القاهرة / 14 أكتوبر / وكالة الصحافة العربية :بعد غزو المسلسلات التركية المدبلجة للفضائيات العربية وخاصة قناة MBC- التي عرضت مسلسلي (سنوات الضياع، ونور) طرحنا السوال التالي على عدد من المهتمين بصناعة الدراما في مصر ..هل سيؤثر نجاح المسلسل التركي في صناعة الدراما العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص؟ ردود الأفعال داخل الأوساط الفنية كانت متباينة ، فالبعض اعتبرها بمثابة الكارثة التي ربما تقضي على تسويق الدراما المصرية وأسعار بيعها وطالب بالحد من إذاعة هذه المسلسلات بينما على الجانب الآخر اعتبرها البعض فرصة جيدة لتحقيق الجودة في أعمالنا في ظل المنافسة الكبيرة مع هذه المسلسلات خاصة وأنها حازت على إعجاب المشاهد العربي في كل مكان. المنتج صفوت غطاس يرى أن عرض المسلسلات التركية على الشاشات العربية حالياً يعيد للأذهان ظاهرة المسلسلات المكسيكية التي كانت تعرض منذ عدة سنوات وشهدت إقبالاً من المشاهدين وأثرت في تسويق الأعمال الدرامية المصرية وأسعار بيعها·
جمال العدل
ويقول: تأثير هذه الأعمال في التسويق سيصيب الدراما المصرية بخسارة كبيرة خاصة إذا علمنا أن سعر الحلقة الواحدة من المسلسلات التركية بعد دبلجتها لا تتجاوز 3 آلاف دولار ويبلغ عدد حلقات المسلسل 120 حلقة مما يأخذ فرصة ما بين 3 و 4 مسلسلات في العرض على هذه القنوات ولكن ما يطمئننا بعض الشيء كمنتجين أن الدراما المصرية لا غني عنها للمشاهد العربي ولكن في ظل وجود مثل هذه الأعمال التركية سيتراجع تسويق الدراما المصرية بعض الشيء حيث تقوم القنوات الفضائية بشراء حق العرض الأول للمسلسلات وهذا سيؤدي لخسارة فادحة لشركات الإنتاج المصرية!ونبه صفوت غطاس إلى وجود خطر قادم يمكن أن يصيب الدراما المصرية في مقتل وهو المنافسة في الجودة في ظل الاعتماد حالياً على الإنتاج الكمي دون النظر للكيف فهل يعقل أن ننتج 50 مسلسلاً في العام والجيد منها 9 مسلسلات فقط ، مشيراً إلى أنه انسحب مؤخراً من سوق الإنتاج الدرامي التليفزيوني اعتراضاً على الحالة التي يمر بها الإنتاج وطرق تنفيذه.
إسماعيل عبدالحافظ
[c1]لاخطورة[/c]ويختلف المنتج جمال العدل مع صفوت غطاس في أن هناك خطراً يواجه الدراما المصرية بعرض المسلسلات التركية فيقول: لا يمكن أن يحدث تراجع لمكانة الدراما المصرية على خريطة القنوات العربية في ظل وجود هذه النوعية من الدراما التركية لسببين الأول أن المشاهد العربي والقنوات الفضائية لا غنى لهم عن الدراما المصرية ونجومها وأي قناة تحاول تحجيم الدراما المصرية على شاشتها فهي الخاسرة الوحيدة لأن المشاهد سينصرف عنها ويبحث عن الدراما المصرية على القنوات الأخرى، أما السبب الثاني فيتمثل في العدد الكبير لقنوات الدراما المتخصصة حيث بلغ عددها حتي الآن 9 قنوات تذيع الواحدة ما بين ثلاثة أو أربعة مسلسلات في اليوم الواحد وهذا بخلاف القنوات العامة ولا يمكن لهذه القنوات أن تعتمد على المسلسلات المدبلجة فقط!وأضاف العدل: هذا العام دخلت القنوات العامة في منافسة شديدة في شراء الأعمال الدرامية وبأسعار تقترب من القنوات المتخصصة والخليجية فمثلاً قناة دريم اشترت مني مسلسل (في إيد أمينة) ليسرا، و (رمانة الميزان) لبوسي بنفس الأسعار التي سوقت بها لباقي القنوات.وقال العدل: لا أخشي كمنتج من وجود مسلسلات تركية أو مكسيكية لأنني أقدم أعمالاً ذات جودة تفرض نفسها على القنوات، ثم ما المانع من عرض أعمال درامية أخري على القنوات الفضائية بهدف التعرف على ثقافات جديدة ومختلفة ، مشيراً إلى أن العمل الدرامي الذي لا يتم تسويقه بشكل جيد إما أن يكون عملاً ضعيفاً أو يكون العيب في طريقة التسوية لهذا العمل!!
محمد صفاء عامر
[c1] مقومات التفوق[/c]المؤلف محمد صفاء عامر يرى أنه لا يجب أن نشغل أنفسنا بالآخرين ولابد أن يكون همنا الأول هو الارتقاء بأعمالنا الدرامية لا أن نعمل على إضعاف الآخر، فعلينا بأنفسنا لأننا نمتلك مقومات التفوق الدرامي. ويقول: نعرف جميعاً أمراض الدراما المصرية المتمثلة في سطوة الإعلانات والرقابة والمغالاة في الأجور والاعتماد على الكم لا الكيف، وهذه الأمراض تم تحديدها بناء على بحوث ودراسات متخصصة إستغرق أعدادها شهوراً ولكن يبدو أن القائمين على الدراما المصرية ليست لديهم رغبة حقيقية في علاجها والنهوض بها وإذا استمرت هذه الحالة فسوف تلحق الدراما بفروع الفن الأخرى من سينما وغناء ومسرح التي انهارت!وأضاف: يجب ألا نخشي وجود الدراما التركية أو غيرها على الشاشات العربية لأنها أعمال غريبة عنا، ولكن ما نخشى أن نظل نعتمد على الكم لا الكيف وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه الدراما المصرية.
صفوت غطاس
[c1]لا خوف[/c]ويؤكد المخرج إسماعيل عبد الحافظ أنه لا خوف على الدراما المصرية في ظل وجود نوعيات أخرى من الدراما سواء خليجية أو سورية أو تركية مدبلجة لأننا أصحاب اليد في الإنتاج والشاشات العربية لا يمكن أن تستغني عن الدراما المصرية لذلك نجد أننا مطالبون بكم كبير من الإنتاج ليغطي ساعات البث في هذه القنوات وفي ظل هذا الكم لابد أن تكون هناك أعمال متوسطة المستوي فإذا أنتجنا 60 مسلسلاً وخرج منها 20 مسلسلاً ذا جودة عالية فهذا جيد!!ويقول عبدالحافظ: أنا غير مقتنع بفكرة الإزاحة وما يتردد أن هناك اتجاها لتحجيم الدراما المصرية على القنوات العربية لأنهم هم الخاسرون إذا حدث ذلك.