المنهج.. والمقرر الدراسي.. الماضي والحاضر.. أين الخلل؟!
[c1]* هل نملك الشجاعة الكافية لإعادة الأمور إلى وضعها الصحيح؟![/c]مما لا شك فيه أن الوضع التعليمي اليوم، يختلف عما كان عليه قبل عشرين سنة من حيث الكم والتوسع والانتشار وذلك يعود إلى عوامل الوحدة والاندماج للوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.. ما يعني أن الأمور قد تغيرت وتبدلت ومعها جرت تطورات تتلاءم مع الأعداد المتزايدة للتلاميذ والطلاب والمنشآت التعليمية والمعلمين .. الخ.. لكن النوع الذي كنا نأمله لم نره بعد لأن المنهاج أو المناهج إن جاز التعبير قد طرأ عليه تغيير أدى إلى اكتظاظ وتشعب وتكثيف لم يكن لصالح الطالب قطعاً.. في حين هو قد أحدث تغييرا من حيث المادة واللون والأرقام، لكن ذلك طغى على فهم الطلاب وصارت الأعباء مضاعفة .. ما جعل التعليم يصاب بنكسات متتالية ، ولم يجرؤ أحد على نقد بعض المقررات أو المناهج خاصة في منهاج (التربية الدينية "الإسلامية" ومفردات القرآن الكريم بحسب السن والعقل.. وهذا العيب يرجعه البعض إلى عدم الشجاعة في الخوض في هذه المسألة، تخوفاً من التيارات الإسلامية في حين ذلك لا يخدم التعليم أو الأجيال أو الوطن!إن المناهج اليوم تبدو في اكتظاظ مزعج ولم يعد بالإمكان التقييم السليم أو حتى قول كلمة الحق.. وأذكر أن مسؤولاً عين في عدن بعد عام 1994م وكنا نناقش قضية تعليم اللغة الانكليزية من سنة (خامسة) ابتدائي كمادة أقرتها الخبرات التربوية وعلماء النفس التربوي ومنظمات عالمية معنية بالتعليم باعتبار هذه السن متفقاً عليها عالمياً.. مع الاعتراف بما حدث من تطوير لهذا المفهوم اليوم، في الألفية الثالثة.. لكن ذلك التربوي انبرى ليقول بلغة التهديد وهي في نظره لغة حرص وقلق من لدنه فقال: لا يمكن القبول بذلك لان هذه ثوابت وطنية.. وهذه المادة تدرس في سنة سابعة وما فوق فخرس الجميع حينها ولم يعترضوا إلا شخصاً واحداً رد بالرفض وقال: خلونا في عدن نبقي على المادة من صف خامس كما جرت التجربة ويمكن ان نضيف إليها احدى المحافظات لنرى في الأخير أين الفائدة وأين يكمن الخطأ.. فلم يستجب لرأيه، وهذا التربوي هو احد صناع المناهج ومن أبرز فرسانها في الميدان التربوي.. ذلكم هو الأستاذ التربوي عبدالواحد عبدالله عباد الحسيني مستشار وزير التربية والتعليم حالياً ونائب وزير التربية والتعليم (قبل الوحدة) بعدن.. لكن اليوم يختلف التناول بالطبع ولنا عليه مآخذ.من هنا ولكثافة مادة التربية الإسلامية وعلوم القرآن للسنوات الأساسية جعل من التلاميذ مجرد أوعية تتخبط في التلقين وتقع فريسة الخوف من الفشل الذي يحيق بهم.. وهي والله آراء لأناس أضروا كثيراً بالمناهج، فلماذا التكثيف على حساب مواد أخرى مهمة في حين نحن مسلمون أباً عن جد وقد شهد لنا رسول البشرية محمد (ص) عندما قال: "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، لكن يبدو أن البعد بين ما كان يسمى بنظامي الشطرين (سابقاً) قد جعل رأياً يتفوق على آخر. وكله على حساب الأداء وعلى فهم الأجيال لأمور دينهم ودنياهم .. ما يعني انه يجب أن نخضع مناهج اليوم لدراسة مقارنة وفهم ما يستوعب التلميذ مقارنة بالمقررات في زمن ماضٍ وخلق تفاعل حقيقي يؤدي إلى فهم حقيقي يكون لصالح الأجيال والوطن.واسمحوا لنا هنا أن نبدي سرداً لمفردات مناهج زمان لسنة أول ابتدائي كانت لها فاعلية الخبراء وعقول التربويين الذين أبلوا بلاءً حسناً .. وجل من لا يسهو.إن مناهج عام 1975م كانت تشتمل على اختيار سليم مبني على عوامل عديدة أهمها المرحلة العمرية التي يجب التنبه لها والواقع والبيئة التي يعيش التلميذ فيها، وكانت تراعي هذه المسألة مع اعتبار لرأي الخبراء والتقييم الذي يقدمونه في سبيل خلق فهم حقيقي للتلميذ وأداء سلس للمعلم.1)) منهاج الصف الأول من المدرسة الموحدة التربية الدينية ـ حصتان أسبوعياًأولاً: القرآن الكريم ـ للحفظ والتفسير المبسط:(الفاتحة/ الناس/ الفلق/ الاخلاص/ اللهب/ النصر/ الكوثر/ الماعون/ الفيل)ثانياً: الأحاديث النبوية ـ للحفظ والفهم:قال رسول الله (ص):1)( الكلمة الطيبة صدقة)2)( من غشنا فليس منا )3)( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)4)( خيركم من تعلم القرآن وعلمه).ثالثاً: العبادات:(الوضوء/ عملياً ـ الصلاة/ عملية)(للحفظ.. الأذان ـ التشهد)رابعاً: السير والقصص:1) سيرة الرسول (ص)/ ولادته/ رضاعته/ عودته إلى أمه/ وفاة والدته/ كفالة جده ثم عمه/ رعيه للغنم/ تجارته/ زواجه/ تعبده في غار حراء)2) القصص: آدم عليه السلام ـ نوح عليه السلام.2)) منهاج الصف الثانيأولاً القرآن الكريم ـ للحفظ والتفسير:السور (قريش ـ العصر ـ الزلزلة ـ التين ـ الإنشراح)ثانياً: الحديث الشريف ـ للحفظ والفهم:قال رسول الله (ص):1) (الدين النصيحة).2) (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).3)( الراحمون يرحمهم الله).4) (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).ثالثاً: العبادات:(الوضوء ـ يعاد تدريس الوضوء عملياً)(الصلاة ـ يعاد تدريس الصلاة عملياً بطريقة عملية)(ركعات الصلاة أوقات الصلاة)للحفظ: (الأذان / الإقامة / التشهد / (مع الصلاة الإبراهيمية)رابعاً: السير والقصص:1) مراجعة سيرة الرسول (ص) التي درست من قبل.2) قصة الحجر الأسود، تعبد النبي في غار حراء ونزول الوحي عليه ـ الدعوة إلى الإسلام سراً ثم جهراً ـ إيذاء الكفار للنبي والمسلمين.3) القصص (يوسف عليه سلام ـ يحي عليه السلام ـ وقتل اليهود له)خامساً:التهذيب:(الصدق، المحبة، التعاون، النظافة، الصبر، حب الوطن)[c1]يتبع... [/c]