بادرة جيدة تستحق التقدير والاقتداء بها
أبين/ عبد الله بن كدة:توصل الأستاذ محمد ناصر علي من مواطني مديرية سرار بمحافظة أبين إلى قناعة تامة بأن شجرة القات لن تكون المصدر الرئيسي للرزق بل انها أصبحت الخطر الحقيقي الذي يهدد كثيراً من مقومات الحياة والعيش فهي مهدرة للمياه بشكل لا يضاهيها فيه أي منتوج زراعي آخر وهي أيضاً مضيعة للوقت والمال ومفسدة لأخلاق الشباب وتفتح لهم أبواب الطرق السيئة، إضافة إلى ما أدخل على زراعة القات من عمليات تدخل فيها المبيدات السامة والخطيرة على حياة الإنسان.وفي حديث مع التربوي المتقاعد محمد ناصر عن هذه البادرة قال:خلال سنوات طويلة خلت كنت أعمل بسلك التربية والتعليم وإلى جانب ذلك أهتم بزراعة أشجار القات في الأرض على أمل أن تعينني على إعالة أسرتي المكونة من “15” فرداً ومع مرور الوقت طغت هذه الشجرة على باقي المحاصيل المهمة مثل الحبوب والبن ما أثر سلباً على حياتنا، وبدلاً من زراعة الحبوب والبن أصبحنا نستورده رغم أنه لا يلبي حاجتنا بشكل جيد خاصة نحن الذين نعيش في الأرياف والمناطق النائية، وبعبارة أخرى يمكن القول ان حياتنا المعيشية تغيرت سلباً، وهذا دفعني إلى الإقدام على قلع أشجار القات والعودة إلى زراعة الحبوب وبعض الخضروات الأخرى، ولعل من الأسباب التي استدعت الإقدام على هذه البادرة قلة المياه والجفاف الذي تعاني منه المنطقة، وارتفاع تكاليف شراء المياه.واضاف: ما جعلني اطمئن على نجاح زراعة الحبوب والخضروات والبن هو ما قدم لي من دعم من مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة بالمحافظة المتمثل في خزان لحصاد مياه الأمطار، يتسع لـ 150م3 من المياه.ودعا الاخوة المزارعين الى التخفيف تدريجيا من زراعة اشجار القات والاهتمام بزراعة المحاصيل الزراعية الأخرى التي يعتمد عليها الناس في حياتهم اليومية.واشار الى انه يأمل ان تجد التوجهات التي اتخذتها السلطة والمتعلقة بتشجيع المزارعين على الحد من زراعة القات وتقديم الدعم لهم لزراعة المحاصيل الزراعية البديلة الاقدام عليها.واختتم حديثه بالقول اتمنى أن يأتي يوم نجد فيه انفسنا “بدون قات”.