14بغداد/ أكتوبر / (رويترز) : لدى القوى الخارجية خاصة إيران وعدوتها الولايات المتحدة مصالح كبيرة معلقة على الانتخابات العراقية المقررة يوم الأحد المقبل والتوترات السياسية وربما أعمال العنف التي قد تعقبها.ومع اعتزام الولايات المتحدة سحب قواتها بحلول نهاية 2011 تبدو ايران في وضع يؤهلها لمد نفوذها الذي كرسته في العراق منذ الغزو عام 2003 والذي تقول بعض الآراء انها الرابح الرئيسي منه.لكن طهران ستسبح ضد التيار القومي القوي في العراق الذي يعقد رغبتها في أن تتولى السلطة حكومة صديقة يقودها الشيعة ويفضل أن تكون معادية للولايات المتحدة.وعلى العكس يأمل الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تؤدي الانتخابات الى تولي حكومة أكثر علمانية تتمتع بقاعدة عريضة يمكنها الحفاظ على الاستقرار في العراق بما يسمح بضمان انسحاب سلس للقوات الامريكية.وتتبع كل من السعودية وتركيا وسوريا مصالحها لدى جار جعلته الصراعات الطائفية والعرقية والسياسية عرضة للتدخلات الخارجية.وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات “الدولة مازالت ضعيفة للغاية وسيادتها غير محكمة والطبقة السياسية فيها منقسمة وهو ما يكاد يكون بمثابة دعوة للتدخل الاجنبي.”وأضافت المجموعة “نفوذ ايران واضح ويمتد في شتى أرجاء البلاد وبين النخبة السياسية بل يتخطى حتى التقسيمات الطائفية.”وقالت المجموعة في تقرير قبيل الانتخابات ان طهران كرست “ السلطة اللينة” المتمثلة في الدبلوماسية والتجارة وصفقات الغاز والمساعدات لاعادة الاعمار والتبرعات الدينية بشكل أكثر فاعلية بكثير من الدول العربية التي تحاول كذلك مد نفوذها في العراق.وتفضل جميع الدول المجاورة عراقا موحدا ومستقرا. ولدى هذه الدول ما يدعو للخوف من أي تفجر للاوضاع الداخلية قد يكون من شأنه أن يدفعها لتدخل مباشر قد يشعل صراعا في المنطقة. لكنها لا تريد عراقا قويا بدرجة تسمح له بتهديدها.ويصدق العراقيون عن طيب خاطر ما يقال عن دعم دولة أو أخرى أحزابا عراقية أو ميليشيات أو انها ترسل مقاتلين عبر الحدود أو حتى تدبر تفجيرات.وعندما منعت لجنة يسيطر عليها الشيعة في يناير كانون الثاني نحو 500 مرشح من خوض الانتخابات المقررة يوم السابع من مارس اذار الجاري بسبب مزاعم عن علاقاتهم بحزب البعث المحظور اتهمت الولايات المتحدة وبعض العراقيين طهران بأنها وراء هذه الخطوة.وكان اثنان من أبرز ساسة السنة ضمن المحظورين مما أثار مخاوف من أن تفقد الانتخابات القادمة مصداقيتها في أعين الاقلية السنية التي قاطعت انتخابات عام 2005 وهو ما يقوض فرص المصالحة الطائفية.وتبنى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من زعماء الشيعة قرار الحظر متحدثين عن مؤامرات بعثية لم يحددوها.ونجحت قلة من المرشحين المحظورين الاستئناف ضد القرار. ولا يعتزم السنة مقاطعة الانتخابات هذه المرة لكن المسألة تهدد بانعاش التوترات الطائفية التي سعى المالكي لدفنها.وأضاف فالح عبد الجبار استاذ علم الاجتماع وهو عراقي مقيم في العاصمة اللبنانية بيروت “كانت محاولة ايرانية لاحراج المالكي.”ونفى أحمد الجلبي الذي يرأس لجنة المحاسبة والعدالة في حديث أدلى به لرويترز في الفترة الاخيرة أن تكون ايران وراء الحظر أو انه يستهدف السنة.وأضاف “من السهل القول بان هذا الامر طبخ في طهران لكن هل لديهم الوصفة.. ولماذا لا تكون الحقيقة أن عودة البعثيين طبخت في واشنطن.. من السهل قول ذلك أيضا.”وكان الجلبي ذات يوم هو السياسي المفضل في الولايات المتحدة وهو الان صديق لايران وأقر بأن القوى الخارجية تتدخل لكنه قال ان الامر يرجع للعراقيين في بناء مؤسسات قوية تمنع حدوث ذلك.
التنافسات الإقليمية في الانتخابات العراقية
أخبار متعلقة