مثقفون وصحفيون وسياسيون سعوديون لـ (سبأ ) :
الرياض / سبأ / عارف الدوش :إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م مثل للعديد من المفكرين والسياسيين والمثقفين والصحفيين والاعلاميين العرب البداية المبشرة بحلم التوحد في جزيرة العرب وشمعة مضيئة في سماء العالم العربي والاسلامي كمنوذج رأه هؤلاء المفكرين والساسة والاعلاميين للم الشمل والوحدة الاشمل للخروج من شرنقة التفتيت والتشرذم ومنذ اعادة تحقيق الوحدة اليمنية برز اسم اليمن عاليا ، وصار للجمهورية اليمنية حضوراً اقيميا ودوليا واسعا وصوتا مسموع في المحافل الاقليمية والدولية.كما كان لليمن الموحد دوراً بارزا في تنمية وتعزيز العلاقات على المستويين الاقليمي والدولي باعتبار ان الوحدة اليمنية مثلت عامل امن واستقرار في منطقة شبه الجزيرة والخليج وفي المنطقة برمتها واليوم والوحدة اليمنية تحتفل بعيدها الـ 17 بعد ان أصبحت شابة فتية وجسدت النموذج الناجح للوحدة واثبتت من خلال الوقائع على ارض اليمن وما أحدثه من نمو سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي كما اثبتت في ظل الوقائع والاحداث على مدى 17 عاما انها صمام أمان وعامل امن واستقرار في منطقة شبه الجزيرة والخليج والمنطقة عموماً ، وبمناسبة العيد الوطني الـ 17 للوحدة اليمنية أجرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عددا من اللقاءات مع مثقفين وسياسيين وإعلاميين وأعضاء مجلس الشورى واكاديميين في المملكة العربية السعودية فإلى حصيلة اللقاءات:[c1]الوحدة اليمنية انجاز تاريخي حققه الرئيس علي عبد الله صالح سجله التاريخ باحرف من نور[/c]يقول الدكتور حمود ابو طالب مثقف وكاتب سعودي " لاشك أن الوحدة اليمنية تمثل تحقيقا لحلم طالما راود الذاكرة العربية زمنا طويلا لكنه ظل متعثرا ،إن لم يكن دخل غياهب المستحيل بعد تجارب مبتسرة لم تفرز غير الخيبات المتراكمة. مشيرا إلى أن الوحدة اليمنية تختلف في طبيعتها عن بقية المحاولات كونها عودة الى الطبيعي بين شقين أو جزئين لوطن واحد ، إلا أنها نموذج يدل على أن الإيمان بقضية والعمل من أجلها كفيل بتحقيقها حتى لو كان الثمن بعض الآلام المؤقتة التي تندمل تحت وهج النتائج وجمالها.وأضاف أبو طالب " ودون أدنى مجاملة فإنه لو لم يتحقق سوى هذا المشروع للرئيس علي عبدالله صالح ، إضافة إلى طي الملفات الحدودية للشقيقة اليمن لكان ذلك إنجازا جديرا بأن يسجله التأريخ بحروف من نور" .وتابع الدكتور حمود ابو طالب " لقد كفلت الوحدة اليمنية تحقيق الإستقرار في منطقة هامة على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي ، وأتاحت لليمن وجيرانه الإنصراف إلى ملفات التنمية البشرية والإنسانية بدلا من نوبات التوتر والإحتقان داخليا ومع الجيران ، كما أنها قطعت الطريق على إحتمالات تدخل أي قوى تحت أي ذريعة .. إنها مثال رائع لإنجاز الإرادة الذي تم في بلد العراقة والأصالة والتأريخ .[c1]الوحدة اليمنية كمثال، أعادت الاعتبار التاريخ اليمني[/c]من جهته قال الاستاذ محمد عبد الله الوعيل رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية ان " الوحدة اليمنية مثلت خطوة مهمة ليس في منطقة شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج فقط، إنما بالنسبة لنوعية العمل العربي المشترك، في وقت ينزع العالم لتجميع قواه، والبروز كقوة واحدة في مواجهة تحديات كثيرة تصل لتهديد الوجود نفسه"واضاف ان خطوة الوحدة اليمنية تعيد ترتيب أبناء البيت الواحد والأرض الواحدة، وتظهرهم ككيان واحد، جدير بالمشاركة في المصير كما هو متشارك في الأرض والجغرافيا وعلاقة الدم.. وهي كلها سمات وقواسم تجمع أبناء الجزيرة العربية والخليج.