اعتزازاً بكل الجهود التي أسهمت في العمل على تحقيق وحدة الوطن اليمني في الـ 22 من مايو 1990م عبر مسيرة العمل الوطني، وما لتلك الجهود من تاريخ حافل بالبطولات ونحن نحتفل بأعياد الثورة اليمنية وبالذكرى الـ (42) لعيد الاستقلال الوطني، فإننا نؤكدالدور الكبير لثورة الـ (26) من سبتمبر 1962م دوراً كبيراً باحتفالنا بهذا العيد، لما لهذه الثورة الأم من دعم ومساندة في انطلاق وانتصار ثورة الـ (14) أكتوبر 1963م، ومؤازرتها لمختلف فئات شعب الجنوب اليمني على أحقيته وضرورة تحرره من براثن وبطش الاستعمار الانجليزي الغاشم، وبانطلاق ثورة أكتوبر من جبال ردفان الشماء هبت جميع فئات الشعب من طلاب وموظفين وعمال وجنود ومثقفين وفنانين ورياضيين وتجار وأحرار ونسوة لنصرة الثورة التي أطلق شرارتها الأولى المناضل الشهيد/ غالب بن راجح لبوزة، ذلك الشاب الردفاني الشجاع الحر، الذي رفض الوجود الأجنبي الاستعماري المحتل لجنوب اليمن ومعه خيرة الرجال، ليعلنوا يومها عبر فوهات الأحرار والثوار والمناضلين عن رسم لوحات الكرامة والشرق والاستبسال في الجبال والسهول والوديان والحقول وعلى طرقات المدن وشوارعها ومن سطوح المباني وأزقتها وعبر عملياتهم الفدائية ضد القوات البريطانية، والتي استمرت كلغة للحوار، بينهم وبين قوات الاحتلال لمدة أربع سنوات وشهر وستة عشر يوماً، تزمجر فيها أصوات بنادقهم العاشقة للحرية، لترتعب بها مدافع ودبابات وجنازير وقاذفات ورشاشات القوات البريطانية المحتلة، فاستطاع هؤلاء الثوار المناضلين الأبطال وخلفهم كل الأحرار ومحبي الحرية أن ينتزعوا النصر من مخالب أعتى قوة عسكرية في العالم حينها، بعدما قدموا العديد من التضحيات والشهداء، وتوجوا كفاحهم المسلح بالحرية والاستقلال لأرض وشعب الجنوب اليمني في الـ (30) من نوفمبر 1967م، من احتلال غاشم مكث على أرض وصدور اليمنيين (129) عاماً.انه العيد الـ (42) لذكرى عزيزة على قلوب اليمنيين وكل إنسان حر، حين تذكرنا اللحظات بقوافل الشباب والرجولة حين هبوا لميدان وشوارع وأزقة القتال ناشدين الحرية والاستقلال، ومعهم الفنانين الذين أشعلوا روح الفداء والكرامة نتذكر منهم الفنانين/ احمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي ومحمد محسن عطروش وآخرون من الكتاب والشعراء والصحفيين، وحتى لا ننسى هنا الدور الذي لعبته الحركة والأندية الرياضية في النضال الوطني في مرحلة الكفاح المسلح منذ انطلاق ثورة 14أكتوبر المجيدة من جبال ردفان في مواجهة الاستعمار البريطاني المحتل لجنوب اليمن، وكان للرياضيين وأنديتهم مكان خاص في تلك المرحلة التي شهدت العديد من العمليات الفدائية والمواجهات المسلحة بين الثوار والقوات البريطانية الغاشمة من خلال اشتراكهم جنباً مع زملائهم الفدائيين بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية على الدوريات والنقاط البريطانية وتأجيج الشعب على رفض الوجود البريطاني من خلال استغلال أنديتهم الرياضية لعقد الاجتماعات وتوزيع المهام على الفرق الفدائية وطبع وتوزيع المنشورات وتنظيم المظاهرات والمسيرات في جميع مناطق عدن ودورهم في تمويل الفرق المقاتلة في المناطق البعيدة بالسلاح والذخائر، وقدموا الشهداء أمثال الشهيد الحبيشي وحامد الشيخ وغيرهم من خيرة شباب الوطن.كما كان للمرأة دور بارز في حرب التحرير من خلال مشاركتها مع الفدائيين، فإلى جانب حملها السلاح جنباً إلى جنب مع المناضلين في مرحلة الكفاح المسلح، كان لها دور لا يستهان به في النضال حتى نيل الاستقلال الوطني في الـ (30) من نوفمبر 1967م في إشعال الحماس الوطني بين صفوف الشعب، ودفعها بالعديد منهم إلى حمل السلاح ورفض الوجود البريطاني على أرضنا اليمنية الطاهرة، ومساعدتها على تنظيم المظاهرات والمسيرات وقيادة بعضها، كما كان لها شرف المساهمة الفاعلة في حشد المواطنين لمقارعة الاستعمار من خلال مشاركتها في كتابة وتوزيع المنشورات، وتوصيل الأسلحة للثوار، وجمع التبرعات لصالح الفدائيين، وبيع مصوغاتها من الذهب لصالح العمل الفدائي، وقدمت كل غال ونفيس لانتصار ثورة أكتوبر حتى نيل الاستقلال، ومنهن نتذكر المناضلات/ نجوى مكاوي وعايدة علي سعيد وزهرة هبة الله وغيرهن ممن ساهمن وناضلن ودعمن مرحلة الكفاح المسلح.
أهلاً نوفمبر
أخبار متعلقة