جانبها ترى الممثلة الكويتية مشاعل الزنكوي أن الدراما الخليجية تقدمت بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة وفرضت نفسها على شاشات الفضائيات لدرجة أنها غطت على الكثير من المسلسلات العربية الأخرى في شهر رمضان خلال العامين الماضيين. وطالبت الرقابة في دول الخليج بتخفيف يدها على النصوص الدرامية حتى تساهم في حدوث طفرة نوعية جديدة للدراما الخليجية ليكتمل تفوقها في ساحة الدراما العربية، موضحة أن مسلسل "عديل الروح" الذي شاركت في بطولته هذا العام مع خالد النفيسي وعبير احمد عن قصة الكاتبة فجر السعيد وإخراج البيلي احمد، يعد تجربة جديدة في الدراما الخليجية نظراً لانه يناقش الكثير من القضايا الحساسة في الكويت والخليج في إطار سياسي غير معتاد في الدراما الخليجية.جوزف حرب .. كتاب ضخم من الشعر الفكري[c1]المحبرة أكبر ديوان شعري عربي يحفل بالرموز الفكرية والصوفية وينتقل من الواقع فيتجاوزه إلى ما هو ابعد[/c]في الكلام المجازي يصح القول ان الشعر الفكري خاصة ذلك الذي يحافظ على قدر من البرودة الفكرية فيه ولا يذيبها.. هو شأن ذو ثقل يصعب انكاره.وعند الانتقال إلى ديوان "المحبرة" للشاعر اللبناني جوزف حرب قد يجد القارئ نفسه يواجه اختلاطاً للمجازي بالواقعي .. أي ثقل الموضوع الفكري بثقل آخر حسي هو كتاب ضخم ثقيل الحمل يتألف من 1723 صفحة تكاد تربو على القطع المتوسط، وزيادة في الشرح يزيد وزن الكتاب على ثلاثة كيلوجرامات بحوالي ربع كيلوجرام.صدر الكتاب عن دار "رياض الريس للكتب والنشر" برسم غلاف وتصميم فني لحسن ادلبي، أما الاهداء الذي استهل به هذا الكتاب الفكري السمات فكان "الى الموت" موضوعاته جدية بل موغلة في الجدية فلا ابتسامة فيها ولا حتى سخر يلتمع فيه شبه تبسم.توزعت صفحات الكتاب على عناوين ناطقة في غالبيتها هي التالية "الرائعة، رؤيا المحبرة، رباعية الخلق، المشابهات، راما، بوذا، الجنتي، زارا، لي بو، ارجونا، السيدة الشجرة، السيد الفأس، الجحيم، المقدس، الينابيع، الحرب، المرارات، السيرة المسائية لابن الصباح، الاجنحة، الناقد، صباحات. أما عنوان الكتاب أي "المحبرة" ففكري بامتياز، المحبرة كانت قديماً مصدر "دم" القلم، والقلم رمز للكلمة المكتوبة والكلمة والعقل صنوان أو توأمان منذ الفكر اليوناني القديم ثم في الديانات التوحيدية الكبرى ففي المسيحية في البدء "كان" او كانت الكلمة مع الله.. واسلامياً الله خلق القلم وعلم الإنسان ما لم يعلم.صدرت للشاعر ـ وهو الرئيس السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين ـ سبع مجموعات شعرية بين عام 1986م وعام 2004م بينها مجموعتان باللغة المحكية اللبنانية شعر حرب هنا يحفل بالرموز الفكرية والصوفية وينتقل من الواقع فيتجاوزه إلى ما هو ابعد.
|
ثقافة
مـدارات ثـقافـية
أخبار متعلقة