قصة قصيرة
عبده محمد يحيى الوصابيعاد من رحلة بحثه عن العمل التي قاربت الشهر منذ أن استغنت عن الجهة التي كان يعمل لديها.شمس الظهيرة أجبرته على البحث عما كان يحتمي به لكنه لم يجد سوى منزله رغم معرفته المسبقة أن لا راحة له فيه بعد أن فقد عمله وأصبح لا يلبي متطلبات من بداخله خاصة وأن هناك ستة أشخاص يتربصون به في الداخل يريدون منه الكثير.بهدوء فتح باب منزله وولج إلى الداخل، زوجته وخمسة أطفال كانوا بانتظاره الساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهراً وحتى الآن لم يتحرك سكين أو ملعقة في المطبخ وأدراجه جميعها خاوية على عروشها أبناؤه جميعاً في المنزل ولم يذهبوا إلى المدرسة هو ايضاً عندما دخل عليهم لم يكن يحمل بيديه أي شيء عين زوجته تتفحصه بحثاً عن أي شيء من لوازم المطبخ وعيون أطفاله تتفحصه بحثاً عن حقائب، عن كراسات عن أي شيء لكنه لم يحضر أي شيء بدون أن ينبس ببنت شفة أو يجيب على علامات الاستفهام الكثيرة المنتشرة على وجوه أطفاله وزوجته دخل إلى غرفته الوحيدة واستلقى على السرير بحثاً عن بعض الراحة.أطفاله وزوجته تجمعوا حوله وبدأ حديثهم يطغى على جو الغرفة حتى تحول إلى صراخ وقضى على الأكسجين، الشيء الوحيد المتبقي في المكان وكتم أنفاسه.بهدوء حذر نهض من على السرير نظر إلى وجوههم وزع استفساراتهم عليهم بصمت حذر ثم غادر خالياً كما أتى تلفحه نداءات زوجته وتحذيراتها له بأن لا يعود خالياً أغلق الباب خلفه بهدوء كعادته ومضى يسير في الشوارع يبحث عن مكان يضع فيه ما تبقى من جسده المثقل بهموم وأعباء الحياة.حل المساء سريعاً كان المنزل ما يزال خالياً منه والأطفال نائمون بينما الزوجة تتخيل زوجها وقد عاد محملاً كما طلبت وهذا سبب تأخره لذا ظلت تنتظره لكن النوم غلبها ونامت هي الأخرى في الأثناء نفسها التي كان زوجها فيها يغط في نوم طويل في ثلاجة المستشفى العام وهكذا ناموا جميعاً.