هل، فعلاً، الفقر مجرد ظاهرة اجتماعية؟ كما يحلو لبعض - ربما عن قصور في الفهم أو حتى من قبيل سوء التعبير - إطلاق هذا التصنيف على الفقر وتصويره بأنّه مجرد ظاهرة ليس إلا، شأنّه في ذلك شأن أية ظاهرة اجتماعية، سلوكية كانت أو مبتدعة من قبل بعض، تُمارس في أوساط المجتمع وهي غريبة عنه،.. ثمّ هل في هذا الفهم القاصر أو سوء التعبير، كما أسلفت، في تصنيف "الفقر" بأنّه مجرد ظاهرة اجتماعية، هل في ذلك؟ ما ينطبق حقاً على واقع وحقيقة "الفقر" بحجمه الكبير والواسع ومشكلته الاجتماعية الخطيرة وتأثيراتها وانعكاساتها المرة والضارة على حياة ملايين البشر من المواطنين والأسر الفقيرة في بلادنا وغيرها من البلدان النامية والفقيرة في مختلف أصقاع العالم؟ وهل في هذا التصنيف التشخيصي للواقع السائد للفقر، بحجمه ومشكلته وخطورته وتأثيراته وانعكاساته على حياة الملايين، كما أسلفت الذكر، ما يمكن اعتباره أو النظر إليه أنّه مجرد ظاهرة اجتماعية فحسب؟![c1]وأخيراً وليس آخر أضيف متسائلاً :[/c] هل هكذا وبكل بساطة يصح أن يُطلق مثل هذا التصنيف، بفهمه القاصر أو سوء التعبير، على "الفقر؟"، كأنّه مجرد ظاهرة عابرة كالظواهر الاعتيادية التي تسود أوساط المجتمعات بمحدودية حجمها وتأثيراتها وانعكاساتها، التي ليست ولا تبلغ إلى أدنى مستوى مما هو عليه الواقع السائد لمشكلة وخطورة الفقر؟!. إنني لأعجب أيما عجب!! أن تُختزل مشكلة "الفقر" على هذا النحو من التصنيف المزاجي العشوائي المغاير كلياً للحجم الحقيقي لهذه المشكلة وتأثيراتها الضارة والخطيرة على السواد الأعظم من المواطنين والأسر في مجتمعنا اليمني، كما تؤكد ذلك الإحصائيات الرسمية وتدلل عليه التقديرات البحثية، المحلية والخارجية، الراصدة لحجم هذه المشكلة وبؤر ومواقع تواجدها وانتشارها الواسعين في أوساط الغالبية العظمى من المجتمع على امتداد مناطق ومحافظات الوطن عامة. وإذاً، فإنني أصل، بعد كل ما تقدم، إلى الخروج بالاستخلاص المنطقي الذي ينبغي لنا التأكيد عليه، وهو أنّ مشكلة الفقر والفقراء في بلادنا، لا يمكن التعاطي معها من منطلق المنظور التشخيصي القاصر الناتج عن سوء الفهم أو التعبير لدى بعض من الذين يصنفون الفقر بأنّه مجرد ظاهرة اجتماعية ليس إلا!! وعليه أقول لهؤلاء إنّكم مخطئون يا هؤلاء كمن يغطي عين الشمس بمنخل، وينطبق عليكم المثل الشائع "الشبعان لا يحس بالجيعان" وللحديث صلة تفصيلية لاحقة بهذا الموضوع للأهمية.
الفقر ظاهرة اجتماعية؟
أخبار متعلقة