وقال رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية أيضا " بالطبع الإيجابيات كثيرة، لأن التعامل مع كيان كبير وقوي، يكون أعمق من التعامل مع كيانات صغيرة أو ضعيفة، الوحدة اليمنية كمثال، أعادت الاعتبار التاريخ اليمني، واستطاعت، رغم كل شيء، تغيير معادلة الدول العربية، وربما إعادة بنائها على أساس ما يجمع، لا ما يفرق، وهنا الفرق". واضاف الوعيل " لا يخفى على أحد أن اليمن يمثل قوة بشرية لا يستهان بها في المنطقة، قوة قريبة من حيث العادات والتقاليد وصلة القربى، والجغرافيا التي أعطت اليمن أهميته الاستراتيجية، من حيث الموقع والطبيعة، هي نفس الجغرافيا التي تستفيد من الوحدة اليمنية، وتعطيها بعداً أعمق، ولهذا تمتد الإيجابيات لتنغرس في عمق السياسة والاقتصاد، والأخير تحديداً هو ما يشكل ركيزة العمل الاجتماعي الذي ستلمسه الشعوب.ونوه رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية الى ان السياسة لا تتأثر بالعواطف، لكن اليمن حالة خاصة، في منطقة خاصة، في واقع خاص، وربما تكون هذه ميزة أخرى لا يمكن حسابها بمقياس المصالح، فكلما اقترب اليمن كنموذج وحدة حديث من الواقع المحيط، كلما كسبت شبه الجزيرة ومنطقة الخليج عمقاً استراتيجياً متسلح بالمانع الجغرافي الطبيعي بمدخل البحر الأحمر، وهذا كفيل أيضاً بامتداد التأثير.وتابع الوعيل " باختصار .. منطقة الخليج ترى في الوحدة اليمنية ساحة مهمة ترفدها اقتصاديا وسياسيا، بمثل ما تستند إليها تاريخيا واجتماعياً، وهذه وحدها كفيلة بتعميق التوجه نحو اليمن، وأبنائه الذين هم أولاً وأخيراً أشقاء وإخوان لنا .. معتبرا ان التجربة الخليجية في الوحدة جديرة بالملاحظة، وربما نعترف أيضاً بأنها لم تأخذ حقها الوافي من التعريف، وربما ينطبق الأمر على التجربة اليمنية أيضاً، وهنا وجه الشبه القريب، إضافة إلى قربها من المثال الأعلى وهو تجربة توحيد المملكة قبل قرابة 100 عام، والتي يمكن اعتبارها التجربة الأثرى في التاريخ العربي الحديث، لذا تكون الوحدة اليمنية استمراراً لما يمكن تسميته "النهج الوحدوي" في منطقة الجزيرة العربية والخليج، وهو بالتالي ما يمثل عامل استقرار وأمان يضاف للرصيد الحالي.[c1]اليمن نجحت بقيادتها الحكيمة وشعبها المتفاني في تحقيق النمو الاقتصادي [/c]وفي حديث مماثل قالت تهاني الحضرمي "كاتبة سعودية" ان إحتفاليات الأخوة الأشقاء في اليمن بالذكرى السابعة عشر للوحدة اليمنية التي رسمت البهجة ودعمت مسيرة النماء وتحقق في ظلها الامن والرخاء في بلدهم .. فإنني اعتز كثيرا بجذوري التي تنتمي الى جنوب شبه الجزيرة العربية .. المنطقة التي تمثل احد اهم الحدود مع بلدي السعودية فلا يخفى على أحد أهمية الوحدة اليمنية وأثرها الواضح والفعال في خلق الإستقرار في المنطقة ذلك لأن عمق المصالح يأتي من خلال الرؤية الثاقبة والابعاد الهادفة التي تتمركز على إستثمار الاوراق الحيوية كأوراق رابحة تخدم العلاقات الاستراتيجية في الداخل ومع دول الجوار الاقليمي.واضافت الكاتبة السعودية تهاني الحضرمي قائلة : لقد نجحت اليمن الشقيق بقيادتها الحكيمة وشعبها المتفاني في التخاص من النزاعات والصراعات وبدأت في التعاطي مع الواقع بما يحقق النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي .. وبالفعل كان لهذا التعاطي اثر إيجابي في فتح قنوات استثمارية رفعت منسوب السياسات الإقليمية ورحبت بإتخاذ القرارات المشركة لصالح كافة دول الخليج واكدت إن الهندسة الفكرية ادت الى زيادة مستويات الوعي بمفاهيم الامن الوطني وعليه كانت التحديات مع الواقع والفوة والعزيمة و الإصرار على الصمود امام الصعوبات التي وصلت الى نتائج مذهلة في عمليات الاصلاح .. إن عقول ابناء ذلك البلد عززت حضورهم وشكلت معالم تواجدهم على الساحة العربية والاسلامية فهنيا لذلك الشعب بوحدة وطنهم وهنيا لوطنهم بذلك الشعب.وفي السياق ذاته قال الصحفي السعودي محمد الحيدر " ان الوحدة اليمنية تمثل أمن و أمان المناطق التي حولها لا سيما الدول المشاركة لها حدوديا واجتماعياً كالمملكة العربية السعودية وهنا أنا لا أقصد الأمن العسكري فقط إنما اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا وصحيا ، ولهذا فإن وحدة الجمهورية اليمنية لها انعكاسات ايجابية ليس على شعبها فقط و إنما على مجاوريها لان هذه الوحدة لن نبالغ و نقول بأنها ستقضي على العديد من الظواهر السيئة في مناطق الحدود بين البلدين منذ جذورها وانما ستحد منها.