قال المثل «شر البلية ما يضحك» وهذا ما نشهده اليوم من دعوة أمريكية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل وقف الاستيطان لا إله إلا الله فعلاً استطيع القول ودون حرج “لقد هزلت”. هذه هي الإدارة الجديدة التي راهنت عليها السلطة الفلسطينية وبعض الزعماء العرب، بل غالبيتهم، وما يبعث على الدهشة أن مسؤولاً عربياً رفيع المستوى يتحدث باسم العرب يؤيد هذا الطرح ويدعو إلى وقف الاستيطان مقابل التطبيع، ولكن سرنا ما سمعناه من الأخ وزير خارجية المملكة العربية السعودية السيد/ سعود الفيصل عندما تحدث صراحة في واشنطن عن السلام أولاً.لا أعرف لماذا نصر نحن العرب على السير في طريق التنازلات مقابل لا شيء، كل ما أعرفه أن الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها وبكل فصائلها الوطنية، كان هدفها تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وكل الدول العربية فتحت صدورها للمقاومة الفلسطينية ودعمتها من أجل تحقيق هدف التحرير، وبعد نكسة 1967م وهزيمة الأنظمة استمر الدعم للثورة الفلسطينية، ولكن حصل تراجع بالموقف العربي وبعض القوى الفلسطينية، وأصبح الحديث فقط عن الأرض المحتلة عام 1967م وهي الضفة الغربية، وقطاع غزة، والتي كانت خارج الاحتلال بعد نكبة 1948م، وضاعت في حرب 1967م، ثم تنازلنا في اتفاق أوسلو وخارطة الطريق، وصادرت إسرائيل أراضي واسعة من الضفة الغربية ومن القدس، وقامت ببناء الجدار العنصري، والذي ضم أفضل الأراضي، ومنابع المياه لصالح الكيان الصهيوني، وباتت قضية اللاجئين موضع مساومة ولم تعد من الثوابت الوطنية، وبعد الانقسام في الساحة الفلسطينية وحصار غزة، أصبح همنا فتح معبر رفح، وبعد مواصلة جيش وحكومة الاحتلال بناء المستوطنات، أخذنا نطالب بوقف الاستيطان؟؟من تحرير كامل التراب الفلسطيني، إلى أراضي غزة والضفة إلى خارطة الطريق إلى...... إلى !!!هل كان هذا يمكن أن يحصل لو لم يتم توقيع اتفاق أوسلو؟هل كان يمكن أن يحصل لو لم نفرط بالمقاومة الفلسطينية؟هل كان يمكن أن يحصل لولا تقديم التنازلات المتتالية؟هل كان يمكن أن يحصل لولا الانهيار بالموقف الرسمي العربي ومراهناته على البيت الأبيض، وتخليه عن مواقفه القومية وأصبح طابع القطرية هو الغالب؟هل يمكن لأحدنا أن ينكر ذلك إلا المكابر أو من يريد أن يغالط ويخدع نفسه؟ما زال أمامنا متسع من الوقت لنراجع سياستنا فلسطينياً وعربياً ونوحد الصف، ونعيد للمقاومة اعتبارها، ونعود لدعمها من دون حرج ومن دون خجل كما هو حاصل اليوم، حيث أصبح دعم المقاومة الفلسطينية تهمة يعاقب عليها القانون!!
أخبار متعلقة