المفتتح
* كان مفهوم الفن قديماً هو انه محاكاة المجتمع أو محاكاة الناس او تصوير الناس الان انعكس هذا الوضع وصار الفن اكبر مؤثر في التربية الانسانية والاجتماعية وفي ترتيب سلم القيم عند الانسان البسيط اكثر مما تفعل المدرسة او الاسرة او البيئة الاجتماعية المباشرة.لقد صار الفن هو المصدر الاساسي للمعلومات وللسلوكيات العقلية والوجدانية والاجتماعية لفهم الحياة اصبح الفن هو المعلم الاول للانسان يتعلم منه اسلوب الاختيار من اختيار المهنة الى الاختيار بين السفر والإقامة إلى آخر هذه الاختيارات التي يواجهها الانسان في كل لحظة والتي يتعلم منهجها لا في المدرسة ولا في الاسرة ولافي البيئة الاجتماعية المباشرة بقدر مايتعلمها في الفيلم والمسرح وفي التلفزيون وفي الفيديو كاسيت وفي الاغنية.* اصبح للفن - اليوم - قدرة طاغية على اعادة صياغة الناس سلباً وايجاباً ، واصبح الناس- في نظري يحاكون الفن وهذا يضع الفن في قمة المسئولية الاجتماعية ويجعل له خطراً كبيراً لهذا لابد للجهات الثقافية المختصة ان تولي عناية خاصة واهتماماً كبيراً جداً بتكوين الفنان ليس المهني فقط، كما يحدث في بلادنا حالياً ، بل بتكوينه الفلسفي والاجتماعي والثقافي على اعلى مستوى وإلا فاننا سنتعرض كمجتمع الى امراض كثيرة في ظل العولمة الثقافية والفنية التي نشهد سمومها تنفث الينا عبر شاشات القنوات الفضائية وافلامها المغرضة وبرامج اغانيها المائعة.* سلال السيد محمد