قضية رياضية للنقاش
.. لاشك أنه من البديهيات على أي ناقد يريد الخوض في مشكلة ما أن يكون ملماً بها من جميع جوانبها.. عارفاً لخفاياها وأسرارها وألا يقتصر رأيه أو وجهة نظره على الجانب (المضيء) فيشيد به ويمجده - أو الجانب (المعتم) من المشكلة فيصب جام غضبه عليه.. بل عليه ان يحاول إضاءة الجانب - المعتم بنفس قوة إضاءة الجانب المشرق.وعلى من ينتقد ان يجد الحلول المناسبة وأن يضع نفسه مكان ذلك الشخص الذي يوجه له النقد.. هكذا تعودت أن أقول في كتاباتي، بل وحتى في مناقشاتي الجانبية وهي مشكلة خاصة تعودت عليها.. لأن هدفي الموسوم بالحياة يكمن أساساً على من شب على شيء شاب عليه.. وهي عادة تسبب لنفسي وكتاباتي أن أخسر الكثير من إمتيازات قادة الرياضة اليمنية لكن طالما وأنها ترضي ضميري أفضل الخسارة وطز بكل الإمتيازات!إنها من المشاكل المستعصية بالأندية .. نعم يا سادتي إنها أم المشاكل إلى درجة أن (بعض) قيادات الأندية الرياضية في بلادنا أصبحت تطلق عليها (بأزمة مستعصية) وهي (المخصصات المالية) الممنوحة لها من قيادة وزارة الشباب والرياضية التي يتراوح منحها لأندية الدرجة الأولى في حدود (الخمسة ملايين ريال) إن لم تكن أكثر (ونصفها) إن لم تكن هي الأخرى أكثر بقليل للأندية الرياضية لفرق الدرجة الثانية التي يبلغ قوامها 58 نادياً رياضياً على مستوى الجمهورية أما أندية الدرجة الثالثة البالغ عددها الخيالي لأكثر من 248 نادياً تقريباً إن لم تكن أكثر فلا أستطيع التعليق عليها سوى بكلمتين فقط حدث ولا حرج!! ليس لأنني أرفض أن يكون لها (تواجد) بالساحة الرياضية ـ وهذا حق مشروع لها ـ لخدمة أهداف التوسع الرياضي بالشارع اليمني لكن المنطق والواقعية يؤكدان أن الرياضة اليمنية هزيلة الإمكانيات بكل النواحي ـ لا تستحق أن تمنح الإعتراف لمن هب ودب ليصل العدد غير المقبول بهذا الشكل (اللافت للنظر) وليست (العبرة) بالكم وانما بمنطق الكيف.. والكيف المرتبط بالمعقول والمقبول.. لأن الرياضة اليمنية بأعداد سكان اليمن الـ (20) مليون نسمة.** ألستم معي أن هذا (الكم الخيالي) الهائل مرفوض (جملة وتفصيلاً) ومن يقول بقيادة وزارة الشباب والرياضة أو بعض رجال الإعلام الرياضي ورجالات قيادة اتحاد الكرة اليمنية وأيضاً قيادات الأندية الرياضية (نفسها) المعنية بأمر فرق (الدرجة الثالثة) التي (يحاول) بعض ان لم تكن غالبية قياداتها مع (تحريض) بعض الإعلاميين الرياضيين ذوي المصالح الذاتية التي تلعب بالبيضة والحجر لأغراض في نفس يعقوب أنها (مظلومة) والتي (كشف أسرارها) الاتحادان الدولي (الفيفا) والأسيوي لكرة القدم.. ولا أسمح لقلمي البوح بها، حتى أدع الطبق مستوراً.. ومع هذا أجد نفسي مضطراً للقول أن من يقول تطوير الرياضة اليمنية لن يأتي إلا بمثل هكذا توسيع لقاعدة فرق الدرجة الثالثة فهي أقوال جائرة تغلب عليها روح المبالغة والمزايدة وتحقيق المآرب البعيدة لتوسيع الجمعيات العمومية في انجاح ما هو (مرسوم لها) بالانتخابات الرياضية ما عدا ذلك فهو هراءً في هراء وحتى لا يفسر البعض من ضعفاء النفوس المريضة أن قلمي (ضد وجود أندية للدرجة الثالثة).. أقول لهؤلاء العكس هو الصحيح.. أنا مع وجود مثل هكذا أندية بشرط الكيف قبل الكم حتى لا تتحول أندية الرياضة اليمنية إلى أندية شبيهة بأندية الحواري .. وعلينا الإستفادة من تجربة الأندية الرياضية (المصرية) بمسابقات فئاتها الثلاث الأولى/ الثانية/ والثالثة وهي الأكثر توسعاً في عدد سكانها الـ 70 مليون نسمة لم نجد فيها ما أخترعته العقول الوطنية في حركتنا اليمنية البالغ تعداد سكانها الـ 20 مليون نسمة!!إذاً الأندية في تصاعد.. والمخصصات المالية بدرجة تحت الصفر ما هي الحلول؟.. يا سادتي الكرام.. ما كل ما يتمناه المرء يدركه خاصة إذا لا ننظر لبناء وتطور حركتنا الرياضية في مختلف اتجاهات التطور الذي يرتكز بنيانه الحقيقي مواكباً لأي تطور بالقاعدة الرياضية الرئيسية وهي وضع إستراتيجية علمية وفنية لإنجاح (الرياضة المدرسية) أولاً لأن بدونها لا وجود لأي تطور بقاعدة الرياضة اليمنية المنشودة والاعتماد الأساسي على الاهتمام بكل الألعاب الرياضية وليس بكرة القدم فقط وهذا العمل الجبار بحاجة ضرورية وماسة بوضع (إستراتيجية لحركتنا الرياضية) بشكل عام وكيفية البناء الحقيقي للأندية الرياضية على وجه الخصوص.إذاً.. هل نتفق هنا.. أن بالمال وحده يمكن أن نصنع للرياضة اليمنية والشبابية كل (المعجزات) لكن بدون النظر بعقلانية وواقعية لزيادة المخصصات المالية ستظل رياضتنا تحبو بل وستزداد كل (المنغصات) لهذا وبكل اختصار أقول:وكل القيادات الرياضية تعيش (اليوم) الواقع المرير للمخصصات المالية الممنوحة لها لأندية الدرجتين الأولى والثانية فقط فلم تف بالنجاح المطلوب على مستوى أندية الأولى فقط ويتأجل نشاط (الدرجة الثانية) من وقت إلى آخر والمصيبة أن البعض يصارع على (أندية الثالثة).. وصرفيات قيادات بعض الأندية الرياضية أصبحت تفوق الخيال لأن صرفيات بعض قادتها يسير بالإتجاه المعاكس لملذاتها على حساب الألعاب الرياضية وشبابها ولهذا ستظل مشكلة المخصصات مستعصية وأعتقد أنها ستبقى إلى ما شاء الله!!