الخليجيون يواصلون إستراتيجية الاستحواذ على الشركات العالمية
أبوظبي / وكالات :واصلت الشركات الخليجية خططها في الاستحواذ على حصص في الشركات العالمية، إذ أعلنت شركة الاستثمارات البترولية الدولية (أييك)، التابعة لحكومة أبوظبي، عن استحواذها على نسبة تبلغ 20.85 بالمائة من شركة نفط كوزومو اليابانية، رابع أكبر شركة نفط يابانية، بقيمة تبلغ 780 مليون دولار. وتشكل هذه الصفقة إحدى خطوات الشركات الخليجية في شراء حصص في الشركات الدولية.ووفقا لمعهد التمويل الدولي فإن الشركات الخليجية قامت بتملك شركات وموجودات أجنبية تفوق قيمتها 50 مليار دولار عام 2006 فقط. بالرغم من أن منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) قالت في دراسة متخصصة أن خطى الاندماج في دول مجلس التعاون الخليجي تسير بوتيرة بطيئة. وأرجعت السبب إلى هيمنة الشركات العائلية أو الإدارات الفردية والتركيز على الأهداف الربحية في الأمد القصير.ولعل أبرز الاستحواذات الخليجية التي أعلنت مؤخرا تتمثل في شراء الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» وحدة البلاستيكية في شركة جنرال إلكتريك الأميركية مقابل 11.6 مليار دولار، وعرض بورصة دبي لشراء بورصة أو إم إكس السويدية بـ 4 مليارات دولار، وهو العرض الذي تفوق على عرض سابق لبورصة ناسداك الأمريكية بـ3.7 مليار دولار. كذلك عرض «دبي لصناعة الطيران» للاستحواذ على مطار أوكلاند النيوزيلاندي بملياري دولار، وصفقة «دبي العالمية» لشراء إم جي إم ميراج لتطوير وسط مركز لاس فيغاس بـ 5 مليارات دولار، وصفقة «طاقة» لشراء شركة «نورثروك ريسورسيز» الكندية في منتصف شهر أغسطس الماضي بملياري دولار، وصفقة مركز دبي المالي قبل يومين لشراء شركة للخدمات المالية بـ 1.8 مليار دولار. وتتفاوض قطر حاليا لتملك سلسلة محلات سينزبري البريطانية بمبلغ 21 مليار دولار، إضافة إلى محاولتها شراء حصة ناسداك الأميركية في بورصة لندن مقابل 1.8 مليار دولار وهو ما يعني أن إجمالي الصفقات الخليجية في التسعة شهور من العام الجاري، سيفوق مبلغ الخمسين مليار دولار التي تشكل إجمالي الاستحواذات في عام 2006 بأكمله.وتعد صفقة شركة أيبيك من اكبر الاستثمارات لدولة الإمارات في اليابان في مجال النفط، الذي يعتبر من أهم أشكال التبادل التجاري بين البلدين، خاصة في ظل أن صادرات الإمارات من النفط الخام إلى اليابان تمثل أكثر من 40 في المائة من إجمالي صادراتها النفطية.وتتقدم الاستثمارات الإماراتية قاطرة الاستحواذات الخليجية المتواصلة منذ الارتفاع القياسي في أسعار النفط العالمية، والتي تقدر بنحو 1.5 تريليون دولار في الخمس سنوات الماضية.وقال خادم عبد الله القبيسي العضو المنتدب لشركة أيبيك، إن هذه الصفقة تعزز من مكانة «أيبيك» في آسيا والشرق الأقصى في مجال الاستثمار البترولي. وأضاف «سيساهم استثمار شركة أيبيك في شركة كوزمو بتحقيق خططها وأهدافها المستقبلية مثل العمل على تحديث وتطوير المصافي الحالية إضافة إلى تصدير المنتوجات البترولية إلى الأسواق الآسيوية وسوق الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية». وبحسب القبيسي، فإنه يوجد حاليا في السوق الياباني 29 مصفاة بطاقة تكررية تبلغ نحو 4.9 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن هذا القطاع شهد عمليات دمج كبيرة خلال العقدين الماضيين وان قطاع التكرير في اليابان مرشح لعمليات دمج أخرى وذلك لخفض تكاليف التشغيل مما سيؤدي الى زيادة أرباح هذا القطاع.وتحتل شركة كوزمو المركز الرابع من حيث الطاقة التكريرية الإجمالية حيث تبلغ طاقتها التكريرية 635 ألف برميل يوميا، موزعة على اربع مصافي وهي 240 ألفا لمصفاة شيبا و80 ألفا لمصفاة ساكاي و140 ألف برميل لمصفاة ساكايدي و175 ألف برميل لمصفاة يوكايشي. وتمثل واردات كوزمو للنفط الخام من أبوظبي ما يقارب 29 في المائة من إجمالي الطاقة التكررية للشركة.