واشنطن / 14أكتوبر / رويترز :جعل الرئيس الامريكي باراك أوباما هدف تخليص العالم من الاسلحة النووية من القضايا المحورية في فترة رئاسته الا أن تحدي كوريا الشمالية وانتكاسات وقعت في الآونة الاخيرة أثارت شكوكا جديدة في قدرته على تحقيق هذا الهدف.ومع الخطر الذي تتعرض له على ما يبدو أجندة أوباما النووية الاشمل داخل الولايات المتحدة وخارجها يواجه الرئيس الامريكي الآن اختبارا لقدرته على انقاذ مصداقية القيادة الامريكية في التعامل الفعال مع تهديدات أكثر الحاحا مثل التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية.وقال كريستوفر بريبل وهو خبير في السياسة الخارجية في معهد كاتو بواشنطن «لا يكفي أن يأمل فقط في الافضل...سيكون من الواجب عليه أن يبدأ في ترتيب الاولويات».وتصدرت كوريا الشمالية فجأة قائمة أوباما بعد الكشف عن تقدم جديد أحرزته في تخصيب اليورانيوم بمجمعها النووي الرئيسي وبعد قصفها لجزيرة كورية جنوبية أمس الأول الثلاثاء.ويتوقع أن يحاول أوباما الموازنة بين التصريحات القوية لترويع واحتواء بيونجيانج وبين الدبلوماسية التي تهدف الى تجنب التصعيد العسكري أثناء سعيه لحشد المجتمع الدولي لزيادة الضغط على القيادة الشيوعية في كوريا الشمالية المنعزلة.ويشكك بعض المحللين في أن يكون مثل هذا النهج الدقيق كافيا لتعزيز مسعاه على المدى الابعد لنزع السلاح النووي في العالم.وواجهت هذه الآمال انتكاسات بالفعل مع مضي ايران في الاستخفاف بمطالب دولية بكبح جماح برنامجها النووي ومع تأخر موافقة مجلس الشيوخ الامريكي على معاهدة ستارت لخفض السلاح النووي التي وقعها أوباما مع روسيا.ورفع أوباما سقف التوقعات العام الماضي في براج عندما أعلن أن الوقت قد حان لانهاء «طريقة تفكير الحرب الباردة» كما أعلن التزام الولايات المتحدة بالسعي لتخليص العالم من الاسلحة النووية.لكن أوباما أقر بأنه من المرجح ألا يتحقق هذا الهدف في حياته لكن فصاحته النبيلة ساهمت في فوزه بجائزة نوبل للسلام.وفي ابريل كشف أوباما عن سياسة أمريكية جديدة تنبذ تطوير أسلحة نووية جديدة وتفرض قيودا على استخدام الاسلحة الموجودة في ترسانة واشنطن.وقال مساعدون ان أوباما قدم بذلك مثلا تحتذي به دول نووية أخرى حضرت بعد ذلك بأيام قمة للامن النووي استضافها الرئيس الامريكي وضمن خلالها اتفاقا للعمل على فرض قيود على المواد التي تستخدم في صنع القنابل.لكن السياسة الامريكية الجديدة قوبلت بادانة من محافظين قالوا انها تعرض الامن القومي للخطر.ويرى منتقدون أن نهج أوباما ساعد أيضا على تقوية ايران وكوريا الشمالية اللتين تستخفان بالنهج الدبلوماسي لاوباما وتمضيان قدما في برنامجيهما النوويين.وقال جوزيف كارافانو وهو خبير عسكري في مؤسسة هيريتدج المحافظة «تصور أن اضعاف النفس يكسبنا أصدقاء في الخارج خاطئ... رؤية (التخلص من الاسلحة النووية) كانت غير واقعية آنذاك كما أنها غير واقعية الآن».وعلى الرغم من نسب الفضل الى أوباما في حشد تضامن دولي أكبر بشأن فرض العقوبات على بيونجيانج وطهران فان مثل هذا الضغط لم يؤثر كثيرا في وقف جهودهما.وقام مسؤولون من كوريا الشمالية في الآونة الاخيرة باطلاع عالم أمريكي على مصنع في مجمع يونجبيون النووي حيث يوجد المئات من أجهزة الطرد المركزي.وهذه هي المرة الاولى التي يكشف فيها عن منشأة لتخصيب اليورانيوم وهو مصدر ثان للمواد التي تستخدم في صنع القنابل الذرية في برنامج بيونجيانج وأثار الامر تساؤلات جديدة بشأن فعالية أسلوب الترهيب والترغيب (العصا والجزرة) الذي ينتهجه أوباما.لكن خيارات أوباما محدودة.ويعتقد أن العقوبات الدولية استنفدت أغراضها مع كوريا الشمالية وبقيت الصين أقرب حليف لبيونجيانج والتي تشعر بالقلق من نشوب أزمة على حدودها هي القوة الوحيدة التي تملك أي نفوذ على الدولة المنعزلة.ومازالت ايران تمثل تحديا شاقا أمام أوباما. وتنفي الجمهورية الاسلامية اتهامات غربية بأنها تسعى لامتلاك قدرات تسلح نووي.وعلى الرغم من موافقة طهران على الاجتماع بممثلي القوى الست العالمية مطلع الشهر المقبل فان تقريرا جديدا وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة توصل الى أن مخزون ايران من اليورانيوم يزداد.وحذرت ادارة أوباما من أن تأخير معارضيه الجمهوريين اقرار مجلس الشيوخ الامريكي لمعاهدة ستارت الجديدة للاسلحة النووية لن يضر فحسب بمحاولة «اعادة ضبط العلاقات» مع روسيا بل سيقوض أيضا التعاون بين البلدين بشأن عقوبات ايران وحرب أفغانستان.ومع اقتراب حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2012 سيكون لزاما على أوباما أن يتصرف في قضيتي ايران وكوريا الشمالية وهو يضع نصب عينيه مسعى اعادة انتخابه حينما لا يستطيع الرد على الجمهوريين الذين يصورونه على انه لين مع أعداء أمريكا.
أخبار متعلقة