مبعوث السلام للشرق الأوسط يقوم بزيارة غزه
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/نضال المغربي: قام توني بلير مبعوث السلام للشرق الأوسط بزيارة لقطاع غزة أمس الأحد وقال إن مساعدات إعادة الاعمار بعد الهجوم الإسرائيلي لن يكون لها تأثير دائم بدون سلام. وقام بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق كذلك بجولة في بلدة سديروت الإسرائيلية التي قصفتها المقاومة ردا على العدوان الهمجي. ولم يجتمع بلير مع مسئولين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع قبل يوم واحد من مؤتمر للمانحين الدوليين في مصر لجمع المال لإعادة بناء منازل وبنية أساسية دمرها هجوم إسرائيلي دام 22 يوما وبدأ في ديسمبر الماضي. وقال بلير للصحفيين «ستكون هناك أموال .. سيشهد المؤتمر تعهدات بمبالغ كبيرة على الأرجح.. لكن هذه الأموال لن يكون لها تأثير دائم ما لم يكن هناك حل سياسي.» ودعا بلير إلى «وقف لإطلاق النار طويل الأمد ويعتد به» يليه رفع للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي منع وصول مواد مطلوبة للغاية مثل الاسمنت والصلب والتي تقول إسرائيل أن المقاتلين قد يستخدمونها في إعادة التسلح.» وأضاف بلير انه يأمل أن تتحقق الوحدة الفلسطينية التي من شأنها تسهيل تدفق المساعدات على غزة إذ أن الغرب لا يتعامل مع حماس بسبب رفضها نبذ العنف وقبول اتفاقات السلام القائمة. وعين بلير مبعوثا للسلام للشرق الأوسط من قبل لجنة الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا بتفويض لمحاولة تعزيز الاقتصاد الفلسطيني والعمل على إقرار السلام. وامتنع بلير عن لقاء مسئولي حماس تمشيا مع سياسة الغرب تجاه الحركة التي فازت في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 وسيطرت بالقوة على قطاع غزة في عام 2007 من قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتحاول مصر وهي مثل إسرائيل تقع على الحدود مع غزة القيام بدور الوسيط للتوصل إلى اتفاق مصالحة وتعزيز وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه يوم 18 يناير. من جانبها أكدت السلطة الفلسطينية أنها تأمل في جمع 2.78 مليار دولار في مؤتمر المانحين منها 1.33 مليار دولار لغزة. وفي زيارة مستقلة لغزة تعهد دوجلاس اكسندر وزير التنمية الدولية البريطاني بتقديم 30 مليون جنيه إسترليني للمساعدة في إعادة بناء اقتصاد غزة. و أوضح بأن «غزة تحتاج للمال والوقود ومواد البناء وبما أن هذه المواد لا يسمح لها بالدخول من المعابر فإن إصلاح المنازل ونظم المياه وشبكات الكهرباء سيظل مستحيلا.» وأضاف «إسرائيل يجب أن تقوم بالشيء الصحيح وهو السماح بدخول السلع المطلوبة بإلحاح لهؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين مازالوا يعانون.» ورغم ترحيب حماس بمبادرات إعادة البناء وإزالة أثار الهجوم الذي استمر ثلاثة أسابيع والذي قالت إسرائيل انه يهدف إلى وقف هجمات صاروخية فلسطينية عبر الحدود إلا أن الحركة استاءت من دلائل جديدة على تهميشها من جانب القوى الأجنبية. وقال يوسف رزقة مستشار حكومة حماس في غزة أن السلطة الفلسطينية ليست الجهة التي يتعين تقديم المساعدات لها لأنها لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأضاف في بيان إن إعادة الإعمار لا يمكن أن تتحقق بدون الحكومة في غزة والمقاومة التي خاضت الحرب. وتدخل البنك الدول لحل الصراع بشأن غزة متعهدا بالمساعدة في توجيه الأموال لمؤسسات السلطة الفلسطينية والعديد من الجماعات المستقلة. وأكد خوان خوسيه دابوب العضو المنتدب للبنك الدولي: أعادة الاعمار ستقوم على حرية تدفق المواد. وقال خلال زيارته لغزة «هذه هي أكبر عقبة والتي نحتاج جميعا للعمل على إزالتها.» ويتحايل الفلسطينيون على الحصار باستخدام أنفاق تهريب من غزة لكن ذلك عمل محفوف بالمخاطر. فقد قصفت إسرائيل مرارا الحدود وقال مسئولون طبيون أمس الأحد إن أربعة أشخاص ماتوا غرقا بعد أن غمرت المياه أحد الإنفاق. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية في القدس «إننا مثل المجتمع الدولي نريد أن نتأكد من أن المساعدات ستوجه لشعب غزة وليس لنظام حماس. لا أحد يريد أن يرى حماس تعزز قوتها.»