في قمة ثأرية ساخنة وإعادة لنهائي غانا 2008
بنغيلا (أنغولا) / 14 أكتوبر / متابعات :سيكون ملعب «اومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا غراسا» في بنغيلا اليوم الاثنين مسرحاً لقمة ثأرية ساخنة بين الكاميرون الوصيفة ومصر بطلة النسختين الأخيرتين ضمن الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في أنغولا.وتسعى الكاميرون، الساعية إلى لقبها الخامس في التاريخ بعد أعوام 1984 و1988 و2000 و2002، إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وستكون أولويتها الثأر من الفراعنة الذين «أذاقوهم المر» في النسخة الماضية عندما تغلبوا عليهم مرتين: الأولى في المباراة الافتتاحية 4 - 2، والثانية في المباراة النهائية بهدف محمد أبو تريكة أحد أبرز الغائبين عن صفوف المنتخب المصري في النسخة الحالية بسبب الإصابة.كما تسعى الكاميرون إلى وقف التفوق المصري عليهم لأن الفراعنة تغلبوا عليهم أيضا 1 -صفر في تصفيات مونديال 2006، بالإضافة إلى إيقاف الرقم القياسي للمنتخب المصري في السجل الخالي من الخسارة في البطولة الإفريقية والذي وصل إلى 16 مباراة كانت بدايتها بالتعادل مع الأسود غير المروضة صفر-صفر في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لنسخة تونس 2004، وتقليص الفارق بين المنتخبين في عدد الانتصارات في المواجهات المباشرة حيث يتفوق المنتخب المصري بـ10 انتصارات مقابل 5 هزائم في 22 مباراة جمعت بينهما حتى الآن، ومن ثم حرمانهم من التتويج الثالث على التوالي وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ النهائيات منذ النسخة الأولى عام 1957، وستكون مواجهة اليوم الاثنين الثالثة والعشرين بين المنتخبين والسابعة في النهائيات القارية حيث يتساويان فيها بثلاثة انتصارات للكاميرون 1 -صفر عامي 1988 و2002 و2 - 1 عام 1996، ومثلها لمصر 1 -صفر عامي 1984 و2008 و4 - 2 عام 2008، فيما تعادلا مرتين صفر-صفر عام 2004 وبالنتيجة ذاتها عام 1986 في المباراة النهائية التي حسمها الفراعنة بركلات الترجيح 5 - 4.لكن المنتخب الكاميروني يدرك جيدا أن تحقيق هذا الإنجاز لن يكون سهلا خصوصا في مواجهة منتخب أكد منذ بداية النسخة الحالية أنه جاء إلى أنغولا من أجل الدفاع عن لقبيه الأخيرين وتأكيد سيطرته القارية وتعويض خيبة أمله الكبيرة في عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وما تحقيقه 3 انتصارات متتالية ومستحقة على كل من نيجيريا 3 - 1 وموزمبيق وبنين بنتيجة واحدة 2 -صفر، إلا دليل واضح على مدى استعداد الفراعنة لمواجهة أي منتخب يعترض طريقهم أقله نحو المباراة النهائية.وأبلى الفراعنة حسنا حتى في ظل غياب قوتهم الهجومية الضاربة والمتمثلة في أبو تريكة ومحمد بركات وعمرو زكي بسبب الإصابة، وأسكت المدير الفني شحاتة منتقديه وبات بدوره في طريقه إلى تحقيق إنجاز تاريخي بالتتويج للمرة الثالثة على التوالي ومعادلة إنجاز مدرب غانا شارلز غيامفي الذي قاد منتخب بلاده إلى الظفر بها 3 مرات أعوام 1963 و1965 و1982.في المقابل، عانت الكاميرون الأمرين للتأهل وتدين به إلى الأهداف الثلاثة التي سجلتها في مرمى زامبيا (3 - 2) في الجولة الثانية بعدما خسرت الأولى أمام الغابون صفر-1، وتعادلت بشق الأنفس مع تونس 2-2، علما بأنها حولت تخلفها أمامها مرتين.وتساوت الكاميرون وزامبيا والغابون في صدارة المجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط وتم اللجوء إلى الأهداف المسجلة في المواجهات المباشرة، فانتزعت زامبيا الصدارة لتسجيلها 4 أهداف أمام الكاميرون (3 أهداف) وخرجت الغابون خالية الوفاض لتسجيلها هدفين فقط الأول في مرمى الكاميرون 1 -صفر، والثاني في مرمى زامبيا (1 - 2).أما مدرب الكاميرون الفرنسي بول لوغوين فأكد أن فريقه «سيكون خطيرا أمام المنتخب المصري»، مضيفا «إن خبرة لاعبيه ونجاحهم في العودة في نتائج المباريات (أمام زامبيا صفر- 1 إلى 3 - 2، وتونس صفر- 1 و1 - 2 إلى 1-1 و2-2)، دليل على قوة هذا المنتخب وقدرته على تحقيق النتائج الايجابية في كل مباراة».عانى لوغوين من الأخطاء الدفاعية وتحديدا من المخضرم ريغوبرت سونغ بالاضافة إلى بطء المخضرم الثاني جيريمي نجيتاب، وهو اضطر إلى الاحتفاظ بهما على مقاعد الاحتياط في المباراة الأخيرة أمام تونس وإشراك لاعبين شباب ارتكبوا بدورهم أخطاء سجلت منها تونس هدفين ، وقال لوغوين: «تجديد دماء المنتخب أمر طبيعي وضروري، دوري هو اتخاذ القرارات التي يراها البعض صعبة لكنها تبدو لي صائبة وفي صالح المنتخب الكاميروني»، مضيفا «يجب إشراك اللاعبين الذين لا يتمتعون بخبرة كبيرة ولم يلعبوا مباريات دولية كثيرة، يجب أن نكون جريئين في تصرفاتنا حتى لا نندم فيما بعد. كل هذه التبديلات تمكنني من الإعداد بطريقة جيدة للمونديال ومن تقييم أداء اللاعبين وتشكيل منتخب قوي. لم أستبعد أي لاعب لكني أرصد الجميع».من جهته، قال سونغ ان «المباراة ستكون قوية»، مضيفاً «أعرف أن الشعب الكاميروني يتوقع منا الكثير، لكن يجب أن نتعلم أنه في كرة القدم لا يمكن الفوز في جميع المباريات».واستعد المنتخب المصري جيدا لمواجهة الكاميرون مستفيدا من تأهله المبكر إلى الدور ربع النهائي ما مكن مديره الفني شحاتة من إراحة 6 لاعبين أساسيين في المباراة الأخيرة أمام بنين.ويملك المنتخب المصري أفضل خطي دفاع حيث دخل مرماه هدف واحد إلى جانب كوت ديفوار وهجوم سجل 7 أهداف في البطولة.وقال شحاتة «ندرك جيدا صعوبة المباراة، الكاميرون ترغب في الثأر ونحن نسعى إلى الدفاع عن اللقب. ستكون المباراة قوية، لكن معنوياتنا عالية وسنواصل الحفاظ على تركيزنا ومواصلة انتصاراتنا».