كمبالا /14 أكتوبر/ رويترز: قالت السلطات في أوغندا يوم أمس الاثنين إن من يشتبه بأنهم إسلاميون متشددون صوماليون نفذوا تفجيرين بالعاصمة كمبالا ما أسفر عن مقتل 70 شخصا أثناء مشاهدتهم نهائي كأس العالم في مطعم وناد رياضي.وحامت الشبهات حول حركة الشباب المتمردة التي تزعم أن لها صلات بتنظيم القاعدة بعد العثور على رأس مقطوعة لمن يشتبه بأنه انتحاري صومالي في موقع أحد الانفجارين.ودمر الانفجاران حانتين مكتظتين بمشجعي كرة القدم يتابعون اللحظات الاخيرة من نهائي كأس العالم في مطعم اثيوبي الطابع وفي تجمع بناد للرجبي في كمبالا يوم أمس الأول الأحد.وكانت حركة الشباب الصومالية المتمردة هددت بمهاجمة اوغندا لارسالها قوات لحفظ السلام الى الصومال لدعم الحكومة التي يؤيدها الغرب.وأضاف فليكس كولايجي المتحدث باسم الجيش يوم أمس الاثنين «في أحد المكانين حدد المحققون هوية رأس مقطوعة لصومالي نشتبه في أنه ربما كان مهاجما انتحاريا.«نشتبه في أنها حركة الشباب (الصومالية) اذا أنها تتوعد بذلك منذ فترة».ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها بشكل فوري عن التفجيرين .واشاد قائد بحركة الشباب في مقديشو بالهجمات لكنه أقر بأنه لا يعرف ما اذا كانت من تنفيذ جماعته التي تقاتل للاطاحة بالحكومة الصومالية.وقال الشيخ يوسف عيسى القائد بحركة الشباب في مقديشو «أوغندا دولة كافرة تدعم ما تسمى بحكومة الصومال... نعلم أن أوغندا ضد الاسلام ومن ثم نحن سعداء للغاية بما حدث في كمبالا. هذه أفضل أخبار سمعناها على الاطلاق».وبين القتلى في تفجيري كمبالا أمريكي وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي ندد بما وصفه بهجمات جبانة تبعث على الاسى ان واشنطن مستعدة لمساعدة أوغندا في ملاحقة المسؤولين عن التفجيرين. كما نددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالهجمات على «مشاهدين ابرياء».واستهدف احد الهجومين مطعم القرية الاثيوبية في منطقة كابالاجالا في العاصمة كمبالا وهي منطقة جذب شعبي لمحبي السهر وكانت مزدحمة بمشجعي كرة القدم كما انها منطقة يرتادها الزوار الاجانب بكثرة. واستهدف الهجوم الثاني ناديا للرجبي كان يعرض المباراة.ويحمل شن هجومين متزامنين بصمات تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن والجماعات المرتبطة به.وابلغ جيمس كاكوزا وزير الدولة الاوغندي للرعاية الصحية الصحفيين «في مشرحة المدينة أبلغوني بوجود 70 جثة».وأضافت جوديث ناباكوبا المتحدثة باسم الشرطة ان عشرة من القتلى اما اثيوبيون أو اريتريون. وقالت السفارة الامريكية في كمبالا ان امريكيا قتل.وقالت جماعة (انفيزيبل تشيلدرين) الخيرية الامريكية ان أحد أعضائها ويدعى نات هين من ولمنجتون بولاية ديلاوير قتل في الانفجار الذي وقع في نادي الرجبي.وقام الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني بزيارة نادي الرجبي وقال «هذا يظهر لكم الاجرام والارهاب اللذين أتحدث عنهما... اذا كنتم تريدون القتال اذهبوا وابحثوا عن جنود. لا تفجروا من يشاهدون كرة القدم.»أما بيريكيت سايمون المسؤول الاعلامي بالحكومة الاثيوبية صرح لرويترز «هذا عمل جبان من جانب ارهابيي حركة الشباب».وغزت القوات الاثيوبية الصومال عام 2006 للاطاحة بحركة اسلامية عن الحكم في مقديشو. وتسبب ذلك في بدء تمرد اسلامي ما زال مستمرا.وفي ذروة الفرح في اللحظات الحاسمة في المباراة النهائية بين منتخبي اسبانيا وهولندا لكرة القدم أحدث التفجيران صدمة مروعة بين الناجين الذين وقفوا مذهولين بين الجثث وåµالمقاعد المتناثرة.وأضاف جوما سايكو احد الشهود خارج نادي الرجبي «كنا نشاهد كرة القدم هنا وعندما لم يتبق على انتهاء المباراة سوى ثلاث دقائق وقع انفجار... وكان مدويا جدا.»وطوقت الشرطة المدججة بالسلاح موقعي الانفجار وفتشت المنطقة بالكلاب المدربة على اكتشاف المتفجرات بينما ساعد الناجون الذين تملكهم الذهول في نقل المصابين بعيدا عن الحطام والانقاض.وتجتذب أوغندا ثالث أكبر اقتصاد في شرق افريقيا مليارات الدولارات من الاستثمارات الاجنبية وخاصة في قطاع النفط وأسواق السندات الحكومية بعد عقدين من الاستقرار النسبي.ولكن المستثمرين في أوغندا وكينيا المجاورة اللتين لهما حدود يسهل اختراقها مع الصومال يشيرون غالبا الى تهديد الاسلاميين باعتباره مبعث قلق خطير.وقال الكس فاينز رئيس برامج افريقيا بمؤسسة تشاتام هاوس البحثية بلندن «أعتقد أن من المؤكد أن الانفجارين سيجعلان تقييم المخاطر أعلى في اوغندا. اذا اتضح أنها حركة الشباب فمن المؤكد أن يزيد هذا مخاوف المستثمرين الغربيين وايضا المستثمرين الصينيين في اوغندا.»وانخفض الشلن الاوغندي انخفاضا طفيفا مقابل الدولار يوم أمس الاثنين بعد التفجيرين.وقالت سلطات السياحة في اوغندا انه لا داعي لقلق الزائرين بشأن «حادث فردي يحدث على فترات متباعدة».وفي كمبالا عبر السكان الصوماليون عن مخاوفهم من رد فعل عنيف.وأضاف بيشارو عبدي وهو لاجئ صومالي لرويترز «نحن خائفون ومحبوسون في منازلنا اليوم خشية انتقام محتمل من الاوغنديين. بعض الاوغنديين يقولون (اقتلوا الصوماليين).»وفي واشنطن قال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي ان اوباما «شعر بحزن عميق ازاء الخسائر في الارواح الناجمة عن تلك الهجمات المؤسفة والجبانة.الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة تطلبها الحكومة الاوغندية.»وأضاف الرئيس الصومالي شيخ شريف احمد لرويترز يوم السبت انه يشعر بقلق من تزايد عدد الجهاديين الاجانب الذين ينضمون للمتمردين الاسلاميين وقال انهم يشكلون خطرا متزايدا على الامن الاقليمي.وقال يوم أمس الاثنين «مسألة أن الضحايا كانوا يستمتعون بنهائي كأس العالم تعكس الطبيعة الشريرة والقبيحة للمنفذين والحاجة الى اجتثاث من لا يقدرون حرمة أرواح البشر من المنطقة.»وندد وليام هيج وزير الخارجية البريطاني «بالهجمات الجبانة في مناسبة ينظر اليها على نطاق واسع على انها احتفال بالوحدة الافريقية».