يخطئ كل من يظن ان الحرب على لبنان اسرائيلية فحسب، صحيح ان اسرائيل لها اهدافها ومصالحها التي تريد ان تحققها من هذه الحرب، ولكن الصحيح ايضا ان الاهداف الاستراتيجية تريد ان تحققها امريكا، ولاننسى ان امريكا ومن خلال احتلالها للعراق كانت ومازالت تحمل اجندة لكل المنطقة وتعيد فيها رسم الخريطة من جديد، ولكنها فوجئت بالمقاومة العراقية التي عطلت مشروعها ولم تفشله واليوم رأت اميركا ومن خلال ورقة حزب الله مدخلا لترتيب الاوراق في الساحة اللبنانية كما تريد، واذا نجحت تنتقل الى سوريا وفي الوقت نفسه توجيه رسائل الى ايران.وكل مراقب للاحداث اليوم يجد ان بوش هو الذي يحدد زمان وقف اطلاق النار وهو الذي يعطي الاوامر لاسرائيل للاستمرار على الاقل لاسبوع قادم بالعدوان على لبنان وغزة وتدمير كل شيء، وهو الذي يدافع عن اسرائىل في مجلس الامن وقبلها في اجتماع الثماني الكبار ويقول من حق اسرائىل ان تدافع عن نفسها ويجب الانتهاء من حزب الله.ما معنى كل هذا؟ هذه هي الحرب التي تشنها اميركا على لبنان وفلسطين، ثم يقولون للرأي العام العالمي والعربي سوريا تدعم حزب الله وايران تدعم حزب الله، هل هذا جريمة ويجب ان تحاسب عليها سوريا، اليست سوريا دولة عربية مسلمة شقيقة مجاورة للبنان ولها ارض محتلة؟ نحن نريد من سوريا اكثر من الدعم ونريد من سوريا ان تأخذ المواقف التي من شأنها تخفيف العدوان على الجبهة اللبنانية، ولكنه الاقدر على تقدير الموقف، لان ما نخشاه نصب كمين لجر سوريا الى المعركة الاميركية ايضا ولما هددت اميركا سوريا، وماذا سيكون حال الاشقاء حينها، وبالتأكيد ستسبب لهم احراجات هم في غنى عنها الآن، ولهذا قد نجد الادارة الاميركية تكتفي هذه المرة بالتلويح بالعصا لسوريا، وتذكرها في الوقت نفسه بما يجري في لبنان،هل آن الاوان كي نستوعب الدرس، ام نحن بحاجة الى المزيد من الاذلال لعروبتنا حتى نتعلم؟.
