إعداد / ابتسام العسيري :يصادف يوم 24 مارس الحالي اليوم العالمي لمكافحة مرض السل المعروف عند الكثير بأنه الموت المؤكد ، ومرض السل من الأمراض المعدية التي تصيب رئة الإنسان مسببة له التهابات حادة إذا لم يتم علاجها والتنبه لحدتها لا تفتأ أن تتطور وتتحور إلى ورم يتغذى على الرئة حتى يتلفها وبالتالي تحدث الوفاة .. بالرغم من خطورة المرض إلا انه يمكن علاجه نهائيا وتفادي خطورته إذا ما أكتشف مبكرا وكان هناك التزام تام في تعاطي العلاج والالتزام بالإرشادات والنصائح الصحية التي يلزم إتباعها بهدف الشفاء والوقاية منه .. وما يجب معرفته بأن إجراء الفحوصات الطبية الدورية من شأنها أن تكشف المرض مبكرا وبالتالي تجنبه.. وفي هذا العرض نقدم نبذة عن هذا المرض حتى نضع القارئ أمام أهم التفاصيل المتعلقة به بحسب تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية والبرنامج الوطني لمكافحة السل . [c1]مرض السل [/c]السل مرض معد تسببه جراثيم تسمى عصيات السل، هذه الجراثيم غالبـا ما تهاجم الرئة، حيث تتكاثر هناك وتعمل على تشريب أنسجتها، فيجد الإنسان صعوبة في التنفس ويشكو من السعال، ويمكن أن تصيب أي عضو آخر من جسم الإنسان كالكلى، العمود الفقري، الدماغ أو غيرها، إذا تعالج بشكل صحيح.[c1]أنواع مرض السل[/c]1 - نتيجة لتخرب أنسجة الرئة وفقدانها لوظيفتها، وعلى أساس فحص لطاخة البصاق ينقسم سل الرئة إلى :سل رئوي إيجابي اللطاخة.سل رئوي سلبي اللطاخة.2 . سل خارج الرئة : يصيب أعضاء أخرى غير الرئة كالغدد الليمفاوية أو العمود الفقري أو العظام أو أي جزء آخر من جسم الإنسان، حيث تتكاثر العصيات في العضو المصاب وتعمل على تخريبه ما يؤدي إلى فقدان العضو لوظيفته.[c1]طرق انتقال وانتشار المرض [/c]ينتقل مرض السل عن طريق الرذاذ المتطاير من فم مريض السل الرئوي أثناء السعال أو العطس، حيث ينقل هذا الرذاذ الجراثيم المسببة لمرض السل للآخرين عند استنشاقهم للهواء الملوث بالجراثيم.لمنع انتشار هذا المرض إلى الآخرين من أفراد الأسرة أو المجتمع يجب :- الاكتشاف المبكر لحالات السل وتشخيصها وعلاجها حتى يتحقق الشفاء من المرض تمامـا.- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام المناديل.- عدم البصق على الأرض.- تلقيح الأطفال بلقاح الـ (بي سي جي) مبكرا قدر المستطاع بعد الولادة مباشرة من خلال التحصين الروتيني.- التأكد من أن كل المخالطين للمريض قد تم فحصهم خصوصـا الأطفال وكبار السن.- غرف مرضى السل يجب أن تكون نوافذها جيدة التهوية ومعرضة لضوء الشمس.[c1]أعراض مرض السل الرئوي والسل خارج الرئة[/c] - سعال مستمر لأكثر من أسبوعين، ولم يستجب للمضادات الحيوية.- بصاق مصحوب بالدم أحيانـا.- ألم في الصدر وضيق في التنفس.- حمى وتعرق ليلي.- نقص في الوزن وفقدان للشهية.وهناك أعراض لمرض السل خارج الرئة :أعراض عامة : حمى وتعرق ليلي ، نقص في الوزن وفقدان للشهية.أعراض خاصة : تعتمد على مكان العضو المصاب وفقدانه لوظيفته كتورم الغدد الليمفاوية، أو انحناء العمود الفقري عند إصابته بالسل.الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى الأشخاص الأكثر عرضة لحدوث مرض السل هم أشخاص واقعون تحت ظروف معينة تساعد على ظهور المرض عند التعرض للعدوى وهم :1 . أشخاص يعانون من اضطراب مناعي، كالإصابة بفيروس العوز المناعي.2 . مرضى داء السكري أو السرطان أو مرضى الكلى.3 . أشخاص يعانون من سوء التغذية أو نقص في الوزن.4 . الأطفال تحت سن الخمس سنوات وكبار السن.5 . مدمنو الكحول أو المخدرات والمدخنون.[c1]فحص البصاق[/c]تكمن أهمية مراقبة فحص البلغم للمريض في قياس فاعلية المعالجة، ومتى تحول فحص بلغم المريض إلى سلبي اللطاخة يكون قد استجاب للمعالجة ويصبح غير معد.ماذا يحدث للمنقطعين عن العلاج؟ إن انقطاع أو تخلف مريض السل عن العلاج يعرضه وأسرته والمجتمع المحيط به إلى خطر كبير يتمثل في استمرار انتشار السل من حوله والأخطر هو احتمال اكتساب المرض مقاومة لأدوية السل، يصعب بعدها معالجته وقد تسوء حالته وتنتهي بموته.[c1]السل مرض قابل للشفاء[/c]السل مرض قابل للشفاء حتى بالنسبة للمرضى المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي (HIV) إذا تناول المريض الأدوية المضادة للسل بانتظام للمدة المقررة له، وتحت الإشراف المباشر، كما هو موصوف من قبل الطبيب، أما مرضى السل الذين يمتنعون عن تناول الأدوية على الرغم من توافرها مجانـا بكل المرافق الصحية فهؤلاء يشكلون خطرا على أسرهم والمجتمع حيث يستمرون في نشر جراثيم السل أينما ذهبوا وتزداد حالتهم سوءا وتنتهي بموتهم.السل مرض قاتل إذا لم يُعالج، فهو المرض الأكثر فتكـا بالبشرية منذ القدم.هل مرضى السل أشخاص غير مرحب بهم ؟ مرضى السل الذين يأخذون علاج السل أشخاص غير خطرين ومرحب بهم؛ لأن العلاج يسيطر على انتشار جراثيم السل، ويقلل من السعال على العكس من المرضى، الذين لا يتناولون العلاج لسعالهم وعطاسهم المستمرين يجعلهم غير مرحب بهم عند معظم الناس خوفـا من العدوى.مريض السل أحيانـا ينتج لعاباً أو إفرازات أو بصاق يحتوي على جراثيم السل، لذا يجب أن تقدم النصائح للمرضى، حتى تقلل من الوصمة لديهم.- استخدام المنديل لتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.- عدم البصق على الأرض خصوصـا في الأماكن العامة.[c1]السل لاينتقل عن طريق الأكل والشرب [/c]السل ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، وليس عن طريق الأكل والشرب معـا من الإناء نفسه، لكن هناك عدة أمراض أخرى يمكن أن تنتقل خلال اللعاب مثل التهاب الكبد، قرحة الشفاه وغيرها من الأمراض، لذا من واجبات وآداب النظافة الشخصية عدم المشاركة في الملاعق والأواني الزجاجية، وتغسل جيدا بعد الانتهاء من استخدامها.هل يتم التفريق بين الأم المصابة بالسل وابنها الرضيع ؟ الأم المرضعة والمصابة بمرض السل يجب أن تأخذ علاجها كاملا وأن تواصل إرضاع طفلها من الثدي.ثبت أن كل علاجات السل المستخدمة في النظام العلاجي القصير (6 أشهر) آمنة ولا تتعارض مع الرضاعة من الثدي، لذا يمكن للأم أن تواصل إرضاع طفلها من الثدي من دون خوف.الأم والطفل الرضيع يجب أن يبقيا سويـا والرضاعة يجب أن تكون طبيعية، أما إذا كانت الأم مصابة بالسل الرئوي (إيجابي لطاخة البصاق ) فخلال الشهرين الأولين من المعالجة ينبغي استخدام الأم طرقاً وقائية كوضع قناع خاص للفم والأنف عند الإرضاع، وعند العناية بالطفل للسيطرة على العدوى ولقائها بطفلها يجب أن تكون في أماكن مفتوحة.