متابعة/ عبدالله الضراسيشكلت منذ أيام قلائل في محافظة لحج لجنة تحضيرية برئاسة وكيل محافظة لحج الاخ / محسن النقيب بغية الاعداد والتحضير لانعقاد (دورة) جديدة لمهرجان القمندان والذي مرت عدة سنوات على مهرجانه السابق .وفعلاً فقد مثل قيام تقليد مهرجان القمندان (قراءة فنية وبحثية) لنسيج (امير الغناء العبدلي) في مسار الاغنية اللحجية ، لكون لحج الخضيرة كانت (مزاراً) يأتي اليها شعراء للوقوف امام مثلثها (الماء والخضرة والوجه الحسن ).وبهذا الصدد قال الناقد والباحث الاخ / عياش صالح الشاطري في دراسته الموسومة (الاغنية اللحجية ورقصاتها) :لقد حبا الله لحج بجمال طبيعي ومنحها ماءً زلالاً ورقد الحب على اكتافها سنيناً طوالاً ، وحيثما تلتفت تجد مبتغاك فاكهة وخضرة وماء ووجهاً حسناً.وهي من أبرز المناطق اليمنية التاريخية ، حيث قصدها الشعراء لينعموا بخيراتها لتجود قرائحهم فهي ملهمة موحية حيث قال فيها الشاعر العربي الكبير عمر بن ابي ربيعة :[c1]تقول عيسى وقد وافيت مبتهلاًلحجاً ولاحت لنا الاعلام من عدنمنتهى الأرض ياهذا تريد بنا فقلت كلا ولكن منتهى اليمن[/c]ويضيف الاخ الباحث عياش صالح الشاطري هكذا هي لحج خلقت في مبدأ الخلق والابداع لتكون محراباً للفن وترتيل آياته كان لابد من ان تلد فوق ما ولدت وجدانها الانساني وحاستها المرهفة ومشاعرها الخلاقة المبدعة ، في مجموعة من ابنائها حيث يصلون كل ذلك بأنامل الفن الخالدة وحناجره الصداحة ، إذا ما سمعوا المياه في خريرها حيث جعلوا من ذلك الخرير (لحناً) يرهف المشاعر وكان احساسهم بجمال الطبيعة جعلهم يصوغون أعذب الكلام وارقه واذا حنت السماء وضجت رعداً أو برقاً، وتنحنحت الجبال نافضة أو تدافعت القطعان في الاودية الشعاب من خلف الرعاة وانتعشت قلوبهم وارتعشت اجنحة الخيال فيهم تمخضت (ايقاعات) ترقص الحجر والشجر .[c1]لحج الغناء ورقصاتها[/c]ولهذا كانت هذه المدينة - لحج - بحكم امتلاكها على مدار عقودها الزمنية السابقة خاصة حينما كان (الحسيني ) واديسها الزلالي يشق اراضيها الزراعية حتى تحولت هذه البقعة اللحجية الحسينية إلى (مزار) يرتاده أناس حتى من خارج لحج لما كان يتمتع من ملامح الخضرة والماء الزلال ومفردات (المشتل) الحسيني الزراعية المتميزة وخاصة (فاكهة العباسي) ذات القشرة البنية الخارجية وذات المذاق العسلي ويتوسطها (قزية سوداء) وهي كما يقال من مزارع الهند .لهذا كان امام هذه الطبيعة الخلابة لابد ان (يتراكم) تراث غنائي ورقصي (كانعكاس مادي فني) وهي بذلك تكون اكثر المناطق اليمنية غنى بمروث الرقص الشعبي .وقد قال الاخ الباحث عياش صالح الشاطري بهذا الصدد : لهذا تعد لحج واحدة من المناطق اليمنية التي اشتهرت بشعرها الغنائي ،اما في عصر ما قبل القمندان فقد كانت الاغنية اللحجية تغنى على نمط ( الرقصات الشعبية) الرزحة + الدحفة + الدمندم + الشرح + الزفة + رقصة الحناء) .وأما (الدان اللحجي) فقد تميز في فترة ما قبل القمندان بهذين اللحنين :1- وامرحبا بالهاشمي2- واطير كف النواح[c1]فن الغناء القمنداني اللحجي[/c]وثمة مكانة غنائية كبيرة لامير الطرب اللحجي (شعراُ والحاناً) حتى ارتبطت الاغنية به رغم وجود (قامات فنية) لحجية كان لها نصيب الأسد في مفردات المشهد الغنائي اللحجي ولكن لمكانة الشاعر العبدلي الفنية والاجتماعية والادبية جعلته أميراً متوجاً لمشهد الغناء اللحجي .حيث تحدث بهذا الصدد الباحث عياش صالح الشاطري قائلاً بهذا الصدد : ( يرتبط تاريخ شعر الغناء في لحج باسم هذا الشاعر لما له من اسهامات ادبية رائعة ، ومن الإنصاف القول ان القصيدة الغنائية على يده وفي زمنه وصلت من النضج حداً بعيداً وله يرجع الفضل في تطورها وانتشارها فهو قد استطاع بما لديه من موهبة وبما امتلكه من مقومات أدبية الارتقاء بمستوى القصيدة الغنائية شكلاً ومضموناً واكسابها من الخصائص الفنية ما جعلها تقف بموازاة القصيدة الغنائية الصنعانية ذات الشهرة الواسعة وفي زمنه اشتهر فن الغناء في لحج واتسعت رقعة جمهوره اتساعاً لم يسبق له مثيل ).[c1]خلاصة القراءة[/c]وهكذا نرى فان قرار محافظ لحج الجديد تشكيل لجنة تحضيرية للوقوف امام قيام دورة جديدة لاحياء مهرجان القمندان امر من شأنه اعادة الاعتبار لاحدى محطات لحج الفنية والغنائية وكذلك الوقوف امام (مفردات فنية وبحثية) لم يتم الوقوف امامها من سابق والأهم من هذا وذاك ادراجه كتقليد فني حتى كل ثلاث سنوات ليدخل بذلك ضمن تقاليدنا الفنية والغنائية لكونه أي فن الغناء اللحجي والفلكلوري - معيناً غنائياً لم ولن ينضب .
|
ثقافة
إضاءة على هامش مشروع مهرجان (القمندان) القادم
أخبار متعلقة