إسلام أباد /14 أكتوبر/ رويترز:انفجرت سيارة ملغومة في سوق مزدحمة بمدينة بيشاور الباكستانية يوم أمس ما أسفر عن سقوط 90 قتيلا بعد ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى باكستان متعهدة بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين التي سادها توتر في أوقات.وهذا أكبر عدد من القتلى يقع منذ عام 2007 عندما سقط نحو 140 قتيلا في انفجار أثناء موكب للترحيب بعودة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو للبلاد من المنفى الذي كانت تعيش فيه باختيارها. واغتيلت بوتو بعد ذلك بأسابيع.ووقع الانفجار الأخير في سوق بيبال ماندي المزدحمة بالمدينة ما أدى إلى نشوب النيران في عدد من المباني. وكانت بيشاور طوال سنوات مقرا لقيادة حرب المجاهدين ضد القوات السوفيتية في أفغانستان وهي حرب دعمتها باكستان والولايات المتحدة.وعلى الرغم من عدم إعلان المسؤولية عن هجوم يوم أمس تركزت الشبهات على الفور على متشددين طالبان الباكستانية الذين يتعرضون لهجوم يشنه الجيش.ووضعت باكستان في حالة تأهب وسط مخاوف من هجمات ثأرية يشنها متشددو حركة طالبان الباكستانية في الوقت الذي يهاجم فيه الجيش الباكستاني معاقل طالبان في وزيرستان الجنوبية على الحدود الأفغانية.وأصبحت المنطقة الوعرة بين أفغانستان وباكستان ملاذا لمقاتلي طالبان على جانبي الحدود وأيضا لمئات من ناشطي القاعدة ومتمردين إسلاميين أجانب.وبعد ساعات من وقوع الانفجار قالت وزيرة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي إن واشنطن تؤيد باكستان تأييدا كاملا في معركتها.وأضاف كلينتون “أريدكم إن تعرفوا إن هذه المعركة ليست معركة باكستان وحدها.“هذه معركتنا أيضا ونحن نحيي الجيش الباكستاني لمعركته الشجاعة ونحن ملتزمون بالوقوف كتفا بكتف مع شعب باكستان في معركتكم من اجل السلام والأمن.”وقال صاحب جول الطبيب بمستشفى مدينة بيشاور الرئيسي إن غالبية قتلى تفجير يوم أمس من النساء والأطفال.وصرح أعظم خان المسئول الحكومي الرفيع بالمدينة بأن الانفجار ناجم عن سيارة ملغومة. وأضاف إن “السيارة كانت متوقفة خارج سوق معظم روادها من النساء.”وأضاف “تضرر بشدة عدد من المباني ومسجد كما حاصرت النيران عددا من المباني.“نحن نواجه هذا بشكل يومي لكن عزيمتنا لن تهتز ، وفي المعارك الأخيرة في الهجوم على وزيرستان الجنوبية قال الجيش انه قتل 25 متشددا وسيطر على عدد من مراكز التدريب وضبط أسلحة بعضها كان مخبأ في الكهوف.وبدأ الجيش هجومه بعد أن شنت طالبان الباكستانية سلسلة من الهجمات على الأمم المتحدة والجيش والشرطة والمواطنين ما أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا ووقوع عدد من تفجيرات القنابل منذ بدء هجوم الجيش. وأطلق الجيش الباكستاني هجومه في 17 أكتوبر على معقل طالبان في وزيرستان الجنوبية ويقول انه يحرز تقدما في الوقت الذي يمضي فيه الجنود قدما صوب قواعد المتشددين الذين تربطهم صلة بتنظيم القاعدة.وقال الجيش إن 264 متشددا و33 جنديا قتلوا منذ بدء الهجوم. ويصعب التأكد من عدد القتلى من جهة مستقلة نظرا لمنع السلطات الصحفيين الأجانب من الاقتراب من مسرح المعارك بالإضافة إلى أنها تشكل خطورة على وسائل الإعلام المحلية.وسبب انفجار يوم أمس أضرارا بالغة في المنطقة التي تضم مباني مصنوعة من الخشب والحجارة وفي الشوارع المزدحمة والأزقة الضيقة.وأبلغ شاهد عيان يدعى عقيل الرحمن رويترز من مكان الانفجار “قائلاً لحقت أضرار بالغة بعدد من المباني ومسجد في حين اندلع حريق في مبنى... يمكنني رؤية ثلاث جثث وسط الحطام.”