تركيز الأدوية في حليب الأم غير كاف لمنع حدوث المرض أو معالجة السل في الطفل الرضيع، لذا يجب أن يخضع الأطفال والمخالطين للفحص السريري، والتأكد من خلوهم من أعراض السل، كما ينصح بإعطاء علاج وقائي (الايزونيزيد) لمدة (6 أشهر) للأطفال المخالطين تحت سن (5 سنوات).التعامل مع المخالطين لمرضى السل في الأسرةإن مريض السل الرئوي الإيجابي اللطاخة عادة ما يعدي أفراد أسرته، وخصوصـا الأطفال الصغار، وهذا بسبب أن أفراد الأسرة هم الأكثر اختلاطـا والأقرب لمريض السل، لهذا إذا كان المريض يعاني من السل الرئوي المعدي (السل الرئوي الإيجابي اللطاخة) يجب فحص المخالطين لهذا المريض للتحري عن وجود شخص ما في الأسرة مصاب بالسل.وإذا كان المريض طفلا فيجب فحص بقية أفراد الأسرة لمعرفة الشخص الذي ربما أعدى الطفل، فربما يكون أحد الوالدين أو الجد أو الجدة مثلا.وبالطبع يجب عليك البحث عن أي مريض آخر في الأسرة والذي ربما يكون أصيب بالعدوى.تذكر أن المخالطين للمصابين بالعدوى ربما تكون نتائج اختبار فحص التبويركلين سلبية لديهم ويبدو عليهم أنهم بصحة جيدة، لذا يجب مراقبة المخالطين باستمرار.كيفية التعامل مع المخالطين لمرضى السل الأطفال المخالطين تحت (5 سنوات) يجب إعطائهم علاج وقائي (6 أشهر أيزوليازيد) عند تعرضهم للعدوى ولا توجد لديهم أعراض سريرية للمرض.الأشخاص المخالطون والذين هم تحت خطر حدوث المرض (المسنون.. مرضى الإيدز، السكري، السرطان وغيرهم) أيضـا يجب إعطاؤهم علاجـا وقائيـا.الأغذية المناسبة لمريض السلمريض السل يصاب عادة بهزال شديد، ويحدث بسبب فقدان الشهية، وهذا يؤدي على عدم أخذ القدر الكافي من الطعام لسد حاجات الجسم من البروتين والكربوهيدرات والدهون ويفضل أن يصمم النظام الغذائي لكل فرد على حده، وأن يكون غنيـا بالمواد البروتينية مثل (البقوليات واللحوم والأسماك والألبان ومشتقاتها من الأجبان، بالإضافة إلى البيض والدجاج والكبدة) والكربوهيدرات مثل (الحبوب بأنواعها والبطاطس، والأرز والمكرونة وغيراه) والدهون مثل : (الزبدة والسمن والزيت) مع الخضروات والفواكه بأنواعها.الغذاء وسيلة علاجية لكثير من الأمراض وتهدف تغذية المريض إلى المساعدة في :1 . تخفيف الأعراض المرضية التي تزعج المريض.2 . الوقاية من حدوث المضاعفات والاعتلال منها.3 . تعزيز الحالة الصحية للمريض ووقايته من سوء التغذية وهذا يتم كالتالي :- رفع مستوى الثقافة لدى المرضى وأسرهم فيما يخص التغذية، وتوفير المواد الغذائية الداعمة لهم .- توصيف نظم تغذية تناسبهم.دعم المجتمع لمريض السلمريض السل يمثل فردا من المجتمع، لذا من واجب أفراد المجتمع دعم مريض السل من خلال :1 . بث روح الأمل في الشفاء في قلوب مرضى السل.2 . تشجيع المصابين بالسل على الحصول على العلاج من المصادر المنسبة، وتشجيعهم على إتمام علاجهم حتى إذا شعروا بالتحسن قبل نهاية مدة العلاج.3 . توعية المصابين بالسل بالأعراض الجانبية المحتملة والأماكن التي يحصلون منها على الرعاية الصحية الأولية في حالة ظهور الأعراض الجانبية للعلاج.4 . تشجيع الأسر وأفراد المجتمع على المتابعة المباشرة لالتزام المصابين بالسل بتناول الأدوية كاملة وللمدة المحددة.5 . إشراك الأفراد الذين تماثلوا للشفاء لتشجيع المصابين الحاليين بالسل على إتمام علاجهم .