قصة قصيرة
أمل أحمد عبدَّن الليلة تمنيت أن تكون موجودا ، رغم الألم الذي سببته لي، رغم المرارة التي جرعتني إياها ، رغم كل شيء ...........ربما هي الرغبة بان تكون حقيقة ولو للحظة واحة ، لا ظلاً يرافقني .متأكدة من وصول البطاقة إليك، لكن مالست متأكدة منه هو أنت ، هل تغيرت ؟ هل صرت رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؟ أم مازلت مثلما كنت لاشيء يثيرك ؟!!!!!!!وعندما يئست من وجودك ابتلعت دموعي، وابتسمت ابتسامة باهتة ، باردة كقلبك تلك الليلة ، هي الأخرى كانت تمتص مرارة أيامها وتبتلع دموعها .أتدري كنت أراك في عينيها كظل باهت ، لحظتها كانت الذكريات تطفو على سطح ذاكرتي المهترئة وجدرانها المتآكلة :تذكرت ذلك المساء ، كل شيء كان ساكناً، هادئاً ، لاشيء سوى أنفاسي المتقطعة ،و الستارة التي تقذف بها الريح بين لحظة وأخرى ، كان خريفاً ، وفي الحقيقة كانت أيامي معك كلها كذلك.. فعندما فكت أمي ضفائري لأزف إليك كان ذلك ذات خريف .كنت انزوي كقطة خائفة في ذلك الركن من الحجرة ، استرق النظر إليك من خلف حلقات الدخان التي امتلئت بها الحجرة ... وعندما بدأت أنفاسي تتسارع وتتداخل وحلقات الدخان ، كانت العجوز تتمتم :__ إنها أنثى .لحظتها كنت تركل أعقاب السجائر بعصبية وتتفوه بكلمات :__ لن أسامحك هذه المرة .قلتها ، كانت عينيك كجمرتين في محرقة للبخور ، جلتُ ببصري في زوايا الحجرة باحثة عن أمل ينبجس ، تلاشت كلاماتك كسراب .زمجرتْ ومضيتْ إلى حيث لا أعلم .كان علي أن أرحل بها ‘ كان فجراً ، وحدها الجدران كانت شاهدة ، كانت تنصت إليّ تشاركني حزني ، تندب حظي بصمتْ .حاولت أن أنساك ، لكنك كنت تتجول في تعاريج ذاكرتي ، وتتبعني كظل . الليلة أردت أن أتأكد أنك حقيقة لا ظل فبعثت لك ببطاقة زواجها لكنك لم تحضر.أجزم أنك تمسك بالبطاقة وتقرؤها ببرود وتنفث سيجارتك ، وربما أزعجتك فركلت أعقاب السجائر بعصبية .