النقاط العشر التي تضمنها اتفاق 17 يوليو الموقع بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك لتنفيذ اتفاق فبراير كانت مدخلاً مهماً لنزع فتيل أزمة كانت قد استحكمت حلقاتها خلال الفترة الماضية ، وساد الظن بأن مكونات مغاليقها أكثر من مكونات مفاتيحها ،ولكن ما حدث أن الجميع كانوا على قدر من المسؤولية التي رأت أن نقاط الالتقاء أكثر من نقاط الأختلاف بين شركاء العمل السياسي في البلاد..وبالطبع هذا تصرف ومسلك كان متوقعاً من الساسة وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية لأنها تعي حجم الاستحقاقات الوطنية, واستوعبت ما يتطلبه الوطن وما ينتظره الشعب المكافح الصابر الذي هو مصدر السلطات, وهوالذي أعطى للعملية السياسية وللتعدد الحزبي والسياسي معناها الحقيقي وكان وسيظل هو الرقم الصعب والمهم في كل المعادلات السياسية في اليمن..وتأسيساً على ذلك ,فأن القوى السياسية والمنظمات الجماهيرية السياسية رأت خطورة أن تتجه البلاد إلى فراغ دستوري اليمن في غنى عنه, كما أنها حرصت على تقوية وتعزيز التجربة الديمقراطية السياسية اليمنية , وليس سهلاً عليها أن تترك حزباً واحداً أو قوى سياسية أو تذهب إلى صندوق الانتخابات القادمة , فيما تظل نفس الأحزاب والتيارات السياسية على هامش الفاعلية مع ما يعنيه ذلك من تشوه ومن إعاقة للعملية الديمقراطية السلمية السياسية الانتخابية..ولذلك كان الجميع على قدر عالٍ من المسؤولية وعلى قدر عالٍ من الوعي الحقيقي باستحقاقات المرحلة الراهنة والآتية , وكذا المرحلة المستقبلية المنظورة ومن اجل كل هذا جاء الاتفاق الحقيقي والحيوي في 17 يوليو2010م..مراقبون كثر رأوا في هذا الاتفاق انتصاراً جديداً لصوت الحكمة لدى القوى السياسية, وانحيازاً خيراً لصالح أبناء الشعب الذي ينتظر من هذه القوى ارتقاءً في قيم العمل الحزبي والسياسي, وتنمية لمفاهيم العمل السياسي في اليمن..ومثل هذه القيم والمفاهيم هي الثمرة التي يجب ان تقدمها القوى السياسية للرصيد الديمقراطي والسياسي للتجربة اليمنية في التعايش والمقاربة مع التعدد والمغايرة لأجل بناء البلاد ,ومن اجل تسييد مفاهيم السياسة لخدمة العمل الوطني ولذا فان المأمول استمرار وثبات هذه المقاربات المهمة من اقطاب العمل السياسي ومن النخب السياسية اليمنية ومن منطلق أن الاختلاف طريق مشروع , لكنه لا يمكن أن يفضي إلى القطيعة المفرطة , ولا إلى الخصومة والعدائيات المهلكة.وبكل اطمئنان يمكن أن نخلص إلى أن اتفاق 17 يوليو قد اوجد مناخاً ملائماً ليتعلم الجميع أن اليمن هو أولا في كل النضالات وفي كل التفاعلات ولقد تعلم الجميع أن ما يجمع شركاء العمل السياسي في اليمن, اكبر وأكثر مما يفرقهم وهذا ما أراد أن يؤكده للبلاد كلها اتفاق 17 يوليو. لكن الأجدر بالجميع شركاء اتفاق 17 يوليو ان يكونوا مستوعبين الاستحقاقات الآنية لهذا الاتفاق ولعل أهم هذه الاستحقاقات: الحرص على تبني خطاب إعلامي متزن و”معقلن” ... وكذا الحرص على عدم الوقوع في شباك صناعة التأزم للفضائيات العربية , والمواقع الالكترونية وصحف الإثارة..
انتصار لصوت الحكمة
أخبار متعلقة