القسم الأولأثناء ترحاله من بلد لآخر ومن قرية لأخرى وصل احد الغجر اسمه (فرقع لوز) عند الفجر إلى بلدة صغيرة وحينما بدأ ينصب فيها خيمته المكونة من ملاءات مرتقة بألف لون ولون لاحظ أن لا أحد يهتم بوجوده فليس هناك أطفال صغار يلتفون حوله ولا أشخاص كبار يسألونه عن شيء.أخذ (فرقع لوز) يسير هنا وهناك في انحاء القرية ولشدة دهشته وجد جميع المحال مغلقة والنوافذ كذلك وجدت القرية كأنها مهجورة تماماً من سكانها.. قال (فرقع لوز) محدثاً نفسه: "لعل أهالي هذه القرية ينامون حتى الظهر".لكن حينما ارتفعت الشمس وسط السماء وأشتد الحر.. رأى أن الحال بقى كما هو عليه فلا أحد فتح دكانه أو شباكه ولا أحد يذهب إلى حقله ولا بائع متجول يسير منادياً على بضاعته.. أخذ فرقع لوز يتجول بين الحواري والازقة لكنه لم يقابل مخلوقاً واحداً وحينما وصل إلى أطراف البلدة شاهد رجلاً يهرول خارجاً وقد حمل فوق ظهره صرة ملأها بما استطاع من ملابس وأوان وقد بدا على وجهه الخوف والذعر فسأله فرقع لوز: "ماذا بك أيها الرجل الطيب؟ وأين سكان هذه القرية الآمنة"؟قال الرجل وهو لا يكف عن السير بسرعة:ـ قرية آمنة؟! انك غريب بلا شك.. انها لم تعد آمنة.سأله فرقع لوز وهو يحاول أن يلحق به:ـ ماذا تقول؟ وما الذي يهدد آمنها وسلامتها؟قال الرجل وهو لايزال يسرع الخطى:ـ انها أصبحت غير آمنة منذ ان حل بها تنين عملاق يلتهم في طلعة كل يوم واحداً من الأهالي فخافوا جميعاً على أرواحهم وأولادهم وتركوها وهربوا بعيداً خارج حدودها وأنا آخر من استطاع الهرب لذلك ليس عندي وقت لا تحدث معك أكثر من ذلك وان قبلت نصيحتي فلا تتردد في الهرب أنت أيضاً والنجاة بجلدك لان التنين العملاق لن يرحمك وهو يشم رائحة البشر من بعد سحيق ولا قبل لك بمقابلته فمن جرؤ على ذلك كان مصيرهم الاستقرار في جوفه الذي لا يشبع حتى لو تصدت له عصبة بأكملها من الرجال الاشداء!قال فرقع لوز بسرعة:ـ لكن ان تخلصت من هذا التنين هل تعودون إلى بلدتكم ثانية وتقيمون بها؟قال الرجل وهو لايزال يسرع:ـ بالطبع، وتأكد انني سأكون شاهداً على ذلك ان استطعت ان تخلصنا منه وسوف ابلغ العمدة فوراً ان حدثت هذه المعجزة.. يا.. ما اسمك؟ـ فرقع لوزحينما بزغ فجر اليوم التالي سمع فرقع لوز رعداً قوياً كأن السماء توشك ان تنطبق على الأرض بينما أخذت الأرض تهتز بشدة من تحته مما جعل الخيمة تسقط وقد تطايرت أوتارها الخشبية كأنها عيدان كبريت تسبح في الهواء.وفجأة بدأت الدنيا تظلم كأنما غطت الشمس سحابة سوداء!أدرك فرقع لوز ان التنين العملاق قادم لا محالة كان منظره رهيباً.. مخيفاً.. وحجمه ضخماً كأنه جبل متحرك.. ومخالب يديه ورجليه تبدوان كأنهما حراب مسننة وعيناه يتطاير منهما شرر ولهب ودخان كأنهما بركان مجنون أنفجر لتوه..! يتبع في الأسبوع القادمإعداد/ ميسون الصادق
عيد فرقع لوز
أخبار متعلقة